دمشق / 14أكتوبر / خالد يعقوب عويس :شدت المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز لجمهور كبير في العاصمة السورية ليل الاثنين الماضي متحدية سياسيين انتقدوا زيارتها لما اعتبروه دولة معادية.وعادت فيروز التي جاءت انطلاقتها في عالم الغناء من إذاعة دمشق عام 1952 إلى مسارح سوريا بعد غياب دام نحو عشرين عاما مما اسال الدموع في عيون الكثير من عشاقها في دار الأوبرا السورية.ولعبت فيروز دور البطولة في مسرحية (صح النوم) التي تدور حول حاكم مستهتر تتحداه امرأة فقيرة ولقيت المسرحية احتفاء كبيرا. ويأتي عرض المسرحية وهي من تأليف الموسيقار اللبناني الراحل عاصي الرحباني ضمن فعاليات الاحتفال باختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008.وقال النحات السوري مصطفى علي لرويترز «فيروز تتجاوز السياسة. في دمشق كانت دائما تعامل كإمبراطورة».وأثارت فيروز وهي في السبعينات من عمرها وتعد إيقونة ثقافية في العالم العربي جدلا بقبولها دعوة من حكومة البعث في دمشق في وقت تتزايد فيه التوترات بين سوريا وجارتها لبنان.واتهم الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط فيروز بأنها تخدم مصالح الاستخبارات السورية التي يحملها مسؤولية سلسلة من الاغتيالات السياسية في لبنان.وقال نائب آخر في البرلمان اللبناني انه يجب على فيروز الا تغني «لسجاني لبنان» في إشارة إلى السيطرة والوجود العسكري السوري في لبنان منذ عام 1976 حتى انسحاب القوات السورية عام 2005.كما وجهت مجموعة من النشطاء السياسيين السوريين الدعوة إلى فيروز لمقاطعة دمشق واشاروا إلى حمل الحكومة المتكرر على المعارضين. وقبل ساعة فقط من بدء عرض (صح النوم) القي القبض على المعارض البارز رياض سيف.وفي وقت سابق من اليوم وجهت اتهامات لعشرة معارضين آخرين بمحاولة تقويض نظام الحكم ويمكن ان يواجهوا احكاما طويلة بالسجن. وقال المعلق السياسي السوري أيمن عبد النور رئيس تحرير نشرة كلنا شركاء الالكترونية ان فيروز تغني للشعب السوري وليس للحكام «السوريون يعتبرون فيروز لهم كما هي للبنانيين.»وأضاف «سمعوا بجبل قاسيون ونهر بردى عبر أغانيها قبل ان يدخلوا المدارس ويعرفوا الجغرافيا».ولم تستجب فيروز للانتقادات. وكانت آخر مرة تشدو فيها في دمشق في ثمانينيات القرن الماضي في سنوات الحكم الحديدي للرئيس حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار الأسد فيما كانت القوات السورية ما تزال مرابطة في لبنان.
|
ثقافة
فيروز تثير المشاعر والجدل في سوريا
أخبار متعلقة