كلما أردنا التحدث عن الطب وما يجري في دهاليزه من قفزات وتحولات نوعية متميزة اليوم تعترضنا العديد والكثير من الأسئلة وخاصة ما آلت إليه الظروف في مستشفيات اليمن لاسيما في محافظة عدن التي توجد فيها مستشفيات حكومية تفتقر كثيراً لمقومات الطب الحديث أجهزة وكوادراً مؤهلة ومباني حديثة برغم أن أغلب هذه المستشفيات قد نالت عناية ورعاية كبيرة من قبل الجهات المختصة في وزارة الصحة كمستشفى الجمهورية ومستشفى الوحدة التعليمي ومستشفى عدن العام إلا أن الإدارات القادرة الكفوءة والأمينة لم تتوفر فيها وهو ما أوصلها إلى هذا الحال المزري.إن زيارة البعثة الطبية الاسبانية لبلادنا بقيادة البروفيسور الاسباني “كارلوس دايستا لوببز” استشاري الجراحة بالمناظير تعطينا حافزاً نحو بدل المزيد من الاهتمام والرعاية لهذه المؤسسات الإنسانية للخروج بها من هذا النفق المظلم.حيث قام الأخوة الأطباء في مستشفى الثورة العام باستضافتها ولقت هذه البعثة المكان المناسب والملائم لإجراء عمليات جراحية غاية في الدقة والتعقيد وبالمناظير الطبية ولأول مرة في اليمن، حيث أجرت البعثة الاسبانية حوالي 12 عملية جراحية في مستشفى الثورة العام كلها ناجحة.وفي محافظة عدن قام مكتب الصحة في عدن وجامعة عدن والدكتور خالد أحمد العيد ومستشفى صابر برعاية أبي الإحسان الشيخ/ سعيد سالم باهدى بالتنسيق مع مستشفى الثورة العام لاستضافة البعثة الطبية الاسبانية التي يرأسها البروفيسور كارلوس ولم تجد مستشفى مكاناً مناسباً وملائماً تستطيع فيه إجراء عملياتها الجراحية بالمناظير الطبية .. ورأى مكتب الصحة في عدن بأن مستشفى صابر هو المكان المناسب لإجراء مثل هذه العمليات الجراحية المعقدة .. حيث يوجد فيه قسم خاص بالمناظير الطبية الحديثة برئاسة الدكتور المصري محمود عبداللطيف.وقامت البعثة الطبية الاسبانية بإجراء عدة عمليات جراحية غاية في التعقيد في مستشفى صابر “3عمليات كبرى وعمليتين صغرى لضيق الوقت مجاناً حيث لم يدفع فيها المرضى غير ثمن الدواء فقط وكلها كانت ناجحة وذلك مالمسناه وعرفناه من خلال زيارتنا للمرضى في عنابرهم بمستشفى صابر.ما أكده لنا البروفيسور الاسباني ـ كبير الاستشاريين بجراحة المناظير في أسبانيا بل وفي أوروبا كلها ـ أن مستشفيات اليمن بحاجة إلى كثير من العناية والرعاية والاهتمام وخاصة من حيث تزويدها بأحدث المعدات والأجهزة الطبية والمستلزمات الطبية لمواكبة كافة التحولات والتحديثات في الطب الجارية اليوم في العالم حيث أنها تمتلك العديد من الكفاءات والكوادر الطبية القادرة على إجراء مثل هذه العمليات بعد تأهيلها في هذا الجانب الإنساني الهام وحتى نوفر الكثير من العملات الصعبة والتي تصرف للعلاج في الخارج وانقاذ حياة الكثير من المرضى.
|
اتجاهات
الطب الحديث في اليمن والبعثة الاسبانية
أخبار متعلقة