أعلام من اليمن
إعداد /احلام علي عبداللهفي الثلث الأخير من الليل في شهر رمضان المبارك يرتفع صوته مجلجلاً في سماء صنعاء تالياً آيات من الذكر الحكيم إيذاناً بدنو فجر يوم جديد.فالشيخ الحليلي هو أحد مشاخ اليمن في القرآن والقراءات ولد الشيخ يحيى أحمد الحليلي في قرية الحليلة في محافظة صنعاء. حيث تبعد عنها بحوالي 22 كيلو متراً وكان مولده عام 1952م فبقدوم هذا الطفل أعلنت الأسرة أفراحها وابتهاجها لهذا القادم هذا بالنسبة لأسرة هذا الطفل أما بالنسبة لكتاب العلماء والقراء اليمنيين فكان إيذاناً بفتح صفحة جديدة من هذا الكتاب تحمل بداخلها سيرة عطرة لأحد علمائها التي لا زالت أقلام الحبر تخط فيها إبداعات هذا الرجل البصيروقد ولد الشيخ الحليلي مبصراً حتى بلغ السادسة من عمره فأبت الأقدار إلا أن تسلبه نظره فأصيب بمرض الجدري وهو في السادسة من عمره فكان بمثابة السارق الذي سرق بصر وتركه رهين العمى. ولم تكن تلك الاعاقة إلا دافعاً لوالد هذا الطفل الذي رأى في العلم تعويضاً لمصاب ابنه فألحقه بمدرسة تحفيظ قرآن كريم في الجامع الكبير بصنعاء. وقد قرأ الشيخ الحليلي القرآن الكريم على الشيخ محمد حسين عامر والشيخ حسين الغيثي وعلي الطائفي وغيرهم. شاء الله عز وجل أن يختم الشيخ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره قبل قيام الثورة بشهرين وأقيم له حفل تكريم وقد حضر هذا الحفل وزير المعارف آنذاك وقد صمم هذا الوزير ادخال الشيخ المدرسة العلمية ولكن بعد قيام الثورة تحولت المدرسة العلمية إلى معهد ازهري أنشأه المصريون الذين جاءوا إلى اليمن. فالتحق الشيخ به ودرس الشيخ هنالك العديد من العلوم مثل التفسير والحديث والأدب وغيرها وكان من أهم أساتذة في المعهد أحمد عبدالرزاق الرقيحي.أخذ الشيخ الإجازة في رواية حفص من الشيخ محمد حسين عامر ومن أخيه أحمد حسين عامر.وقد أكمل الشيخ القراءات السبع وهو في الثالثة والعشرين من عمره سنة 1973م. ومن هنا بدأ الشيخ الحليلي رحلة التعليم وتتلمذ على يده الكثير من الطلاب في رواية حفص وفي السبع القراءات ومنهم محمد جمعان الذي درس القراءات السبع وهو الآن مدرس في مركز الشاطبية للقراءات العشر. طفولة فشباب قضى فيها الجيلي مراحل عطاء متحلياً بالصبر متخطياً كل العثرات معتمداً على ما أنعم الله عليه من بصيرة. أطال الله في عمره وأفاد به القرآن وجعله من أهله وخاصته .