في البدء.. “ خلف “ منطقة جميلة ساحرة تقع مباشرة خلف مدينة المكلا من الناحية الشرقية.. وهي تلك التي عناها شاعر اليمن الكبير الراحل حسين أبوبكر المحضار بقوله :[c1]واجهتنا خلف من بعد العصروالحاسد خلفوالهوى يجري حوالينا يلفالموج لفوالجبل من فوقنا يشهدوتشهد لي الكهوف[/c]وهكذا رسم لنا المحضار لوحة فنية بديعة الألوان والأبعاد والظلال وحتى الإطار لهذه البقعة الفاتنة التي تعد من أهم المتنفسات والأماكن السياحية في بلادنا، حيث المد الأزرق اللامتناهي.. وأسراب طيور النورس.. والنسمات العليلة.. ورمال وصخور الشاطئ المتكسرة عليها برفق ومودة أمواج بحر العرب فتبعث في المكان ذلك الأنف.. والصفاء، والهروب من ضجيج وضوضاء وتلوث البيئة.وهكذا واجهتني “ خلف “ مساء البارحة.. وفي لحظة غروب الشمس فخلفت في أعماقي كثيراً من الإعجاب والدهشة. بما حباها عز وجل من جمال طبيعة آسر.. وبما أضفى عليها الإنسان من بنية عمرانية وسياحية غدت قبلة الناس.. وأغنية الزمان.. ولحن الوفاء.فهنا تتجدد مشاعرك.. وينشرح صدرك.. فتجبرك على أن تخط على صفحات شاطئها أعذب رسالة عشق.. وتبني قصوراً ولو كانت على الرمال!! هنا تداعب أطراف أنامل قدميك مياه البحر فتشعر بالبهجة والسعادة.. وهنا – أيضاً – وعلى حد تعبير الشاعر المحضار يوجد “ اللؤلؤ والصدف “..!!واجهتني “ خلف “ بامتداد “ الكورنيش “ الأنيق.. وإنارته المتلألئة، وبابتسامات الأطفال البريئة وهم يلعبون ويجرون فيه.. وعلى ألعابه.. وتحت مظلاته وأريج أزهاره.ثم فجأة داهمنا الليل.. وشع ضوء القمر على جبال وبحر “ خلف “ ليشكل ويروي حكاية أخرى رائعة لهذا المكان.. فتمضي معه طائعاً، راضياً، متعطشاً للمزيد من السحر.. والفتنة.واجهتني وواجهتها “ خلف “ وقد تلامست ما بيني وبينها “ الكتوف “ وتشابكت الأيدي، وافترشنا رمال الشاطئ تحكي وأحكي لها شيئاً من قصص الغرام والهيام، وكيف هام وتجلى بها الفنانون والشعراء والعشاق.ومساء البارحة طبعت على خد “ خلف “ أحلى قبلة.. بعد أن ودعتها وودعتني.. ووضعت رأسها على مخدة الأحلام السعيدة.. وتمنيت لها النوم الهانئ بعد أن أعطتني قسطاً كافياً من الراحة.. وعدت أدراجي في ظل “ الجبل والكهوف “ المطلة عليها شاهدة على حر وعناق ذلك اللقاء..
أخبار متعلقة