تونس / متابعاتمعظم مياه الكرة الأرضية - نحو 97 في المائة- هي مياه مالحة غير صالحة للشرب. ومع أن معظم سكان العالم يعيشون بالقرب من هذه المياه المالحة الساحلية، فإن هذا المورد الشاسع لم يصبح متاحا على نطاق واسع للاستخدام البشري سوى في السنوات الـ 40 أو الـ 50 الماضية. وكثيرا ما تكون المياه الجوفية أيضا ضاربة إلى الملوحة أو مالحة. وربما تحتوى مستودعات المياه الجوفية الساحلية على مياه بحر من أزمنة قديمة عزلتها عنه ترسيبات جيولوحية. كما أنها عرضة لتسرب المياه المالحة إليها نتيجة الإفراط في ضخ المياه العذبة، الذي يسحب معه مياهاً مالحة من قيعان المحيطات. كما قد تحتوى مستودعات المياه الجوفية بالمناطق القاحلة على مياه مالحة. في هذه الحالة، كثيرا ما تتركز الأملاح نتيجة التبخر من الأحواض أو المنخفضات المغلقة. ويمكن لتكنولوجيات التحلية الحديثة أن تزيل الملح من مياه البحر أو المياه الضاربة إلى الملوحة، و من ثم توفر مصدرا جديدا للمياه العذبة. وتستخدم العديد من العمليات لإزالة الملح من المياه. ومن بين مختلف الأنواع، يعد التقطير واحدا من أكثر الوسائل الشائعة. فالمياه المغلية تصبح بخار ماء عذب مخلفة وراءها الملح كراسب. ويمكن تبريد البخار، وتكثيفه، وجمعه في عملية تنتج مياهاً عذبة ذات جودة أعلى. وتستخدم بعض محطات التحلية أغشية لفصل الملح عن الماء. وتتم هذه المهمة بعمليات تشمل الارتشاح العكسي و الانتشار الكهربي . كما تفيد الأساليب المستخدمة في تحلية المياه في إزالة الشوائب الشائعة في المياه الملوثة المصدر. وتختلف تكاليف التحلية باختلاف جودة المياه الداخلة والخارجة، والطرق المستخدمة والطاقة- ولكنها تميل إلى أن تكون كبيرة. و تستغرق هذه العملية قدرا كبيرا من الطاقة. والتحلية شائعة على نحو خاص في دول فقيرة في المياه بالشرق الأوسط ولكنها غنية نسبيا مثل الكويت، والمملكة العربية السعودية، وإسرائيل. وفي تونس، تنتج أربع محطات تحلية نحو أربعة في المائة من إجمالي الموارد المائية للبلاد. وتستخدم هذه المحطات الارتشاح العكسي، وهي عملية تمرر المياه بمقتضاها عبر غشاء بثقوب متناهية الصغر تمنع معظم الملح المذاب فضلا عن معظم الملوثات من المركبات العضوية والميكروبيولوجية، من المرور. وتشتهر تونس أيضا بأبحاثها المكثفة التي تستهدف مزاوجة مصادر الطاقة البديلة بتكنولوجيا التحلية من أجل إنتاج أنظمة أكثر اقتصادية وأكثر ملاءمة للبيئة. وقد تم استطلاع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فيما توفر كل منهما لتونس مصدرا محتملا واسعا للطاقة المتجددة. ويمكن أن يكون للتحلية أضرار بيئية. فالعملية تنتج محلولا ملحيا أو مخلفات، يتعين التخلص منها على نحو سليم. ويمكن لهذه المخلفات أن تلحق الضرر بالأنظمة الإيكولوجية إذا لم تتم إدارتها على نحو جيد.
|
ابوواب
تحلية مياه البحر في تونس
أخبار متعلقة