بعدخروج المغرب وليبيا من كأس إفريقيا
تعقد الجماهير العربية آمالها في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تستضيفها مصر لغاية العاشر من الشهر المقبل، على منتخبي مصر الشهير بلقب " الفراعنة" ، و تونس الملقب بـ " نسور قرطاج"، وتكمن هذه الآمال إثر خروج المغرب وليبيا من الدور الأول، في حين واصل الفراعنة ونسور قرطاج طريقهم صوب الدور ربع النهائي المحطة الثانية في البطولة، والتي تشكل منعطفا هاما في طريقهم نحو الوصول للدور النهائي ومن ثم المنافسة على اللقب القاري الذي يملك منتخب النسور وأبلت المنتخبات العربية بلاءا حسنا في المباريات التي خاضتها في الدور الأول ، وتفاوتت نتائجها بين الفوز والخسارة والتعادل، حيث كان المنتخب المصري مستضيف البطولة الوحيد الذي لم يذق طعم الخسارة التي منيت بها بقية المنتخبات العربية لا سيما الخسارة المفاجئة لمنتخب تونس من غين ورغم أن المهمة ستكون محفوفة بالمخاطر لممثلي العرب في الدور المقبل، إلا أنهما جديرين بالاستحقاق للوصول لهذا الدور، وهما في جاهزية عالية بنجومهم المعروفين وجماهيرهم الوفية لتحقيق ما تصبو وترنو إليه الجماهير للفوز بلقب البطولة.الفراعنة عشرة على عشرة .. و البقية تأتيفاجأ منتخب الفراعنة المصري الجميع بأدائه ولعبه الذي تحسن وتطور من مباراة لأخرى، حتى عكس مستواه بشكل رائع في المباراة الأخيرة أمام منتخب ساحل العاج الذي تأهل لكأس العالم وأحد أبرز المرشحين للقب، حين هزمه بثلاثة أهداف لهدف واستهل المنتخب المصري مشواره في البطولة بفوز كبير على منتخب ليبيا بثلاثة أهداف نظيفة، وواصل نتائجه الايجابية في المباراة الثانية بالتعادل السلبي مع المغرب، قبل أن ينقض على الأفيال وهو لقب منتخب ساحل العاج ويفوز عليه ويتصدر مجموعته الأول.وكان فوز الفراعنة على ساحل العاج مهما، حيث أكد قوته ومقدرته على المنافسة رغم التشكيك في ذلك، وضمن صدارة المجموعة الأولى والتأهل إلى الدور ربع النهائي مع ميزة تجنب ملاقاة الكاميرون القوية في الدور المقبل.وحمل الفوز للفراعنة طمأنينة لجماهيرهم التي لن ترضى عن اللقب بديلا خصوصا بعد الانتقادات الشديدة التي وجهت للمنتخب بعد المباراة الثانية ضد المغرب والتي سقط فيها المصريون في فخ التعادل ، قبل أن يتحسن الوضع وفق ما أكده خبراء الكرة المصرية الذين قالوا أن المنتخب يتحسن اداءه من مباراة الى اخرى، لكنهم شددوا على اهمية يقظة المدافعين ، وطالبوا بتعزيز العمق الدفاعي في وسط الملعب لان المنافسين في المباريات المقبلة من العيار الثقيل.وعمت الفرحة العارمة كافة الأوساط المصرية عقب تأهل المنتخب المصري إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس أفريقيا لكرة القدم ، حيث نزلت الجماهير المصرية عقب المباراة التي أجريت أمس إلى الشوراع إحتفاءً بالتأهل، في حين أشاد المسؤولين بهذا التأهل الكبير الذين اعتبروه بداية الطريق نحو الاحتفاظ بالكأس، في الوقت الذي خرجت الصحف المصرية بعناوين براقة ورائعة تشيد وتتغني بأداء المنتخب المصريذكر ان مصر التي تحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب كأس أفريقيا (4 القاب) بالتساوي مع الكاميرون وغانا، ستقابل في ربع النهائي يوم الجمعة المقبل منتخب الكونغو الديمقراطية الذي حل في المركز الثاني في المجموعة الثانية.نسور قرطاج .. بداية رائعة .. وختام حزينأبهر نسور قرطاج لقب " منتخب تونس" الجميع في ظهورهم الأول في حملتهم في الدفاع عن اللقب، بعد أن دخل المنتخب التونسي البطولة أولى مبارياته ونجح في تحقيق فوز عريض وثمين على زامبيا بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، كان لمهاجمه البرازيلي الأصل التونسي الجنسية سانتوس ثلاثة منها وواصلت تونس في الجولة الثانية حملة الدفاع عن لقبها بنجاح حين ضمنت بلوغ الدور ربع النهائي اثر فوزها على جنوب افريقيا بهدفين نظيفين، لتسجل فوزها الثاني على التوالي ، كما أنه الفوز الثاني لتونس على جنوب افريقيا في 5 مباريات جمعت بينهما مقابل خسارتين وتعادل واحد.وجاءت الجولة الثالثة والأخيرة في الدور الأول لتخيب تونس الآمال بخسارتها المفاجئة أمام غينيا مفاجأة البطولة وبنتيجة قاسية بلغت 3-صفر، وهي نتيجة لم يكن أشد المتفائلين في المعسكر الغيني أو المتشائمين في المعسكر التونسي يتوقع هذه النتيجة القاسية لحامل اللقب، عطفا على نتائجه الباهرة في الجولتين الأولى والثانية، إلا أن غينيا الماضية في طريقها نحو ترسيخ المفاجأة في البطولة الأفريقية قلبت التوقعات واكتسحت التوانسة بالثلاثة لتتأهل عن جدارة واستحقاق ولم تمنع هذه الخسارة من تأهل تونس وغينيا معاً، لكن غينيا انتزعت صدارة المجموعة بعد أن رفعت رصيدها إلى 9 نقاط كاملة مقابل 6 لتونس وتأهلتا معا للدور ربع النهائي من البطولة الأفريقية.وكان المدير الفني الفرنسي للمنتخب التونسي روجيه لومير قد أراح عددا من لاعبيه الأساسيين لاسيما هدافه البرازيلي الأصل سانتوس بعد أن إطمأن للتأهل حيث كان فقط يحتاج إلى التعادل فقط لكي يبقى في صدارة المجموعة وتحاشي على الارجح لقاء نيجيريا في الدور التالي، إلا أنه فشل في ذلك وسقط سقوطا مدويا.وعقب المباراة ، أكد المدير الفني الفرنسي لمنتخب تونس روجيه لومير أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن خسارة تونس الكبيرة امام غينيا ، وقال لومير في المؤتمر الصحافي "خسارتنا امام غينيا تعتبر فشلا، وأنا المسؤول الرئيسي عنها".خروج مخيب لـ " أسود الأطلسي "وكان خروج منتخب المغرب صاحب لقب " أسود الأطلسي " مخيباً للآمال التي رسمتها الجماهير المغربية لمنتخب بلادها، حيث خرج خالي الوفاض من البطولة الأفريقية ، علماً بأنه سجل نجاحات لافت في البطولة الأخيرة في تونس ببلوغه المباراة النهائية التي خسرها بصعوبة امام اصحاب الارض 1-2 .وبعد أن أخفق المنتخب المغربي في التأهل لمونديال ألمانيا وهو ما أصاب الجماهير المغربية بالصدمة الكبرى كرر إخفاقه أيضا في كأس أفريقيا بعد أن ودع البطولة من دون ان يحقق اي فوز او حتى يسجل اي هدف برغم ان صفوفه تضم مهاجمين على مستوى عال لعل أبرزهم نجم بوردو الفرنسي مروان الشماخ، ومهاجمي رين وليل الفرنسيين يوسف حجي وهشام ابو شروان.وبدأ أسود الأطلسي مبارياتهم بالدور الأول بخسارة امام ساحل العاج صفر-1 رغم انه كان الافضل في اغلب فتراته، قبل أن يسقط في فخ التعادل السلبي أمام مصر في الجولة الثانية، إلى أن قدم عرضا هزيلا في المباراة الثالثة الاخيرة ضد ليبيا وسقط في فخ التعادل السلبي ايضا بل انه افلت من الخسارة.وتعد هذه أسوأ مشاركة للمنتخب المغربي في 12 مشاركة في النهائيات، رغم أنه يلعب هذه البطولة باغلب اللاعبين الذين حققوا انجاز تونس 2004 وفوزهم بالمركز الثاني ويرى مراقبون أن إخفاق المنتخب المغربي في كأس أفريقيا هو استمراراً للصدمة والفشل الذريع الذي اصبه بعدما تخلف عن التأهل للمونديال الألماني، وهو يعزز أيضا الأزمة التي تعيش بها الكرة المغربية وخصوصا المنتخب الذي تعاقب عليه المدربين في فترة وجيزة لم تتجاوز العام، ففي البداية كان المدرب الوطني بادو الزاكي الذي استقال من منصبه بعدما عجز عن تحقيق انجاز تاريخي ثان بقيادة المغرب الى المونديال، ولم تدم مهمة المدرب الفرنسي الشهير فيليب تروسييه طويلا، وتم فسخ عقده بعد شهرين بالتراضي بسبب "خلافات عميقة في وجهات نظر"، حتى عين الاتحاد المغربي المدرب الوطني محمد فاخر مكانه قبل اسبوعين من انطلاق البطولة لكنه لم يقدم شيء وشنت وسائل الاعلام المغربية المختلفة هجوما لاذعا على لاعبي المنتخب المغربي ومدربهم، وعبرت عن استيائها لخروجه من الدور الاول ، معتبرة ذلك خيبة امل كبيرة وكارثية بعد أن خرج اسود الاطلس من الباب الصغير للبطولة.ليبيا غياب طويل وعروض مقبولةوبعد أن غابت ليبيا عن كأس أفريقيا لمدة 24 عاما عندما استضافت البطولة عام 1982 وكانت مشاركتها الاولى في النهائيات رائعة حيث بلغت المباراة النهائية وخسرتها بركلات الترجيح امام غانا 6-7 ، دخلت البطولة الحالية وهي المنتخب الوحيد من بين المنتخبات الـ16 الذي لم يخسر اي مباراة في النهائيات على اعتبار ان سقوطه في المباراة النهائية كان بركلات الترجيح.ورغم أنها شاركت في البطولة الحالية لثاني مرة في تاريخها إلا أنها أثبتت وجودها من خلال عروضها القوية رغم أنها خرجت خالية الوفاض من الدور الأول بعد أن أوقعتها القرعة في مجموعة قوية مع مصر مستضيفة البطولة، والمغرب، وساحل العاج.وخاضت ليبيا مباراة الافتتاح أمام مصر وخسرتها بثلاثة أهداف نظيفة حيث تأثرت بالجماهير الغفيرة التي ملأت الاستاد، وتأثرت أيضا بطرد حارسها، وفي المباراة الثانية أمام ساحل العاج خسرت ليبيا بصعوبة بهدفين لهدف، وكانت المنتخب الأقرب للفوز وأحرجت منتخب الأفيال بل وكادت أن تنتصر عليه لولا قلة خبرة لاعبيها.وفي المباراة الأخيرة لها في المجموعة أمام المغرب ، قدمت ليبيا عرضا رائعا كان بمقدورها أن تخرج فائزة لولا رعونة وتسرع لاعبيها الذين افتقدوا للخبرة في مثل هذه المناسبات القارية.ومما لاشك فإن الكرة الليبية ستقدم خلال الأعوام المقبلة تطورا لافتا لمستواها ، حيث بدا واضحا رغبة المسؤولين عن الاتحاد الليبي في تواجد منتخب بلادهم في النهائيات العالمية والقارية فخصصوا كل الامكانات المادية والمعنوية وهو ما سننتظر نتاجه مستقبلاً.