نانسي الحضارية تضمك إلى صدرها منذ اللحظة الأولى ، فهي مدينة جميلة قديمة تحمل الحضارة والتراث معا ، وتقع نانسي في فرنسا والوصول إليها سهل لمن يتقن استخدام الخريطة ، والمدينة مربعة الشكل تبدأ من نقطة ثم تكبر في اتجاه الشرق، وتعبر ساحة ستانسلاس التي نشأت قبل سبعمائة عام ثم توالت الحضارة عليها في البناء حتى أصبحت نانسي اليوم تضم اكبر لوحة فنية تاريخية في مبانيها، ومن يسر فيها فانه يعود إلى الوراء سنين عديدة .وستانسلاس هو الحاكم الثالث للمدينة والاقوى في تاريخها، ويعتبره المؤرخون المؤسس الحقيقي لها، وتمثاله ما زال إلى اليوم واقفا في منتصف الساحة الأشهر فيها .الحركة في هذه المدينة التاريخية لا تتوقف، ولاسيما أن الأسواق فيها تتوزع في كل مكان، هنا لا توجد ماركات عالمية كما في باريس، ولكن السوق يجذب بأسلوب العرض فيه، البائعون في نانسي يفتخرون كثيرا بأنهم أحفاد تجار قدماء، وأينما ذهبت سمعت جملة «أهلا بك في سوق عمره أربعمائة عام» هذه الكلمة كفيلة بأن تجعلك تدخل كل محل.. وبهذه الطريقة تجد نفسك تسير في كل طرقات نانسي العتيقة الجميلة، لن تشعر بالملل لأنك ستشاهد التاريخ والحضارة والحسناوات يجبن السوق معك بطوله وعرضه، والكل هناك يبتسم لك ليس إعجابا بالطبع ولكنه نوع من تقليد قديم اعتاد عليه الناس في اسواق نانسي، وهكذا تجد الوقت يمر سريعا دون أن تشعر به.عدد كبير من الناس يتواجدون في سوق المدينة وسائر الطرقات، خاصة في يوم السبت الذي يعد إجازة ولهذا يسمى هذا السوق ب “ سوق السبت “ وهو السوق الذي يقام كل يوم سبت بين الطرقات المختلفة ، وتباع فيه بضائع كثيرة من كل الأصناف وبأسعار مخفضة جدا، وهناك عادة قديمة في نانسي أن يقوم موظفو الاستقبال في فنادقها بالاتصال بنزلاء الفندق ليذكروهم بموعد السوق ولا يزالون يحافظون على هذه العادة، كان السوق مزدحما بصورة غير طبيعية ، ولكن السير في هذا السوق في حد ذاته متعة لا تفوت.تعتبر نانسي من المدن الفرنسية القديمة التي تحظى بمكانة كبيرة عند عشاق التاريخ والمتاحف، وأهلها طيبون للغاية ولا يزالون يحافظون على عادات وتقاليد قديمة يعتزون بها ويفتخرون بأنهم يحافظون عليها منها الاجتماع يوم الأحد في بيت العائلة الكبير كل شهر مرة، ويأتي من يعيش خارج نانسي ليحضر هذا اللقاء العائلي .