مع الأحداث
مع نهاية موسم الاختبارات وبداية الصيف تبدأ رحلة جديدة لبناتنا بالذات ألا وهي التفكير في كيفية قضاء الإجازة الصيفية بين جدران البيت وحر الصيف ووقت الفراغ.والمشكلة أننا لانفكر فيهن كثيراً. رغم أنني ومن خلال تعاملي مع طالباتي في الجامعة لاحظت تلك الرغبة القوية لديهن في العمل التطوعي خلال فترة الإجازة الصيفية بهدف شغل وقت الفراغ واكتساب الخبرة، ولديهن الاستعداد للعمل في أي مجال. ولكن للأسف الشديد فإن مفهوم العمل التطوعي مفقود في العالم العربي لا من خلال الفرد، بل يبدو أن المؤسسات سواء كانت قطاعاً حكومياً او خاصاً ليس في قاموسها الوظيفي مايسمى بالعمل التطوعي. إننا لازالنا لانؤمن بأهمية ما قد تحققه الطالبة من فوائد عملية وعلمية خلال الإجازة الصيفية ونعتقد أن مجرد مشاركة الفتاة في بعض الأعمال المنزلية قد يحقق لها المتعة والفائدة. هذا بالطبع إذا وجد ماتقوم به الفتاة داخل المنزل مع وجود العاملة المنزلية. بالإضافة إلى حاجة بناتنا إلى الخروج من المنزل حتى ولو لم يكن بشكل يومي. يكفي الخروج ليومين أوثلاثة في الأسبوع وهذا يجعل لحياتهن معنى ويقضي على شعورهن بالضيق والطفش. وكم أتمنى لو أن هناك خطة تعاونية بين الجامعة ومؤسسات المجتمع سواء الخاص منها أو الحكومي لطرح بعض الوظائف التطوعية خلال فترة الصيف بحيث يتم التنسيق بين تخصص الطالبة ونوعية الوظيفة. فقد توجه طالبات كلية الإدارة للعمل في البنوك وطالبات قسم علم النفس للعمل في المستشفيات وهكذا. إن خبرة كهذه ستساعد الطالبة علي فهم أكثر لطبيعة دراستها من الناحية التطبيقية. عدا أن عمل الفتاة التطوعي في الصيف يكسبها الخبرة في مجال تخصصها وفي الحياة بصفة عامة. ويساهم في بناء شخصيتها. إن مجتمعنا يتجه نحو تطور شامل للثروة البشرية وليس هناك ماهو أثمن من الطاقة البشرية الشابة المؤهلة. وإذا تخيلنا أن هناك من بناتنا من هن على أتم استعداد للعمل التطوعي وبدون مقابل فإننا لانملك الا أن نقدرهن ونشكر فيهن هذه الرغبة الصادقة في العطاء والعمل. بالطبع أتمنى أن يكون العمل التطوعي أو حتى العمل بمقابل مادي ولو بسيطاً متاحاً لشبابنا من كلا الجنسين. وحتى الشركات والمؤسسات تستفيد مستقبلاً في التعرف على بعض الكوادر المبدعة والمخلصة في عملها وتقوم بتوظيفها لديها بعد تخرجها. وهذا مانجده في بعض الدول المتقدمة حيث تعرض الشركات وظائفها على طلاب وطالبات الجامعات المرموقة. وفي النهاية. مؤلم جداً أن تجد هذه الكوادر الشابة التي تريد أن تعطي وكلها حماس ورغبة للعطاء لكنها تجد الرفض والصد واللامبالاة من القطاع الحكومي والخاص![c1]*جريدة ( الرياض ) السعودية[/c]