الرياض/سبأ: أنهى مجمع الفقه الإسلامي اليوم، الجدل المثار حول زواج (المسيار) الذي شهد نقاشا واسعا في منطقة الخليج مؤخرا بإجازة هذا النوع من الزواج اذا توفرت أركان الزواج وشروطه وخلوه من الموانع. جاء ذلك في ختام اجتماعات الدورة الثامنة عشرة لمجلس مجمع الفقه الاسلامي التي عقدت بمقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة برئاسة رئيس المجمع مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ لمناقشة العديد من القضايا الفقهية المستجدة في هذا العصر. وذكر بيان صدر في ختام الدورة أن "المجلس تدارس عقود النكاح المستحدثة ومن بينها ابرام عقد زواج تتنازل فيه المرأة عن السكن والنفقة والقسمة في المبيت أو بعض منها وترضى بأن يأتي الرجل إلى دارها في أي وقت شاء من ليل أو نهار".وقال ان "المجلس بحث كذلك عقد الزواج الذي تظل فيه المرأة في بيت أهلها وتلتقي مع الزوج متى رغبا في ذلك في بيت أهلها او في أي مكان آخر حيث لا يتوافر سكن لهما ولا نفقة". وأضاف البيان أن المجلس بعد دراسة مستفيضة "اعتبر هذين العقدين وأمثالهما صحيحين" اذا توافرت فيهما أركان الزواج وشروطه وخلوه من الموانع .كما نظر المجمع في موضوع اختيار جنس الجنين وهو كما يقرر علماء الوراثة عملية تعود إلى التقاء زوج من الصبغيات الكروموسوم وفق ترتيب معين ينتج عنه المولود ذكراً وترتيب آخر ينتج عنه المولود أنثى. وبعد الاستماع إلى البحوث التي قدمت والمناقشات المستفيضة حول الموضوع قرر المجلس تأجيل البت في الموضوع للمزيد من دراسته وعرضه في دورة قادمة. واستنكر المجلس بشدة التجاوز الممقوت والتجني السافر الذي قصد به الاساءة الى الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال الرسوم المسيئة التي نشرت في الدنمارك وبعض الدول الاوروبية. وأكد أن هذه الرسوم هي جزء من الحملة الشرسة المنظمة التي يشنها اعداء الإسلام على الدين مشيرا إلى ضرورة يقظة الأمة لاتخاذ كافة السبل لمواجهة مثل هذه الأعمال المشينة والتبصير بمخاطر هذه الهجمة الشرسة.وندد المجلس بمحاولة مجموعة جاهلة في ولاية تكساس الأمريكية بتأليف كتاب أسموه زورا وبهتانا (الفرقان الحق) يريدون به أن يكون بديلا للقران الكريم وتشويه كلام الله ليتوافق مع الأهواء في صرف المسلمين عن دينهم ومعتقداتهم ومحاولة تفريق صفوفهم. وأكد المجلس أن هذا العبث بكتاب الله عمل باطل وجرم عظيم وافتراء على الله عز وجل واستهزاء بآياته وهو من أشد أنواع الظلم وأن هذا الاعتداء على كتاب الله بالتحريف والتزوير إنما هو رغبة في أن يتوافق مع الأهواء في صرف المسلمين عن دينهم ومعتقداتهم ومحاولة تفريق صفوفهم وتفكيك مجتمعاتهم واستغلال ثروات بلادهم وإحداث الشحناء والخلافات والحروب بينهم وهو عمل يهدف إلى تحطيم الأمة الإسلامية في أهم مقومات وجودها وهو دينها الذي هو عصمة أمرها .يذكر أن مجمع الفقه الاسلامي يتبع رابطة العالم الإسلامي، ويترأسه مفتي عام المملكة، ويضم العديد من علماء الأمة الإسلامية من بينهم الشيخ يوسف القرضاوي من جامعة قطر، والدكتور وهبة الزحيلي من سوريا، ورئيس قسم الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور محمد النجيمي.