حذر من هشاشة الوضع
عمان / وكالات :بدأ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان مباحثات في الأردن قبل التوجه إلى سوريا ضمن جولته بالشرق الأوسط والتي تهدف إلى تثبيت الهدنة المعلنة بين إسرائيل وحزب الله.وقد التقى أنان مع العاهل الأردني الملك عبد الله قبل ظهر أمس الخميس قبل أن يزور سوريا طالبا مساعدتها في دعم الهدنة.ولم يحقق أنان الكثير في جولته حتى الآن, لكن مصدرا سياسيا إسرائيليا رفيعا قال إن إسرائيل مستعدة لمناقشة الإفراج عن سجناء لبنانيين مقابل تسليم جنديين إسرائيليين أسرهما حزب الله إلى الحكومة اللبنانية.وأعلن أنان أنه يحاول تسريع وصول قوات حفظ سلام إضافية تابعة للأمم المتحدة إلى جنوب لبنان "يونيفيل" حيث من المقرر أن تصل أول مجموعة من ثمانمائة جندي إيطالي اليوم الجمعة.من جهته دعا وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب بعد مشاورات مع أنان إلى إنهاء "فوري للحصار" الجوي والبحري على لبنان. وقال الخطيب إن الملك عبد الله الثاني "عبر عن إدانة الأردن للحصار الجوي والبحري على لبنان ومطالبة الأردن برفع هذا الحصار فورا".وأشار أنان إلى أنه يدعم هذا الطلب مؤكدا الحاجة إلى التحرك السريع من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.وقال أنان الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لإذاعة "أوروبا 1" الفرنسية إنه بنشر هذا العدد " يصبح لدينا قوة تتمتع بالمصداقية وتسمح لإسرائيل بالانسحاب بشكل كامل".وأعرب عن أمله في أن يتوفر هذا العدد من الجنود خلال أسبوع أو عشرة أيام مشددا على أنه عند ذلك "سيكون الإسرائيليون ملزمين بالانسحاب".وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من استمرار بقاء القوات الإسرائيلية على الأرض اللبنانية واصفا الوضع هناك بأنه هش.في غضون ذلك قالت قوة المراقبة الدولية في جنوبي لبنان "يونيفيل" إن الجيش الإسرائيلي استأنف الأربعاء الماضي انسحابه من جزء من القطاع الشرقي.وأفاد بيان صادر عن القوة الدولية بأن وحدات إسرائيلية انسحبت من البسطرة وكفر شوبا وشبعا الحدودية، مضيفا أن (يونيفيل) ستسلمها إلى الجيش اللبناني بعد إقامة حواجز وتنظيم دوريات للتأكد من مغادرة الإسرائيليين.من جهة أخرى توقع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن تؤدي مساعي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى رفع الحصار البحري والجوي الإسرائيلي عن لبنان "خلال الأيام المقبلة".وقال في مؤتمر صحفي خصص لاستعراض أهم مشاريع إعادة الإعمار إن أنان - الذي يزور إسرائيل - "صادق" في مساعيه لرفع الحصار المفروض على البلاد منذ 12يوليو الماضي، مضيفا أن هذه المساعي ستثمر "خلال الأيام القليلة المقبلة".ورد السنيورة على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي رغبته في إجراء اتصالات مباشرة مع الحكومة اللبنانية بالقول إن لبنان سيكون آخر دولة عربية توقع اتفاق سلام مع تل أبيب. وقال "ليكن واضحا، نحن لا نبحث عن أي اتفاق قبل إحلال السلام الدائم على أساس مبادرة السلام العربية".على صعيد آخر قال مسؤول بارز بالأمم المتحدة إن القنابل العنقودية التي أسقطتها إسرائيل في جنوب لبنان ما زالت تشكل خطرا على المدنيين ووصف استخدام إسرائيل لتلك القنابل في مناطق سكنية بأنه "تصرف غير إخلاقي تماما".وقال يان إيغلاند منسق معونات الطوارئ للأمم المتحدة إن بعض القنابل التي أطلقتها القوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة من الحرب صنعت في الولايات المتحدة.وانتقد إيغلاند إسرائيل لإطلاقها جميع القنابل العنقودية تقريبا في الأيام الثلاثة الأخيرة من الحرب التي استمرت أكثر من شهر.وقدر المسؤول الدولي أن إزالة القنابل والقذائف التي تنتشر في مناطق واسعة بها منازل ومزارع ومراكز تجارية سيستغرق ما بين عام إلي 15 شهرا.