يبحث لجوجل عن المهندسين والجيولوجيين الذين يروون عطش العالم للنفط
العبد الكريم يمتاز بإرادة فولاذية تقهر العجز
الدمام/متابعات :«كثيرون يرونها مفارقة لأنني معاق، بينما الواقع يقول إنني كثير النشاط وكثير الحركة، وفي الحقيقة لا أحب الخمول أو الاستكانة لوضع معين، لأن لديّ طاقة كبيرة جداً أود استثمارها، كما أرفض أن يعاملني الناس بشفقة لمجرد أنهم يرونني معاقاً جسدياً».بهذه الجمل القليلة وصف عبد الله بن عبد الرحمن العبد الكريم نفسه، فهو في الواقع شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، وُلد مصاباً بإعاقة حركية، ويفخر بتجاوزه لهذه الإعاقة التي تبدو لكثيرين ممن يقابلونه صعبة جداً، حين يقول عن نفسه «كان يمكن أن أكون مجرد معاق بلا قدرات لو أنني لجأت إلى الجمعيات أو إحدى الجهات التي ترعى المعاقين، لكنني درست وسافرت وتعلمت، حتى تجاوزت مفهوم المجتمع للإعاقة، وحصلت على دبلوم عالٍ في علوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات».عبد الله - كما جاء في تقرير نشرته صحيفة (الشرق الاوسط) - يشارك في كثير من المهرجانات والأعمال التطوعية فهو وجه مألوف لكثير من المستفيدين من هذه المهرجانات خصوصاً الفعاليات التي تقيمها شركة أرامكو السعودية مثل مهرجانات الأعياد ومهرجانات الصيف أو تشارك فيها مثل يوم المهنة، حيث تنصب له طاولة وتوضع عليها عدد من البروشورات، تتحدث عن العديد من المميزات التي تقدمها الشركة لموظفيها، فيما هو يبحث -كما يقول- عن موظفين مستوياتهم التعليمية وتخصصاتهم الأكاديمية تتناسب ومتطلبات الشركة وطبيعة الأعمال التي سيقومون بها، عندما يشرح طبيعة عمله في إدارة التوظيف بالشركة، يقول باختصار «أنا أشبه غوغل Google».يحلل عبد الله معلومات المتقدمين من مهندسين وجيولوجيين متميزين تستقطبهم الشركة لأعمالها في التنقيب وإنتاج النفط، ويرشح الأنسب منهم لشغل الوظيفة التي تتناسب وقدراته في الشركة الأضخم عالمياً في مجال النفط، والتي تعتبر حلم كل شاب سعودي. عبد الله يشغل في الفترة الحالية منصب مساعد رئيس وحدة تحديد مصادر توظيف السعوديين، وكان في السابق أيضاً مساعد رئيس وحدة علاقات الجامعيين وتوظيف الخريجين، وكثير من موظفي الشركة يحرصون على التواصل معه.يواجه عبد الله كثيراً من المواقف اليومية والتي يعتبرها تنم عن جهل اجتماعي بثقافة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً المواقف البسيطة مثل احترام أماكن الوقوف المخصصة لهم، يقول «في إحدى المرات وجدت سيارة وقفت في المكان المخصص للمعاقين، فوقفت خلفها وجاءت سيارة أخرى وحجزتني». يضيف عبد الله «عندما يئست من الخروج من الموقف طلبت مساعدة الشرطة، إلا أن الرد كان ماذا تريد أن نفعل لك، تريد أن نأتي لك بطائرة هليكوبتر، عندها اتصلت بالإمارة لأشكو العسكري الذي كلمني بهذه اللهجة غير المسؤولة، ومع ذلك انتظرت أكثر من ساعة ونصف ساعة حتى انتهى صاحبا السيارتين اللتين احتجزتاني من التسوق وأفرجا عني».