سطور
فريد با عباد كنت قد زرت صهاريج عدن قبل بضع سنوات وعند منافسات خليجي (20) قمت وبمعيتي إخوة عرب بزيارة الصهاريج . لكن ما آلمني عدم تطوير وترتيب وتنظيم وتنسيق وتنظيف ذلك المكان في إطار الاهتمام بالصهاريج كمعلم تاريخي عظيم بعظمة الشعب اليمني الذي أنجزه . وكذلك آلمني ما رأيت من صور الإهمال واللا مبالاة لهذا المكان التاريخي وأظنه لو كان في بلد آخر أفقر من اليمن لأعطوه اهتماماً أكثر ، ولأظهروه بشكل أجمل . المؤلم أن القائمين على الصهاريج وأعني من يعمل فيها يعتقدون أن هذا الموقع يدر عليهم دخلاً ثابتاً يجب ألا يفقدوه معتقدين انه ملك لهم وليس ملكاً للشعب اليمني والأجيال القادمة. وأكاد أجزم أن كامل الدخل الذي يطلب من كل زائر يذهب إلى جيوب من هم في الموقع ولدي إحساس بأن شركاءهم في المورد المالي الدائرة التي هي مسؤولة عن الصهاريج لأنهم ساكتون عما نراه من عبث وإهمال ولكنهم لن يسكتوا عن نسبة الدخل الذي يتقاسمونه . نعم ليس لدي دليل على ما أتوجس منه لكن واقع الحال من بدائية في تحصيل رسوم التذاكر مهما صغرت يوحي لي ولكل مراقب يدفع قيمة التذكرة أن هناك شيئاً مما نسميه اختلاس واستغلال المال العام لا استطيع تسميته سوى سرقة ونهب وان كان المبلغ صغيراً لكنه لن يكون كذلك في الأعياد والمناسبات وما أكثرها. لقد عمل الاستعمار البريطاني بوابة دخول عبر مكان معين وربما عدد الأشخاص الذين دخلوا في اليوم الواحد ويبدو أن المخربين لكل شي ء جميل ومنظم قد حطموه حتى لا يكون حجة عليهم. اوجدوا شباك تذاكر يفترض أن يجلس عليه حارس لمراقبة الداخل والخارج ولكن من وضع هناك يبدو انه اعتبره مسكنه وبقي عليه أن يبني دوراً آخر فوق تلك الغرفة . لم لا يحصل ذلك والإهمال واضح للعيان!. وعند تجولك داخل الصهاريج ترى التخريب والتكسير في أكثر من موقع بل ستجد من يستأنسون بالجلوس حاملين معهم وريقات القات اللعينة وهذا ما يؤكد أن القائمين على الصهاريج يتصرفون مع كل من هب ودب بالدخول وعمل ما يريد وكأن الصهاريج جزء مما يملكون . حقيقة لا أدري على من القي العتب واللوم هل على وزارة الثقافة أو الآثار أم المجلس المحلي أم قيادات ومسؤولي محافظة عدن؟!. الذي آلمني أكثر أنني قبل أكثر من أربع سنوات قمت بزيارة الصهاريج وعاودت الزيارة في هـــذه الأيام فلم أرى أي تنظيـم أو تحسيـن جرى عليها ســـوى وجـــود (المتكى) عند الباب وجلوس شخصين مخزنين يطلبان من كل زائر قيمة التذكرة. فيا ترى أين تذهب قيمة التذاكر وأين المسئولون عن تلك الصهاريج فهل قلوبهم ميتة.!؟ أم أن هناك مصالح في استمرار هذا الوضع بهذه الصورة من الإهمال والتسيب والاختلاس.. من المسؤول عن كل ذلك !؟