تشمل منع الانفصاليين الأكراد من الحصول على الطعام والوقود
حشود تركية على الحدود مع العراق
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز :قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الأربعاء إن السلطات العراقية أقامت المزيد من نقاط التفتيش لتقييد تحركات المقاتلين الأكراد وقطع خطوط الإمداد عن مخابئهم في المناطق الجبلية. وصرح زيباري في مؤتمر صحفي بأن هناك زيادة في نقاط التفتيش لمنع انفصاليي حزب العمال الكردستاني من الحصول على الطعام والوقود. وأضاف أن هناك إجراءات لمنعهم من الوصول للمدن المأهولة بالسكان. وقال "هناك جهود حثيثة وإجراءات ميدانية على الأرض تقوم بها الحكومة العراقية على الأرض...هناك تكثيف لنقاط السيطرة على المعابر والمناطق لمنع أي ...تموين أو تزويد البي.كيه.كيه (حزب العمال) للحصول على الأغذية أو الوقود ...وهناك إجراءات لمنع تحرك هؤلاء أو وصولهم إلى أي من المناطق أو المدن المأهولة بالسكان." وصرح زيباري أيضا بعد ان اجتمع مع نظيره الإيراني منوشهر متكي بأن هناك جهودا مكثفة للإفراج عن ثمانية جنود أتراك احتجزهم المتمردون في هجوم وقع في وقت سابق من الشهر. وتوقع زيباري حل المشكلة قائلا ان المحادثات الجارية من خلال أطراف غير مباشرة وصلت مراحل متقدمة. وصرح بان الحكومة العراقية تقوم "بجهود حثيثة لإطلاق سراح الجنود الأتراك الثمانية ونتوقع انفراجا في هذا الموضوع لان المباحثات (التي تجري) عن طريق أطراف غير مباشرة وصلت إلى مراحل متقدمة." ، وأضاف زيباري ان الحكومة مازالت تقوم بجهود لحل الأزمة التي تسبب بها حزب العمال الكردستاني بشكل سلمي "ونحن لم نفقد الأمل في التوصل إلى تسوية لحل الأزمة." ويتعرض العراق لضغوط مكثفة من تركيا للتحرك ضد حزب العمال الكردستاني الذي يقدر ان له 3000 مقاتل متحصنين في شمال العراق. ورفضت أنقرة الأسبوع الماضي الاقتراحات العراقية للحيلولة دون قيام أنقرة بعملية عسكرية داخل أراضي العراق. وفشلت مباحثات مباشرة جرت بين العراق وتركيا قبل أسبوع في أنقرة لإيجاد حل سلمي للازمة. وقالت تركيا ان الوفد العراقي قدم مقترحات لا تؤدي إلى حلول ونتائج سريعة على الأرض. وحشدت تركيا 100 ألف جندي على حدودها المشتركة مع العراق استعدادا لعملية توغل محتملة لاقتلاع نحو 3000 من أعضاء حزب العمال الكردستاني من شمال العراق لكن تخشى كل من واشنطن وبغداد ان تؤدي هذه العملية لزعزعة استقرار المنطقة. وقالت الولايات المتحدة أنها لا تتوقع ان يقوم العراق بعملية عسكرية ضد المتمردين في قواعدهم الجبلية النائية لكنها طالبت بغداد بإعداد قائمة لزعماء المتمردين المطلوبين والقيام بتحرك لقطع خطوط الإمداد عنهم. وأعلنت أنقرة أنها ستستنفد القنوات الدبلوماسية قبل ان تشن هجوما عبر الحدود لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يتعرض لضغوط من الداخل لاتخاذ موقف متشدد من الحزب بعد تصاعد هجمات مقاتليه على جنوب تركيا. وصرح زيباري بأنه خلال محادثاته مع متكي حذر من عواقب وخيمة إذا حدث توغل عسكري في شمال العراق من جانب القوات المسلحة التركية وقال ان ذلك سيكون له عواقب على المنطقة كلها. وتحمل أنقرة حزب العمال الكردستاني مسؤولية مقتل أكثر من 30 ألفا منذ ان حمل السلاح عام 1984 لإقامة وطن للأكراد في جنوب شرق تركيا. وطالبت تركيا العراق بشن حملة على الانفصاليين الأكراد. وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مثل تركيا الحزب منظمة إرهابية. وسيبذل مسؤولون أمريكيون وعراقيون وأتراك يشاركون في مؤتمر لدول الجوار يعقد في اسطنبول في مطلع الأسبوع جهودا دبلوماسية لتفادي العملية العسكرية. وأعرب زيباري عن أمله في ألا ينشغل مؤتمر اسطنبول عن قضية الأمن في العراق بالتوتر الراهن الناجم عن الأنشطة الإرهابية لحزب العمال الكردستاني في تركيا. وقال "نريد ان يركز الاجتماع على العراق" وعلى استقرار العراق وأمنه. وصرح زيباري بان العراق وإيران اتفقا على ضرورة ان يركز مؤتمر اسطنبول القادم "على موضوع العراق وان لا ينحرف إلى التوتر الحالي على الحدود العراقية التركية." وكشف وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر الصحفي عن عزم إيران على تقديم مشروع في مؤتمر اسطنبول حول العراق وقال "إننا مازلنا بصدد دراسته ومناقشة المكونات الرئيسية فيه." ورفض إعطاء أية تفاصيل عن هذا المشروع. وقال متكي الذي زار سوريا قبل أيام سبقها استقبال إيران لوزير الخارجية التركي علي باباجان "اننا متفقون تماما ان مشكلة الإرهاب تشكل مشكلة لجميع دول المنطقة وليس لدولة دون أخرى."