من عقاقير الإيدز وإنفلونزا الخنازير إلى عقاقير منع التدخلات الأجنبية
رشا عبد الغني إنه عبدالمجيد الزنداني “الشيخ ورجل الدين والصيدلاني الذي لم يكمل دراسته الجامعية ورئيس أكبر جامعة دينية يمنية” رجل المهمات الصعبة كما يسميه حلفاؤه، يظهر في أشد الأوقات وأسوأها ليكون النجم التلفزيوني والصحفي بامتياز.. حدث ذلك مؤخراً حين ظهر الشيخ في تصريح تلفزيوني لقناة الجزيرة القطرية أكد فيه رفض أي تدخل أمريكي مباشر في اليمن لمكافحة القاعدة، واصفاً أي تدخل كهذا بكونه احتلالاً واستعماراً. رضي الله عنك يا شيخ!، كلام خطير كهذا لا شك في أنه سيعزز تهمة القاعدة عليك.الشيخ الزنداني المنشغل بـإختراعات طبية لمعالجة “الإيدز” و«انفلونزا الخنازير» ترك مهمته الإنسانية ليخرج شاهراً سيفه ضد الأمريكان . “الشيخ” لا يفرط مطلقاً بأوقات كالمتوافرة الآن، حتى يعود إلى الواجهة ويمارس هواياته في التهديد والوعيد لذا فقد بدت مسألة عقد مؤتمر صحفي خاص مسألة طبيعية ليرفض من خلاله الاحتلال العسكري مضيفاً بـ«لا نقبل عودة الإستعمار مرة ثانية».!، كان الأولى بك أيها الشيخ اختراع علاج لمنع التدخلات الأمريكية والبريطانية، وهذا أسهل بالنسبة لك! بدلاً من أن ترهق نفسك بعقد مؤتمر صحفي تدعو إليه وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة!.كانت الفرصة مواتية لعمل جبار كهذا، وكان بإمكانك الإكتفاء بما قاله “عدوك اللدود” الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي عبر عن رفضه الشديد لأي تدخل أجنبي في اليمن، فعل نعمان ذلك قبل أن تخرج إلينا بتصريحاتك المأخوذة عنه أساساً. لقد اتفقت مع نعمان - الذي كفرته سابقاً- ، وتناسيت وصمك له ولحزبه بالكفر.
نعمان الذي قال كلاماً خطيراً ومهماً في آن، سياسي متمرس تختلف معه وتحترمه، بعكسك أيها الشيخ فأنت لا تجيد سوى الدعاء على من يخالفك بالخسف والإبادة!.أيها الشيخ الجليل، والطبيب البارع لعلك لم تدرك بعد أننا في القرن الحادي والعشرين. بمعنى أننا في زمن مختلف عما كان يعرف بالإحتلال والإستعمار المباشرين، والأمر لا يحتاج منك سوى للتفكير جدياً فيما حولك من متغيرات، وإدراك أن مفهوم الإحتلال قد تغير عن السابق، وصار من السهولة أن تحتلك أمريكا وهي في مكانها، حيث قيم العولمة غدت ممارسات يومية تمارسها دون شعور بكونك “مؤمرك” حتى النخاع.. والشيء الأهم هو أن أمريكا ليست غبية بحيث تجازف في خوض تجارب إحتلالية مباشرة جديدة، فهي لازالت غارقة في وحل أفغانستان والعراق، وسيكون من الحمق الدخول في أتون احتلال جديد كما تتصور أنت ولو بمباركة عالمية، إنها لو فعلت ذلك فستكون قد ساقت نفسها للإنتحار، والأولى بها الإستفادة من تجاربها الفاشلة.ويكفي أمريكا الدولة العظمى قيادتها العالم أجمع منذ سنوات في حربها على الإرهاب - أعترف لك بكونها حرباً فاشلة وستظل كذلك- هذا الإرهاب الذي تتبرأ أنت منه، وتنفي أي علاقة لك بمن كانوا طلاباً لك في لحظة ما، وصاروا مطاردين ومطلوبين عالمياً كما حدث تماماً حين نفيت علاقتك بأنور العولقي الذي قال والده في تصريحه لموقع الـ ( سي إن إن ) بأنه ليس أسامة بن لادن!..لكنك فوجئت حسب “القدس العربي” بصعوده إلى الجبال، وأتساءل مادامت لم تجمعك به أية علاقة “لِمَ التفاجؤ إذاً؟؟”.كثير من التقارير الصحفية ذكرت أنور العولقي الإمام الأمريكي المنحدر من أصول يمنية، وتحدثت عن شكوك تربطه بالهجوم الفاشل على الطائرة الأمريكية يوم عيد الميلاد، وإطلاق النار على قاعدة فورت هود الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ذات التقارير التي تشك في صحتها - تحدثت عن التحاق العولقي للعمل في مؤسسة خيرية للشيخ عبدالمجيد الزنداني في الولايات المتحدة!. مع أن الزنداني لا علاقة له بالمؤسسات الخيرية في اليمن، فضلاً عن أمريكا.لست أدافع عن أمريكا، لكني أستغرب عودة “الشيخ” إلى الواجهة محذراً ومهدداً بالإتجاه صوب الجهاد في حال تدخل أمريكا أو بريطانيا...الخ، مع أن الأمر لا يحتاج لفتوى “دينية”حتى يدافع أي رجل عن وطنه في حال حدوث تدخل عسكري تحت أي مبرر، ذلك بديهي بالنسبة لأي مواطن صالح، الغريب هو حرصك أيها الشيخ الجليل على الظهور وتجميع “الشلة” وعقد مؤتمر لعلماء اليمن، وإعلان حالة الإستنفار لمواجهة عدو وهمي، مع أنكم تتجاهلون كثيراً الأعداء الحقيقيين، وتتجهون صوب السراب لخلق بطولات وهمية، واستعادة أمجاد خلت!!.[c1] عن صحيفة ( الجمهورية)[/c]

الشيخ عبدالمجيد الزنداني في افغانستان