(14أكتوبر) تحاور رئيس اتحاد الأدباء فرع حضرموت
حاوره / سعيد صالح بامكريدالدكتور سعيد الجريري حفر ويحفر اسمه بوعي في المشهد الثقافي في حضرموت اليمن حاضرا ويعد احد ابرز الرموز الكبيرة فيه.عمل ويعمل بدأب ويسعى بصدق نحو الارتقاء بالنشاط الثقافي والعطاء التنويري في حضرموت عبر تفعيل الصحافة الثقافية وترسيخ أهمية وقيمة الثقافة منذ انتخابه وزميله الدكتور عبدالقادر باعيسى لقيادة الاتحاد قبل عامين شهدت المكلا حراكا ملموسا ونشاطا متميزا تمثل في النشاط الاسبوعي النافع, وانتظام إصدار مجلة (آفاق) فصليا بعد ان كانت متعثرة خلال السنوات الماضية إضافة الى نجاحها في طباعة عدد من الكتب الأدبية والثقافية واحتفائهما الحقيقي برموز الادب والثقافة في حضرموت.ارتأينا في صحيفة 14 أكتوبر طرح الاسئلة التالية عليه :تابعنا منذ مطلع ثمانينات القرن المنصرم قصائدكم في صحف ومجلات مختلفة, لكننا لم نجدها في مجموعات شعرية.. يا ترى لماذا؟!- لم تصلكم تلك القصائد في مجموعة شعرية ولن تصل لانني باختصار اعد تلك المحاولات من تجارب الصبا, ولاافكر مطلقا في جمعها ونشرها في ديوان, فان تكون شاعرا, يعني ان ترى كل شئ في هذا الوجود بعين شعرية, لكن هذا لايعني ان حالات شعرية لم تعد تجتاحني .. كلا, انما ارى الشاعر الذي ربما كان بداخلي يتوارى ويزاحمه الباحث والقارئ الناقد والاستاذ المحاضر, وعلى اية حال فلهذه الحال مشابهات في سير كثيرة. سعيد الجريري شاعرا .. ناقدا .. أكاديميا وباحثا أين تجد ذاتك؟!- اذا كان الشاعر آخذا في التواري فان للشعر حضورا كثيفا في يومياتي فاجدني منغمرا بتجارب الآخرين من الشعراء الرائعين ولعل من حسن حظي او اختياري انني درست شاعرين باذخين هما البردوني الذي جربت المنهج الاسلوبي في قراءة شعره, والسياب الذي تأملت تجربته متقصيا تشظيات متنه الشعري في الشعر العربي الحديث متخذا التناجي منهجا في الدرس والتحليل.وبظني ان دراسة البردوني والسياب تجربتان مهمتان في وعيي الشعري عموما ووعي الشعرية العربية الحديثة بتقنياتها الاسلوبية والرؤية المختلفة ثم انني اخذت والتفت الى تجارب شعراء آخرين كالحامد وابن شهاب وبعض الشعراء الشبان فضلا عن الوقوف على تجارب عربية ويمنية في قاعة الدرس بالجامعة, ومازال في الافق مشاريع قراءات وما زلنا في الخطوة الاولى أخي الكريم.- شهد فرع الاتحاد في حضرموت منذ انتخابكم رئيسا له نقلة في نشاطه الى ماذا تعزون ذلك؟- الاتحاد ونشاطه من الهواجس الثقافية التي تشغلنا في السكرتارية وننسرب في مدارها, والحمد لله, بعد عام ويزيد من انتخابنا عاد الاتحاد ونشطه الادبي والثقافي الى الواجهة ولكن على مستوى المشهد الثقافي.. فقد حرصت السكرتارية على ان يكون للاتحاد صورة مغايرة, وما زلنا في البداية .. اعدنا اصدار (آفاق) بمستوى يليق بتاريخها, ولاندعي شيئا لانفسنا فلولا الزملاء المساهمون والمتفاعلون لما استطعنا ان نفعل شيئا ..وهناك خطوات نأمل ان نخطوها بثقة وعندئذ سنطمئن على الافق, ذلك ان الثقافة رؤية متكاملة للعالم منتظمة في علاقات, وطبيعة العلاقة هي تعبير عن ازمة او انفتاح. تصدر في حضرموت حاضرا صحيفتان اسبوعيتان هما "شبام" حكومية و"المسيلة" حزبية .. كيف تراهما اتساقا مع صحافة حضرموت ماضيا؟- لايتسع المقام للافاضة, بيد ان انطباعي لايختلف عن الانطباع العام, ومع ذلك فأنا من متابعي هاتين الصحيفتين, وكلي امل ان تحظيا بعناية تليق بماضي حضرموت الصحفي, لنراهما ذات يوم بمستوى افضل, ولست بهذا اقلل من جهود القائمين عليهما, ثم انني لااراهما بمستوى واحد, ولكن السمة الرسمية والحزبية تفقدهما شيئا من التميز والتجدد, وهنا تكمن صورة من صور علاقة المثقف بالسلطة في العالم الثالث.ولعلنا في حضرموت احوج مانكون اليوم الى صحيفة اهلية ذات مهنية عالية تستوعب الطموحات والآمال فلعل شيئا يلوح في الافق. بوصفكم استاذا ومحاضرا بقسم اللغة العربية كلية التربية جامعة حضرموت, كيف ترون النشاط الثقافي في الجامعة؟- ليست جامعة حضرموت وحدها, فالجامعات اليمنية عموما نشاطها الثقافي والادبي محدود .. لكنني ارى علامة مضيئة في فضاء الجامعة, فالجمعية الادبية في جامعة حضرموت حاضنة لادباء الغد ومثقفيه واعضاؤها مشاريع ادباء حقيقيين ويبعثون على التفاؤل.وستخرج جريدتهم الادبية (الديوان) بهيئة مختلفة في عددها الجديد الذي يحمل افكارا رائعة يتفوقون بها على من سبقوهم تجربة وخبرة.ان في الجامعة صوتين يتناغمان لاصوتا واحدا, ولعلنا في اتحاد الادباء نراهن على تلاشي المد (الذكوري) ثقافيا وادبيا ليأخذ الصوت الآخر مداه الطبيعي فيحلق طائر الابداع عندئذ بجناحين كل هذا في الجامعة ألا يدل على ان الكامن يتفجر بهاءاً وتألقا وتجددا .. دعونا نتفاءل بالاصوات القادمة, ندى في ربيع لاينام .