سلطات بونتلاند تنشر قوات لضمان امن المنطقة التي تعرضت للقصف
بوساسو/مقديشو/14 أكتوبر/رويترز: قال مسؤول إقليمي في الصومال أمس الأحد ان ستة مقاتلين إسلاميين متشددين بينهم أجانب من دول غربية قتلوا في ضربات جوية أمريكية ومعارك مع قوات محلية في شمال الصومال مطلع الأسبوع الجاري.وقال محمد علي يوسف وزير المالية في إدارة بلاد بنط المتمتعة بحكم شبه ذاتي "قتلنا أمس ستة إرهابيين منهم من أمريكا وبريطانيا والسويد."وقال في مؤتمر صحفي في بوساسو "خرجنا منتصرين وانتهى القتال. أصيب خمسة من جنود بلاد بنط."، ولم يذكر تفاصيل أخرى.وسدت قوات محلية مستعينة بشاحنات مزودة بمدافع ثقيلة الطرق المؤدية الى مخابئ جبلية استهدفتها صواريخ أمريكية يوم الجمعة. وقالت مصادر أمريكية ان الهجوم كان يستهدف مشتبها به من تنظيم القاعدة.وكانت جماعة إسلامية متشددة تطلق على نفسها اسم (حركة الشباب المجاهدين) قد أعلنت في وقت سابق أنها لم تتبكد أي خسائر بشرية فيما أسمته ضربات جوية أمريكية "عشوائية" وقالت أنها قتلت 11 جنديا.وقالت الجماعة في بيان على الانترنت ان طائرات أمريكية شنت هجمات "عشوائية" دون ان تتسبب في أي خسائر بين صفوف "المجاهدين". ولم يتسن على الفور التحقق من صحة البيان لكنه كان منشورا على موقع تستخدمه القاعدة وإسلاميون متشددون آخرون.ورفض وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس في تصريحات في سنغافورة التعليق على الهجمات التي استهدفت منطقة وعرة من شمال الصومال قائلا أنها ربما تكون عملية ما زالت جارية.وقالت مصادر ان الهجمات كانت الثانية خلال ستة أشهر التي تستهدف مشتبها به في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998م مما أسفر عن سقوط 240 قتيلا.وقال سكان في بلاد بنط ان العنف اندلع عندما وصلت مجموعة من الإسلاميين المتشددين تضم مقاتلين أجانب على متن قارب الى المنطقة يوم الأربعاء قبل تبادل النار مع الشرطة المحلية.كما شنت الولايات المتحدة هجمات جوية على جنوب الصومال في يناير مستهدفة ثلاثة من أبرز المشتبه بهم من القاعدة ولكن مسئولين أمريكيين قالوا أنها أسفرت عن مقتل حلفاء لهم فقط.ويعتقد أنهم ضمن مجموعة من الإسلاميين المتشددين الذين فروا من العاصمة مقديشو في يناير بعد أن طردتهم قوات الحكومة الصومالية الانتقالية والقوات الإثيوبية المتحالفة معها.وتقول واشنطن ان ستة من أعضاء القاعدة أو شركاء لهم موجودون في الصومال بينهم فضل عبد الله محمد الذي يزعم أنه نفذ تفجير السفارة وأبو طلحة السوداني الذي اتهم بتدبير تفجير فندق يملكه إسرائيليون عام 2002م في كينيا والذي أسفر عن سقوط 15 قتيلا.ومن بينهم أيضا شيخ حسن ضاهر عويس الزعيم المتشدد لمجلس المحاكم الإسلامية الذي أطيح به وادن هاشي ايرو رئيس الجناح المسلح لمجلس المحاكم الإسلامية والمعروف باسم الشباب.واتهمت فلول المحاكم الإسلامية بارتكاب سلسلة من الهجمات التي استهدفت أغلبها القوات الإثيوبية في العاصمة.وفي أحدث هجوم قال سكان ان شخصا واحدا قتل وأصيب اثنان آخران أمس الأحد عندما فتح جنود إثيوبيون النار بعد أن انفجرت قنبلة على الطريق في قافلتهم.وقال شاهد ذكر أن اسمه مصطفى "انفجر لغم أرضي من خلال التحكم من بعد بينما كانت المركبات العسكرية الإثيوبية تمر .. بعد الانفجار بدأ الإثيوبيون في إطلاق النار."في سياق متصل أفاد عدد من السكان ان سلطات بونتلاند (شمال شرق الصومال) أرسلت أمس الأحد قوات لضمان الأمن في منطقة على الساحل قصف فيها الجيش الأميركي ليل الجمعة السبت مواقع يشتبه في أنها مخابئ لشبكة القاعدة.وأكد السكان ان مئات الجنود المدججين بالسلاح وصلوا الى منطقة ميناء بركل التي استهدفها الجيش الأميركي -تقع على بعد نحو 1250 كلم شمال شرق العاصمة الصومالية مقديشو- وبدأوا الدوريات.وقال احد السكان احمد عبد الرحمن ان "سلطات بونتلاند أرسلت قواتنا الى المنطقة وتعتزم إغلاق المنطقة".وأضاف "حتى الآن لم تقع مواجهات (مع المقاتلين الإسلاميين المفترضين) لكن السلطات قررت ضمان امن المنطقة برمتها".وقال متحدث باسم حاكم منطقة باري (شمال شرق) موسى جيل يوسف "استهدف الجيش الأميركي مخابئ لتنظيم القاعدة. وهدف الهجوم الى القضاء على جميع الإرهابيين وستستكمل القوات المسلحة لبونتلاند العمل".وأضاف ان العناصر المستهدفين "فارون من القاعدة هربوا من جنوب الصومال (...). لقد طوقت قوات بونتلاند جبال بركل وهي تلاحق عناصر القاعدة الذين تقوم باعتقالهم أو قتلهم".وأمس الأحد أعلن حاكم منطقة باري موسى جيل يوسف ان السلطات الإقليمية لم تطلب من الولايات المتحدة طرد المقاتلين.وعلق بالقول ان "الأميركيين يعلمون تنقلات الإرهابيين عبر العالم ومن حقهم مطاردتهم. لم نطلب منهم القدوم ولا مطاردة الإرهابيين".على صعيد اخر قتلت القوات الإثيوبية أمس الأحد مدنيا وجرحت اثنين آخرين في العاصمة الصومالية بعد ان نجت من انفجار قنبلة زرعت على قارعة الطريق. وهز الانفجار حي هوريوا احد أكثر الأحياء اضطرابا في مقديشو.وقال محمد عبدي جيدي احد سكان المنطقة ان "قافلة (القوات الإثيوبية) نجت من انفجار قنبلة زرعت على قارعة الطريق إلا ان القوات الإثيوبية فتحت النار وقتلت شخصا وجرحت اثنين".وقالت أمينة محمد احدى سكان المنطقة ان وجهاء المنطقة قاموا باستعادة الجثة من الموقع.وذكر محمد ان "القوات الإثيوبية أغلقت المنطقة وبدأت عمليات تفتيش عن أسلحة من منزل الى أخر" مشيرا الى ان "وجهاء البلدة استعادوا الجثة من الموقع فيما تم نقل الجريحين الى مستشفى مجاور".