علي الذرحانيهذه المقالة عن معاناة الإعلامي مصطفى عبد القادر (ابن نجزان) ليست مجرد تعاطف أو شفقة من زميل له في قطاع الفنون التشكيلية،بل هي كلمات قليلة تجاه هذه الكتلة الإنسانية المجهولة والموجودة في الظل والتي لا يكترث أحد لها أو يأخذ بيدها أو يسمع ما تقوله أو حتى يحاول الاقتراب من هذه الشخصية وتلمس همومها ومعاناتها وتطلعاتها وآمالها أو خطوطها ورسومها وشخبطاتها الإبداعية الدالة بصدق وبوضوح على تلك المعاناة المتجسدة في قلق الخطوط واضطرابها وغموضها وإبهام رموزها وعناصرها المتشابكة والمعقدة التي تشبه المتاهة أو التعقيد غير المفهوم والتي لو رآها أحد زملاء مهنته (الإعلاميين) لأشفق عليه ولارجع هذه الشخبطات إلى معاناته ومكابدته للمرض الذي عمل على تدهور حالته الصحية وانعكس على حياته العقلية أيضاً.لقد وجد مصطفى طريقة الرسم بالقلم الأسود على الورق الأبيض كوسيلة للتنفيس عن مكنوناته النفسية وتعبيراً عن مشاعره الداخلية مثلما يعبر الكاتب عن مشاعره وأحاسيسه بالكلمات اللغوية لقد عرض هذه الرسومات على كاتب الأسطر منذ فترة ليست بالقصيرة وفوجئت أنها تمت بصلة لبعض التجارب التشكيلية الحديثة والمعاصرة كالتجريدية والرمزية. صحيح أنها تحتاج للتوجيه ومعرفة أسس التكوين والتصميم الفني وكيفية إخراجها في قوالب ذات معايير جمالية كالاتزان أو التناسب والتناغم ودراسة التباين اللوني وغيرها إلا أنها تعبر بصدق عن شخصية مصطفى عبد القادر، عن معاناته القلقة والمضطربة بل والمتمردة التي يتميز بها أي مبدع يمقت القولبة والتنميط والتشابه الاجتماعي الذي يجعل الناس كالقطعان أو النسخ المكررة.قد يكون مصطفى في نظر زملائه مريضاً نفسياً أو بدنياً لكنه يمتلك روح مبدع حقيقي يريد أن يقول شيئاً من خلال تلك الشخبطات التي أراها من وجهة نظري إبداعية بحكم تخصصي في مجال الفن التشكيلي،وهناك دراسات سيوكلوجية عن الفن التجريدي والدليل على ذلك أن هناك من درس دلالات ومعاني وإرشادات ورموز توقيعات أسماء الأشخاص وتبين له أن التوقيع الحلزوني مثلاً يعبر عن انطوائية صاحبه ودورانه في حلقة مفرغة ويعبر عن اعتزاله واجتنابه الناس وعن غموضه وغموض اسراره وأن التوقيع المنبسط والمنفتح والمستقيم يعبر عن صاحبه بتلك الصفات والأوصاف المستقيمة والمنفتحة والواضحة وأن التوقيع المتذبذب والقلق والمضطرب يعبر تمام التعبير عن تذبذب صاحبه وقلقه واضطرابه وهكذا،وهناك كتب فنية متخصصة تعنى بدراسة سيكولوجيا الخطوط لمن أراد التوسع في ذلك.. ورسومات مصطفى هي من هذا النوع من التوقيعات الخاصة بتجربة إنسانية تعاني من عدم اكتراث المجتمع بها فتستأنس بإبداع هذه الخطوط والشخبطات كتعويض نفسي عن تجاهل المجتمع وهي تعبر عن أن من معاني الفن التنفيس عما في النفس. نتمنى من زملاء مصطفى في مؤسسة 14 أكتوبر الإعلامية العريقة أن يلتفتوا التفاتة إنسانية لزميلهم ولهذه التجربة المميزة وأنها لاتختلف عن التعبير عما في النفس بواسطة الأحرف والكلمات والجمل وكلها رموز لغوية أو بصرية ولو رجعنا إلى الوراء لرأينا أن معلم البشرية وهو أمي لا يقرأ من مخطوط ولا يكتب في كراسة قد خط في الرمل بيده الشريفة خطاً مستقيماً مجرداً و بجانبه خطوط فرعية في كل الاتجاهات وقرأ قول الله تعالى.«وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله» صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أسس وعناصر الفن التجريدي الذي من أهم عناصره الخط المجرد..؟!
|
رياضة
لماذا لا يهتم الإعلاميون بمعاناة زميلهم مصطفى عبد القادر؟!
أخبار متعلقة