رمضان في ذمار..
ذمار/ 14أكتوبر/ صقر عبدالله:قبل عدة أعوام قرر ان يكون لمدينة ذمار مدفع رمضاني لكي يضبط الوقت وهو ماجعل رمضان في ذمار يشبه اساطير وحكايات الف ليلة وليلة ففي ذمار رمضان له من الجمالية التي لايمكن وصفها .. مع ان امي " حفظها الله" جالت بالمنزل وهي تحمل بيدها المبخرة تبخر كل زاوية من زوايا البيت كما هي عادة اهل مدينة ذمار عند استقبال رمضان إلا اني لم انتبه الا عندما سألت والدي" لماذا تبخر امي البيت"؟ رد والدي وهو يحاول ان يخفي استغرابه " غداً رمضان"..اجمل ماكولات رمضان " المحلبية والرواني والسنبوسة" هذا ما لخصته من حديث شقيقتي ذات الثمان سنوات عن حديثها عن رمضان فرمضان له اكلات لذيدة جداً " فالسنبوسة" التي تأتي بقدوم رمضان وتختفي بانتهائه، وكما هو الحال في السنبوسة الحال مشابه في اكلة الرواني والمحلبية وغيرها الكثير .. في كل ليلة من ليالي الشهر الكريم وبعد صلاة العشاء تتعالى اصوات المأذن بالصدوع بذكر الله عن اداء صلاة التراويح والتي تستمر احياناً الى اوقات متأخرة من الليل.. وبعد صلاة التراويح تبدأ ساعات الراحة والتي تمتد الى ساعات الصباح الاولى.. ساعات ممتعة الاحاديث المتداخلة بين هذا الموضوع وذاك او سرد احداث حدثت في الماضي بنوع من البسمة لما يرسم على الجلسة شيء من السحر خاصة اذا كان الحديث عن ذكريات جميلة لسنوات الطفولة وطيش الشباب..لرمضان في ذمار نكهة خاصة او كما يقول صديقي عادل ينتمي الى محافظة تعز " ذمار اشعر فيها في رمضان اني اقضي ايام في عصورليست في التاريخ .. ذمار حالة فريدة في رمضان..التلاحم الاسري في رمضان يكون في اشده وفي اقوى وثاقه ففي رمضان المبارك التبادل الدافئ للزيارات العائلية والاجتماعية بين افراد المجتمع، الاسر والجيران تتبادل الزيارات فيما بينها وتبعد بهذه الزيارات كل الغيوم التي لبدت سماء العلاقات الاجتماعية كما هو حال اغلب مدن الوطن فالحياة في رمضان تبدأ في منتصف النهار وتنتهي عند الفجر فذمار حالها لايختلف عن بقية هذه المدن باختلاف بسيط هو انها ليست كلها تموت صباحاً ففي اجزاء من هذه المدينة مثل سوق الربوع وحي الجمارك وسوق المواشي وغيرها.. الحياة فيها لاتختلف كثيراً عن ايام الفطر العادية..حالة من التصوف هي المسيطرة فبين زيارة القبور والمكوث لساعات طويلة لقراءة القران في المساجد ، وبين المسواك والمسبحة التي احياناً كثرة لاتفارق ايادي وافواه الناس هنا في ذمار خاصة في رمضان، بين هذا وذاك شيء يدعوك نحو النظر وبعمق الى الروحانية التي صنعها رمضان في نفوس الناس..حتى اصحاب الدراجات النارية ووسائل المواصلات بمختلف انواعها واحجامها يصدع من مسجلاتها اما صوت شيخ يرتل القرآن او شيخ واعظ .. حتى المساجد التي اشتكت من قلة المصلين فيها، اليوم تشهد تزايد غير عادي فقط لايلاحظ الا عند قدوم الشهر الكريم..وحول رمضان وحلوله المفاجئ بينما الناس يتابعون اخبار الانتخابات اخذنا بعض آراء وانطباعات الشباب بذمار وكانت اجاباتهم كالآتي:[c1]علي مثنى- عامل :[/c] رمضان لا أعرف ماذا اقول عنه ! لكنه شهر اقل مايمكن وصفه بأنه جميل على الرغم من كونه شهر الصبر والتحمل وايضاً شهر العمل الان ه شهر البركة والخير والرحمة بين الناس.. لذلك تجد كل الناس تحزن لانتهائه، رمضان يعلم الانسان دروساً في تهذيب النفس وتمرينها على حب الخير والمواظبة عليه. [c1]علي محمد صبر- صاحب محل خضروات :[/c] رمضان دائماً يأتي ومعه الخير.. الحمد لله دخلي تحسن من خلال تزايد الطلب على الخضروات .. فعملي يستمر من الصباح الباكر الى اوقات متأخرة من الليل .. الكل يريد ان يشتري !!.. اجد اناس طباعهم شديدة التعصب بسبب او بدون سبب لكني ولله الحمد لم اصطدم بأحد منهم رغم كثرتهم في رمضان..اما صاحب البقالة التي امام منزلنا فقد علق بعبارة واحدة عندما استفسرت منه عن رمضان: " مع الانتخابات والله ما دريت انه رمضان الا وقت صلاة التراويح..[c1]ابراهيم دوس- موظف:[/c] في رمضان تكون الاعصاب مشدودة الى اخرها فاي شيء يمكن ان يشدها ويحدث مالا يحمد عقباه ..احب شيء في رمضان الى نفسي هو لياليه فليالي رمضان وخاصة اذا كانت جلسات عائلية او اسرية تكون ليالي لايمكن نسيانها .. رمضان بكل مافيه مغفرة وعتق من النار.. رمضان .. ذمار .. فيها شياً من الترابط الروحي والمعنوي.. قد ابالغ بحكم اني من ذمار. لكني لا ابالغ عندما اصف شيء هو فيها .. فذمار تحمل من صفات الجمال والروعة الكثير .. ان كنت لم تزر ذمار فقد فقدت احد عناصر الجمال، وخسرت رائعة من روائع الرومانسية.هذه من مقالة المدرس السوري " معلمي " قبل ان يغادر اليمن عندما وجدته بمكتب التربية والتعليم قبل ايام كثيرة..