الألفاظ البذيئة لغة لايقبلها المجتمع
تحقيق : هبة الصوفي انتشرت في الآوانة الأخيرة في المجتمعات بشكل عام ظاهرة الألفاظ البذيئة التي لا يقبلها المجتمع ولا الفرد ،وهناك ألفاظ اعتاد البعض التلفظ بها مثل : ياغبي ، ياحيوان ، ياحمار ..الخ من الألفاظ التي نسمعها مرارا وتكرارا وأصبحت تلك اللغة غير المحترمة (موضة) أثارت كثيرا من المشاكل بين أوساط الناس ولكي نعرف سببها ودوافع من يتلفظ بها ومن أين مصدرها دعونا نبحر في هذا التحقيق لعلنا أعزائي القراء نصل إلى الإجابة .كان لصحيفة 14 أكتوبر اللقاء بفئات مختلفة من المجتمع حتى نعرف أسباب هذه الظاهرة التي أفسدت الكبار قبل الصغار واليكم أعزائي القراء بعض اللقاءات التي من خلالها سنعرف الكثير حول هذه الظاهرة . [c1]ظاهرة يصعب حلها [/c]قال الطالب غسان الرعدي : لا أنكر بان هذه الظاهرة سيئة جدا وتفاقمت في الآونة الأخيرة و سببها يرجع إلى الشارع وبعض الشباب الفاسدين الذين ليس لهم لغة سواها ، و اعترف بأنها مشكلة يصعب حلها لان هذه الظاهرة لم تشمل شخصاً أوثنين وإنما شغلت مجتمعات بأكملها ..أتمنى من كل الجهات منع أو تخفيف مثل تلك الظواهر السيئة والعمل على الحد منها لأننا في مجتمع مسلم فلا يحبذ التحدث فيما بيننا بتلك الألفاظ غير المحترمة وقد شاطره الحديث زميله عبد القادر الحربي قائلا : أوافق رأي زميلي ولكن على كل فرد في هذا المجتمع أن لا ينكر بأننا شباب وتوجد فيما بيننا ألفاظ على سبيل المزاح ولكن يجب أن لا نتطاول فيها وخاصة عند وجودنا في أماكن عامة أو في الجامعة لأنه لابد من احترام ذلك المكان وأنصح الشباب الغائبين عن الأخلاق و القيم بانه لابد من التحلي بالصفات اللائقة والمحترمة ولكي يحترمنا الآخرون . [c1]لغة خاصة بين الأصدقاء [/c]وقال الطالب/ فيصل محمد مسعد من الجامعة اللبنانية : هناك لغة قد تكون مشتركة بين الشباب أو بين الأصدقاء ولكن بنظري مهما كانت الصداقة أو الانفتاح فلا بد أن يكون هناك حدود وجدية في بعض الأوقات وخاصة عند وجود الزميلات في الجامعة والفتيات في الشوارع أو الأماكن العامة ، لا أنكر بان هناك بعض الشباب يكثرون تكرار بعض الألفاظ وخاصة إمام الفتيات ولكن هذا ليس صحيحا فكلنا معنا أخوات ولانرضاهاعليهم مثلما لا نرضاها على أنفسنا وأنا رافض تماما اللغة البذيئة بين الأصدقاء حتى لا نفقد الاحترام الذي أبقانا على هذه الأرض.[c1]لابد من سد فراغ الشباب [/c]وقال الطالب / نايف محمود : اعتبر الذين يتلفظون بهذه الألفاظ أناسا همجا ويصعب التعامل معهم لأنهم لا يعرفون لغة الحوار إلا بهذه الطريقة الهمجية و أرى أن مصدر هذه الألفاظ هوالشارع لأنه المكان الوحيد الذي تتجمع فيه جميع شرائح المجتمع بمختلف الأعمار والثقافات والأفكار ومنه نثبت غصون هذه الكلمات حتى أصبحت حقولا واسعة يصعب إحراقها وأتمنى أن تصل رسالتي للجهات المعنية بان تلبي رغبات الشباب بفتح النوادي الخاصة بجميع الرياضات وإشغالهم بكثير من الأشياء المفيدة حتى يسد الفراغ الذي يقتلهم ويجعلهم يتقبلون الأخطاء قبل الصواب .[c1]الألفاظ البذيئة “ايزي”[/c]وكان هناك رأي مغاير تماما لما قاله الشباب فعندما طرحنا السؤال على الأخ طارق طالب بالجامعة اللبنانية كانت له نظرة أخرى في هذا الموضوع حيث قال إن هذه الألفاظ البذيئة بالسب أو الشتم عادية “ايزي” أي لأ تشكل عندي أي حرج أو مشكلة لأنها أصبحت لغة مشتركة بين الشباب ، ولا أستطيع العيش بدونها ولكن الألفاظ التي أقف عندها هي التي تخص الحرام والدين فلا أرضى أن أتلفظ بها ولا أقبل أن يتلفظ بها غيري ، ونحن شباب ومهما لهونا وفاتتنا أشياء إلا إن هناك أشياء أخرى يجب عدم تجاوزها .[c1]ألفاظ لا أعرف معناها [/c]وكان لنا لقاء مع د/محمد عيد روس زين /المدير الأكاديمي للجامعة اللبنانية فرع /عدن الذي قال : غالبا ما يكون مصدر الألفاظ البذيئة هو الشارع والمجتمع المحلي والبيئة المحيطة والأسرة وهي الأهم في انتشار مثل تلك الألفاظ و توجد ألفاظ جديدة متداولة بين الشباب لا اعرف معانيها وهناك ألفاظ لها معان في نفوس هؤلاء الشباب ،ولكني أقول إن الأسرة لها الدور الواسع في تداولها فأحيانا يسمع بعض الأهالي ألفاظا تخرج من أطفالهم ولكنهم لا يبالون بها أو عدم الاكتراث لها وبالتالي يكبر ذلك الطفل على إن تلك الألفاظ عادية جدا ، والموسف أيضا أن بعض الإباء والأمهات من يتلفظون أمام أبنائهم بألفاظ سيئة جدا فبالتالي الطفل يكبر وفي رأسه هذه الألفاظ اعتاد عليها ولا يوجد عليها أي خطوط حمراء ولا ننسى أن للإعلام الدور الكبير في نشر هذه الألفاظ وخاصة الإعلام المرئي الذي يؤثر على الشباب بسهولة وخاصة في الأفلام والمسلسلات ويكون هناك ألفاظ يتم بثها من خلالها يلتقطها الشباب والأطفال أيضا 0ولاننسى بإن كل ماهو سيئ يؤخذ دائما [c1]اللغة الشوارعية [/c]في مجتمعنا العديد من الكلمات الشوارعية التي تندرج تحت مسمى الألفاظ البذيئة مثل “هبوشي “ و “ بس تمام “ و” سفيه “ كل تلك الألفاظ يتناولها الشباب في الشوارع كما يوجد لكل اسم من هذه الأسماء معنى ومغزى بين الشباب قد لا يفهمه الآخرون الذين لم يعتادواعلى سماعها من قبل .وكان للجانب الاجتماعي نظرة في ذلك ، وقالت الأستاذة/ مديحة برهان / أستاذة علم الاجتماع : إن هذه الألفاظ تبدأ من الأسرة والمجتمع والإعلام يعتبرأخطرها لأنه تتسرب العبارات خلاله والألفاظ الفاسقة وتأتي تلك الألفاظ عن طريق الأفلام الرخيصة وللأسف أصبحنا نفتقر جدا للقيم والمبادئ التي تحلى بها أجدادنا في السابق وكان لنا أعزائي القراء وقفة مع الإرشاد والجانب الديني لمعرفة موقف الدين من هذه الظاهرة التي نتمنى الخلاص منها [c1]لابد من غرس المفاهيم النبيلة [/c] ولذلك فقد التقينا بالشيخ / فؤاد احمد البريهي / مدير مكتب الأوقاف والإرشاد م / عدن حيث يقول: العلاقات تعتمد على الألفاظ المستخدمة وتعتبردلالة على ما في النفس من حب أو بغض ، فا لتعبير بالألفاظ البذيئة يعتبرتجريحا للإنسان وللمشاعر وللإسلام وكذا للقيم الاجتماعية المختلفة وبالتالي يشكل “هو ه” ساحقة في الحفاظ على العلاقات المتبادلة وهي من ناحية شرعية منهي عنها نهي قاطع كونها تسئ إلى العلاقة الإنسانية التي مجدها الله وحث كل الأطراف الاجتماعية على الحفاظ عليها ، وتعتبر الأسرة والحي ووسائل الإعلام والنشر والمسجد و المدرسة جميعها مسؤولة عن تحديد الألفاظ اللائقة بين أطراف العلاقات الاجتماعية .