طشقند / سبأ / العزي العصامي :حقق منتخب الشباب اليمني لكرة القدم إنجازا تاريخيا جديدا للكرة اليمنية بتأهله إلى نهائيات كأس آسيا للمرة الثانية في تاريخه , مرافقا منتخب الناشئين الذي تأهل من قبل للنهائيات الآسيوية , ويكون بذلك أول تأهل في تاريخ الكرة اليمنية يجمع منتخبي الناشئين والشباب في وقت واحد .وجاء تأهل المنتخب اليمني عن المجموعة الرابعة لتصفيات كأس آسيا بالعاصمة الأوزباكستانية طشقند , إثر تعادله في مباراته الأخيرة للمجموعة صباح امس مع نظيره المنتخب الأردني القوي بدون أهداف , وهو تعادل غير عادل نظرا لأفضلية المنتخب اليمني وسيطرته شبه الكاملة على مجريات المباراة .التعادل رفع رصيد المنتخب اليمني إلى أربع نقاط محتلا المركز الثاني بعد المنتخب الأوزبكي الذي حقق فوزين في الجولتين الأولى والثانية على اليمن ( 1 / صفر ) , وعلى الأردن ( 3 / 1 ) , ويلعب عصر اليوم مع المنتخب النيبالي مباراة تكميلية للفريقين . وظهرت خطورة المنتخب اليمني في مباراة امس منذ الوهلة الأولى , مع أفضلية الأداء والتناقل السليم للكرات البينية القصيرة والزاحفة للتغلب على فارق الطول بين المنتخبين اليمني والأردني , فيما شكل قائد الفريق حسين الغازي نقطة انطلاق كل هجمات الفريق من الوسط مع مساندة مثالية في بناء الهجمات من خط الظهر بقيادة باسم العاقل وعبد الله موسى .
فضيل على الاعناق
واجتهد اللاعب ماجد عقيل في الذي يعد أقصر لاعبي المباراة , كثيرا في منتصف الملعب باتجاه الهجوم , فيما شكل المهاجم عمار البلي كثيراً من الخطورة على مرمى الأردن بانطلاقاته السريعة واختراقاته التي كانت تصطدم بتكتل دفاعي ومخاشنة جسمانية قوية , وتألق حارس مرمى المنتخب الأردني العملاق صالح مسعد كثيرا في امتصاص الكرات الخطيرة والعالية والتصدي لتسديدات حسين الغازي وعمار البلي ومعاذ عساج الذي اجتهد كثيرا في محاولة خلخلة دفاعات الفريق , وأضاع أكثر الفرص اليمنية لأهداف محققة لم يحسن استغلالها .وبالمقابل عمد المنتخب الأردني إلى الاعتماد على الكرات الطويلة والضغط عل حامل الكرة بقوة الإلتحام الجسماني الذي قوبل بمهارات وحلول فردية رائعة مع تجانس جماعي للفريق اليمني , كما شكلت بعض الهجمات المرتدة خطورة على مرمى المنتخب اليمني التي وجدت أمامها في الشوط الأول يقظة وصلابة حارس المرمى علي مسعود الوصابي , والذي تعرض لإصابة نتيجة احتكاكه في إحدى الكرات مع المهاجمين الأردنيين طوال القامة لينهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بعد سيل من الهجمات والفرص الضائعة لأهداف محققة عن طريق المهاجمين عمار البلي ومعاذ عساج وانطلاقات حسين الغازي وماجد عقيل ومحاولات التصويب من نجيب الحداد .
مدرب اليمن ومدرب الاردن
ومع بداية الشوط الثاني اضطر مدرب المنتخب اليمني الوطني عبد الله فضيل إلى إجراء تغيير اضطراري بإشراك حارس المرمى الاحتياطي على العنسي بديلا عن الأساسي علي مسعود الوصابي نتيجة إصابة الأخير بالعضلة الضامة , وبعدها بقليل اضطر أيضا إلى إشراك اللاعب عمار الكلدي بديلا عن المجتهد فيصل بلبحيث في الجناح الأيمن نتيجة تعرضه لإصابة في كتفه عندما خلع عظم كتفه وجرى إسعافه فورا من قبل طبيب المنتخب الدكتور عبد الرحمن الشرجبي الذي عمل فورا على إعادة عظمة الكتف إلى المفصل وسط صرخات الألم من اللاعب فيصل الذي عاد إلى أرض الملعب بعدها , لم يكمل المباراة .كما شهدت الدقائق الأخيرة مشاركة اللاعب صالح الشدادي في الوسط مكان ماجد عقيل الذي استنفذ طاقته في بناء الهجمات ومحاولة التخلص من عنف احتكاك لاعبي المنتخب الأردني بهم عندما كان يستحوذ على الكرات أمامهم بكل مهارة , وأهدى في إحداها فرصة ثمينة لا تعوض لمعاذ عساج في الشوط الأول عندما اجتهد ماجد عقيل في انتزاع الكرة من بين اقدام أحد مدافعي الفريق الأردني وانطلق في أقصى اليسار مراوغا الأول والثاني ومرر كرة أمامه باتجاه معاذ المندفع نحو المرمى والذي كان قد انفرد بالحرس كاسرا حاجز التسلل , وبدلا من أن يضعها في المرمى سددها برعونة لتمر أمام المرمى ويحولها الدفاع الأردني إلى ضربة ركنية .وتركزت خطورة الفريق الأردني عن لاعب الارتكاز لؤي حسن الذي كان يجيد صنع الكرات وتمريرها للأمام , عن المهاجمين محمد شيشاني يوسف رواشدة .
لقطات من المبارة
واستمر الحال في الشوط الثاني محتفظا بالتعادل السلبي رغم غزارة الهجمات اليمنية التي قوبلت بتكتل دفاعي وخصوصا في الدقائق الأخيرة مع استحواذ المنتخب اليمني تماما على الكرة .وكانت أكثر المشاكل التي تعرض لها لاعبو المنتخب اليمني في الشوط الثاني كثرة الإصابات التي تعرض لها اللاعبون وفي مقدمتهم فيصل بلحيث وماجد عقيل وحسين الغازي ووائل عتيق وعبد الله موسى , إلا ان الجميع صمدوا أمام قوة أجسام اللاعبين الأردنيين .كما أن حكم اللقاء العماني محمود الغظريفي , تغاضى كثيرا عن بعض حالات تستوجب منح بطاقة إنذار أو طرد لبعض لاعبي المنتخب الأردني وفي مقدمتهم المدافع حمزة الدرادرية الذي كان قد تحصل على إنذار في الشوط الأول , وفي الشوط الثاني ارتكب عدة أخطاء , ثم عمد في إحداها إلى شد اللاعب عمار الكلدي الذي تجاوزه بالكرة كآخر مدافع باتجاه المرمى , فأسقطه أرضه ومنعه من دخول منطقة الجزاء , ليمنح الحكم ضربة حرة مباشرة , ولم يمنح اللاعب بطاقة الإنذار الثانية التي كانت تستوجب طرده , كما قام حارس المرمى الأردني صالح مسعد بالاعتداء على أكثر من لاعب , ومن ذلك اللاعب عمار الكلدي أيضا بعد الاحتكاك به غير المقصود , وكان يستوجب منحه إنذارا على الأقل , وكثيرة هي التدخلات العنيفة والقوية التي ارتكبها لاعبو خط الوسط والدفاع الأردني دون أن تجد تدخلا حازما من الحكم .وأعلنت في النهاية صافرة الحكم العماني محمود الغظريفي نهاية اللقاء بتعادل الفريقين لتعم الفرحة العارمة بعثة المنتخب اليمني , وسط مباركة وصيحات جماهير الملعب المن الأوزبك الذين وقفوا اليوم جميعهم في صف المنتخب اليمني بعد الأداء الرائع الذي نال استحسانهم وشد انتباهم إلى عدد من لاعبي المنتخب اليمني وفي مقدمتهم اللاعب ماجد عقيل , والذي أهدى بعضا من أدواته الرياضية لهم .
لقطات من المبارة
وحمل اللاعبون المدرب عبد الله فضيل على أكتافهم وسط فرحة ممزوجة بالدموع وطافوا به أرجاء الملعب مقدمين التحية له , وسط تصفيق حار من جماهير الملعب الذي يتسع لحوالي سبعة ألاف مشجع . التعادل رفع رصيد المنتخب اليمني إلى أربع نقاط من فوز وتعادل وخسارة غير مستحقة في الجولة الأولى من المنتخب المضيف , ليحتل منتخبنا المركز الثاني بعد أوزباكستان , فيما حل المنتخب الأردني ثالثاً برصيد أربع نقاط وينتظر حظه فيما يتعلق باختيار أفضل فريق في المركز ثالثاً ضمن مجموعات التصفيات . وعقب المباراة مباشرة اتصل رئيس الإتحاد العام لكرة القدم أحمد صالح العيسي بالبعثة وهنأ الجميع بالفوز , مثمنا جهود اللاعبين وروحهم القتالية العالية وحماسهم الذي قادهم إلى التأهل رغم الصعوبات التي واجهتهم , ومعلنا عن تقديمه مكافآت لجميع اللاعبين بمبلغ مائة ألف ريال لكل لاعب , ولكل أعضاء البعثة على هذا الإنجاز .:لقطات- اللاعب عمار البلي كان أكثر اللاعبين تأثرا بعد انتهاء الصافرة الأخيرة ظنا منه أن المباراة ستتطلب ضربات ترجيح , ولم يصدق نفسه عندما وجد الجميع يجري فرحا حوله فانهمرت دموعه بغارة فرحا بالتأهل .- الكابتن أحمد علي بن علي رئي البعثة دخل إلى غرفة تغيير الملابس عند اللاعبين قبل المباراة تحدث إليهم طالبا منهم ان ينفذوا بدقة تعليمات مدربهم القدير عبدالله فضيل , وأن يضعوا الوطن نصب أعينهم , وأن الجميع يقفون اليوم خلفهم داخل الوطن وخارجه ينتظرون منهم تحقيق الإنجاز .- كان لكلمات الكابتن مفعول السحر على الجميع وقد بدا العزم والإصرار واضحا في وجوههم رغبة في تحقيق الأمل المنشود وكانوا عند مستوى التحدي .- عند دخول اللاعبين إلى غرفة تغيير الملابس الخاصة بهم قبل المباراة وجدوا مكتوبا على لوحة الغرفة عبارات استفزازية كتبها أحد أفراد البعثة الأردنية (الفوز للأردن 2 / صفر) , غير أن اللاعبين قابلوها بابتسامة الواثق من نفسه وقدراته , وكان مدربهم فضيل قد فهم المقصود منها , فما كان منه إلا أن ابتسم ابتسامة عريضة وقال لهم : ما يهمكم هذا الكلام , بس لو تذكروا الكلام اللي قلته لكم في المطار , وهو يقصد أن لاعبي المنتخب الأردني عندما التقوا بلاعبي المنتخب اليمني في مطار تركيا وتوجهوا بطائرة واحدة كانوا يقومون ببعض التصرفات الاستفزازية , مما يعني أن الاستفزاز كان مقصودا ومبكرا، وهو يعني ألا يعيروا ذلك أي انتباه، وأن الفيصل بينهما هو الملعب .- وخلال الإحماء استغل أحد أعضاء بعثة المنتخب الأردني الإدارية فرصة وجود ميكرفون الملعب أمامه في غرفة داخلية وأخذ يردد شعرات تشجع منتخب النشامى الأردني على المنتخب اليمني بصوت عال الأمر الذي استفز الجميع .- بعثة المنتخب تغادر العاصمة الأوزبكية فجر الاثنين القادم في رحلة تستغرق أربع ساعات إلى مدينة اسطنبول التركية , ثم ينتظرون قرابة 12 ساعة في المطار ترانزيت , وهي فترة مرهقة للجميع حيث تحاول قيادة البعثة إيجاد إمكانية دخول المدينة والنزول في فندق ترانزيت من خلال التفاهم مع مسؤولي الخطوط التركية , وتصل البعثة بمشيئة الله إلى العاصمة صنعاء فجر الثلاثاء حيث تقطع الطائرة رحلتها من اسطنبول إلى صنعاء في خمس ساعات .- إداري المنتخب عمر البارك , ومسؤول خدمات المنتخب محمد عبد الله رجب وأخصائي العلاج الطبيعي عبد السلام الأصبحي جنود مجهولون في بعثة المنتخب ويؤدون عملهم بكل تفانٍ وإخلاص وصمت يشكرون عليه .