اصدرات
صدرت الترجمة العربية الأولى لكتاب «التغيرات» الصيني، أحد أبرز خمسة كتب في الصين القديمة، بعد كتاب الأغاني، وكتاب التاريخ، و كتاب الربيع والخريف وكتاب الطقوس، وهي في مجملها الكتب الخمسة الأهم التي نقلها كونفوشيوس عن الأقدمين وأضاف إليها الحواشي والشروح بعد أن كانت تنتقل شفهياً عبر الأجيال.ووفقا لصحيفة «الزمان» الدولية يضم الكتاب الذي ترجمه الكاتب العراقي بشار عبدالله 64 موضوعا كل موضوع يضيء لشكل سداسي تشكل منذ القدم على مفاهيم الين (الظلام) واليانغ (النور)، والحاضر الدائم بوصف الزمن سيلا دائم الحضور لا يسبقه ماض ولا يعقبه مستقبل، وتتوزع الأشكال السداسية 64 على قسمين يضم القسم الأول منهما الأشكال السداسية الثلاثين الأولى ، فيما يضم القسم الثاني الأربعة والثلاثين سداسيا المتبقية.ومما جاء في مقدمة المترجم: «(كتاب التغيّرات - الإيجنغ) ينسب إلى ممثلي الفلسفة الطاوية وحلقة كونفوشيوس الفلسفية في مرحلة متأخرة من حيث التعقيب عليه ووضع الحواشي له، لكنه يعود في بدايات تكوينه إلى حقب أبعد من حيث بذرته التكوينية الأولى، إذ يعزوه الكثير من المصادر الموثوقة والأدبيات إلى الشخصية الأسطورية فو هسي قرابة 3500 سنة ق.م، ويعزي جمعه إلى (وو وانغ) المتوفى في العام 1064 ق.م ، يعدّ هذا الكتاب واحدا من أقدم الكتب الصينية وقد نجا بأعجوبة من عدة محارق تعرضت لها المكتبة الصينية علي مر الزمن علي أيدي طغاة حكموا الصين وشعروا بخطورة هذا الكتاب من حيث قدرته على التنبؤ بما هو آت اعتمادا علي معطيات الحاضر.وكان أوضح العالم النفساني سي. جي. يونغ في مقدمته لهذا الكتاب بترجمة ويلهيلم الألمانية وظهرت أيضاً في النسخة الانكليزية فيما بعد بترجمة كاري. إف. باينز، أهميته وواقعيته العملية وأوجد من أجل فهمه وفهم آليات عمله نظرية أطلق عليها (نظرية التزامن) التي بها وضع حدا للتشكيك به جراء الغموض الذي كان يكتنف مصداقيته في الخروج بقراءة منسجمة مع الموضوع الذي يعتمل داخل سائله أو مستخيره. بل إن يونغ وضع حداً لمعنى الصدفة التي يعدّها الفكر الغربي جزءاً اعتباطياً في الزمن لا معنى له، في حين رأي يونغ علي وفق الفكر الشرقي ومن خلال ممارسته استخارة الكتاب المذكور ودراسته له، أن الصدفة هي الجزء الأهم في الزمن من حيث أنها تمثل الجزء الطافح بالمعني (الشخصي) مقارنة بتيار الزمن الحامل للمعني العام الحيادي. ولعل أهم عبارتين في مقدمة يونغ تسترعيان الانتباه وتؤكد ان جدية متضمناته الأدبية والتنبؤية هما العبارة الافتتاحية القائلة: (إن هذا الكتاب العظيم المتفرد ليس به حاجة إلى تقديم من مثلي)، والعبارة الثانية( إن هذا الكتاب هو صفعة الشرق على خد الغرب)».وثمة إشارة في إحدى مقدمات الكتاب بترجمة ويلهيلم مفادها أن رجال السياسة في اليابان الحديثة لا يستنكفون عن استخارة هذا الكتاب قبل اتخاذهم قرارات مصيرية. كما يذكر الباحث الأردني محمد ملكاوي في صحيفة (المحرر) عند استخارته الكتاب قبل الحرب الأخيرة على العراق واحتلاله، أن العدو الصهيوني كان راجع هذا الكتاب واستقرأه قبل خوضه إحدى الحروب التي شنها ضد العرب.) كما احتوى الكتاب في نهايته على جدول يمثل مفتاح كتاب الأشكال السداسية المعتمدة، وطريقة العمل به للتعرف على الشكل السداسي الناتج عن الاستخارة بسرعة ويسر.