الفنون الجميلة في اليمن في حالة من الركود والنسيان من قبل الجهات الرسمية المختصة
التقاه/ طارق حنبلةماجد الهتاري فنان امتطى صهوة الجمال والإبداع.ماجد الهتاري ابن مدينة المعلا الخلوق والرائع في كل شيء .. اقتحم عالم الجمال والإبداع فأتقن وأبدع وأسر القلوب بأعماله الفنية، ولمساته السحرية الأنيقة، ليرتقي إلى مساحات الشفافية الحقيقية ويصبح واحداً من فرسان الفن التشكيلي في بلاد السعيدة.(14 أكتوبر) غاصت في أعماق هذا النجم الفنان دمث الأخلاق وخرجت بأسرار كثيرة عن عالمه العملي والوجداني من خلال هذا اللقاء القصير .* ما هو تقييمك لواقع الفنون الجميلة محلياً؟ـ الفنون الجميلة في اليمن في حالة من الركود والنسيان من قبل الجهات الرسمية المختصة .. الا أن هناك بعض الجهود الفردية من رجال الفن والعاملين في الفن، ليس للرقي بالفن كهدف أساسي بل لأن ضرورات الحياة المعيشية ترغمهم على مصارعة الحاجة باستمرار الاشتغال في هذا الجانب، لتخصصهم فيه.* ما هي الآليات المطلوبة للارتقاء والتوهج في سياق الفن التشكيلي؟ـ الفن التشكيلي بحاجة إلى جهود جبارة ومخلصة للارتقاء به، ليس إلى المستوى العالمي بل على مستوى أبسط دولة عربية من الدول المجاورة قد لا يكون لها تاريخ فني عريق كما هو الحال لدينا في اليمن .. ومن آليات الارتقاء بالفن: وجود نخبة متخصصة في وزارة الثقافة أو الاتحادات والجمعيات التشكيلية اليمنية، وكذا القيادات في بعض المحافظات التي ينشط فيها هذا النوع من الفنون .. وكذا توفير الخامات الأساسية من ألوان وفرشاة وغيرها من محتاجات الفنانين من الجهات الرسمية وبأسعار زهيدة وبعيدة عن المغالاة فيها بحجة الضرائب وما شابهه من الأسباب التي يتحجج بها بائعو هذه الأدوات ولا يرد على حديثي هذا بحجة توفر متطلبات الفنانين عبر بيوت الفن في المحافظات، ففي بعض بيوت الفن يحتكر توزيع الفرشاة والألوان والإطارات على حسب المزاجية والشللية .* شخصياً ـ بمن تأثرت من الفنانين التشكيليين محلياً وعربياً وعالمياً؟ـ تأثرت محلياً بالفنان محمد كليب عضو اتحاد الفنانين التشكيليين الشباب سابقاً، وعربياً بالفنان العظيم جمال قطب وعالمياً تأثرت بأعمال الرسام الخالد رامبرانت، وغيرهم من الرسامين الكلاسيكيين .* هل شاركت في مهرجانات داخلية أو خارجية؟لم تتسنى لي الفرصة في هذا، ولكن لدي مشاركات أخرى مثل مشاركتي في فعاليات ((صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م وشاركت مع الفنانة الألمانية (سوزانا هوف مان) في معرض تشكيلي بعنوان (الكتابة الجميلة)، وأقمت معرضاً شخصياً بعنوان (البحث عن هوية) في القنصلية الألمانية، ومشاركات في معارض داخلية عديدة.* يقال إن / الفن جنون وتمرد على الواقع، هل هذا صحيح؟ـ الفن ليس جنوناً إطلاقاً ـ إنما غالباً ما تنتاب الفنان حالة من الهوس أو الاندماج الكامل روحياً مع هذا العمل الفني أو ذاك ما ينتج عنه عمل لا تتقبله العامة من الناس فيسمونه (جنوناً) بينما هو أرقى حالات الإبداع، ولكن لا يستطيع الآخر تفسيره أو فهم فلسفة الفنان في هذا العمل.* كونك أستاذاً في معهد الفنون الجميلة ايضاً مديراً لمكتب أحمد بن غودل مدير المعهد ما هو تقييمك لحال المعهد؟ وما هي الصعوبات التي تعترض سير العملية التعليمية فيه؟ـ المعهد صرح فني وروضة غناء تنمو فيها أجمل زهور الدنيا المختلفة ويمنية المنشأ والبيئة .. فهو مبنى متكامل ينظر إليه الجميع بعين الإعجاب، ولكن هذا المبنى الجميل ـ وللأسف ـ يتردد فيه الصدى .. فإمكانياته شحيحة جداً يخجل كل منا من التحدث عنها، وحدث ـ ولا حرج ـ عن الإمكانيات المادية والمخصصات المالية التي لا توازي حتى صرفيات أسبوع لأحد المترفين .. نلوكها طوال العام ولا نملك سوى الحسرة على ما نحن فيه ..* بكلمتين فقط : ماذا يعني لك كل من هذه الأشياء:الوطن ؟ـ الحياة والأمل.الألوان ؟ـ آلتي الموسيقية الحب؟ـ أساس عملنا.الصداقة ؟ـ كنز لا يغنى . البحر؟ـ حياة اللانهاية.* هل هناك كلمة تود أن تقولها لشخص معين أو جهة معنية او مسؤول؟ـ ليست كلمة ولكنها (صرخة)، أصرخ بأعلى صوتي لكل من يهمه الأمر وأقول: يكفينا إستهتاراً بمستقبل الفنانين .. نحن بحاجة لمخصصات محترمة توازي ما ينتجه هذا المعهد من كوادر فنية في مختلف التخصصات لخدمة مستقبل هذا الوطن اولاً وقبل كل شيء ، وأوجه نداء خاصاً لقيادة وزارة الثقافة للالتفات بجدية لوضعية معهد جميل غانم للفنون الجميلة خصوصاً، ولكل الفنانين التشكيليين في عموم الساحة اليمنية وبالذات في محافظة عدن، حيث أصاب الفنانين هنا الإحباط بسبب سوء المعاملة والإهمال وعدم تأطيرهم في منظمة أو جمعية منزوعة المحسوبية والمناطقية والمحاباة .[c1]ـ البطاقة الشخصية:[/c]ـ ماجد عبدالرحمن حسان الهتاري .من مواليد عدن 9 /9 /97م متزوجـ أستاذ بمعهد الفنون الجميلة لمادتي التشريح والخط العربي.