تقع مدينة غزة على ساحل البحر المتوسط ، وتبعد حوالي 3 كيلو مترات عنه ، وتبعد عن الحدود المصرية في خط مستقيم مسافة حوالي 30 كيلومترا ، وتبعد عن المجدل 25 كيلو متراً ، وعن خانيونس 25 كم ، وعن بئر السبع 46 كم ، وعن القدس 94 كم , وعن الخليل 81 كم ، وعن يافا 79 كم ، وبلغت مساحة غزة 10.072 دونما أي نسبة 57.28% من مساحة الأراضي المبنية في القضاء عام 1945م وبلغت مساحة أراضيها 160.744 دونما تمثل 14.46 %من مساحة القضاء ، وتحيط بأراضي غزة وأراضي قرى جباليا وبيت حانون ، ونجد في الشمال والمحرقة وأراضي عرب الحناجرة في الشرق وعرب ابو مدين والنصيرات وهوج والبريج في الجنوب ، والبحر في الغرب .وتقسم غزة إلى قسمين : القسم الشرقي ويشمل منطقة الشجاعية وتضم حي الجديدة والتركمان ، أما الغربي فيشمل إحياء الزيتون والتفاح والمشاهرة والدرج والفواخير . وقد اتسعت غزة نحو الغرب حتى وصلت الشاطئ وذلك بعد نكبة 1948م ، حيث استقبلت معظم من طرد من سكان قضائها وقضائي الرملة ويافا والمناطق المجاورة على يد العصابات الصهيونية . هذه هي غزة المدينة ، أما قطاع غزة فهو عبارة عن الشريط الساحلي من فلسطين ، الذي بقي في يد القوات المصرية حتى توقيع اتفاقية الهدنة بين العرب و ( إسرائيل ) والتي عرفت باتفاقية رودس ، وكان يطلق على ( قطاع غزة ) حينذاك اسم ( المناطق الفلسطينية الخاضعة لرقابة القوات المصرية ) وقد عدل الاسم لاحقاً فصار على ماهو عليه الآن . ما بين دخول القوات المصرية إلى فلسطين ، في 1948/5/15م ، وتوقيع اتفاقية رودس في 1949/2/24م ، شهد اللواء الجنوبي من فلسطين حوادث عسكرية سياسية مهمة ، كان لها أثرها الحاسم ، ليس على ولادة قطاع غزة في حدوده الحالية ، فحسب ، بل على مجمل مسار الحياة السياسية فيه ، لحقبة زمنية طويلة . وسط هذه الظروف ، قامت الهيئة العربية العليا بالدعوة لمؤتمر وطني فلسطيني في الفترة ما بين 9/30 – 1948/10/3م ، في ظل ظروف سياسية عربية وفلسطينية بالغة الدقة بعد انتهاء الانتداب البريطاني وصدور قرار التقسيم عقد المؤتمر في غزة وكانت الهيئة العربية العليا جاهدة في تهيئة أسباب تسلم الفلسطينيين زمام الحكم والسلطة ، وطالبت الجهات العربية المسؤولة بمساعدتها على تحقيق هذا الغرض حتى لاتبقى البلاد في فراغ تنشأ عنه الفوضي والاضطراب ، غير أن مطامع وموانع سياسية حالت دون ذلك . لم يكتب النجاح لقرارات الهيئة العربية العليا ووضعت غزة تحت الإدارة المصرية إلى أن جاء العدوان الثلاثي عام 1956م على مصر ، فاستغلت ( إسرائيل ) الفرصة وقامت باحتلال قطاع غزة كاملا ولولا تدخل الاتحاد السوفيتي آنذاك وإنهاء العدوان الثلاثي لما انسحبت إسرائيل من قطاع غزة وعاد القطاع من جديد تحت إمرة الإدارة المصرية ، وماهي الا سنوات قليلة حتى كانت نكسة حزيران 1967م ، ووقوع قطاع غزة بالكامل تحت الاحتلال الصهيوني ، ومنذ ذلك التاريخ حتى إجبار جيش الاحتلال على الانسحاب من غزة عام 2005م .ثمانية وأربعون عاماً عاشها أبناء القطاع في ظل استعمار صهيوني استيطاني مارس كل أشكال العنف والظلم ضد أبناء القطاع وحرمهم من كل الخدمات ومارس عليهم كل أشكال الحصار ، ولكن الفلسطيني في القطاع لم يفقد الأمل وبقي يناضل طوال سنوات الاحتلال وقدم التضحيات الجسام حتى اجبر جيش الاحتلال على الاندحار من غزة ، وأقام الأفراح ابتهاجاً بالنصر ، وبسلطته الوطنية الفلسطينية ، ولم يعرف المستقبل الذي ينتظره من فصائله الوطنية والمسلمة ، والمستقبل الذي يعيشه حاضراً اليوم من اقتتال فلسطيني – فلسطيني وصراع على السلطة ، ورؤوس متعددة للسلطة ، وتجاوزات أمنية أدت في نهاية المطاف إلى المأساة التي نشهدها في غزة والخاسر الوحيد فيها هو المواطن الفلسطيني الذي عانى من الحصار في ظل الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني ما يزيد عن العام واليوم سيزداد حصاره أكثر فأكثر ، وستجد إسرائيل فرصتها لتشديد هذا الحصار ، وسيجد الأمريكان والأوروبيون فرصتهم للحديث عن الإرهاب وضرورة التخلص منه ، وبدأت البشائر في التصريحات التي نسمعها كل يوم من الأوروبيين والأمريكيين، فما ذنب المواطنين في قطاع غزة أن يستمر الحصار عليهم وأن يمنع الغذاء والدواء ويتوقف عنهم الوقود ولاتعرف الأيام القادمة ماذا تحمل لأبناء القطاع، لقد قدم أبناء قطاع غزة التضحيات الجسام من أجل دحر الاحتلال ، مأرسوا العمل الفدائي مبكراً بعد نكبة 48 ، وحملوا السلاح وفجروا الانتفاضة تلو الأخرى لينعمون بالحرية والأمن والاستقرار والحياة الكريمة ، فحق علينا نحن الفصائل الفلسطينية أولاً في المقدمة فتح وحماس أن نرحم أهلنا في غزة ، وحق على الأشقاء العرب نصرة أهلنا في غزة والعمل على فك الحصار ولاتنسوا يا أشقاءنا العرب أن معبر رفح هو الوحيد للتنفس لأهالي القطاع ، لمن يريد التزود بالغذاء والماء والدواء ، لمن يريد أن يخرج بحثاً عن العلاج ، بحثاً عن لقمة العيش ، بحثاً عن التعليم ، فلتعملوا جميعاً ومعا لابقاء هذا الباب مفتوحاً في وجه أبن القطاع .
أخبار متعلقة