إن موافقة الحكومة اليمنية على تعليق العمليات العسكرية في مناطق التوتر والنزاع في محافظة صعدة ومديرياتها جاءت استجابة للوضع الإنساني للاجئين والنازحين من أبناء المنطقة ومحاولة إيقاف النزيف الدموي الذي سببه المتمردون من دون وجه حق اللهم تنفيذاً لأجندات خارجية تستهدف الأمن والنظام لهو خطوة جيده تساهم في تخفيف معاناة أهلنا من النازحين عن بيوتهم ومدنهم وقراهم ليلتحفوا السماء ويفترشوا الأرض وحرمانهم من ابسط حقوقهم الإنسانية ! إن ما سببه المتمردون من خراب وتدمير وتهجير في بقعة من بقاع الوطن يجب أن لايمر من دون عقاب ومحاسبة ودفع ثمن للجرائم المرتكبة في حق الحجر و البشر وحتى لاتسول أي نفس لصاحبها بإعادة ما ارتكبته هذه الفئة الضالة . فالمتتبع للأحداث من بدايتها يدرك أنه ليس لهذه الفئة الضالة أي مطالب مشروعة تسعى إلى تحقيقها ولم أسمع أو اقرأ أي مطلب لهم إلا أنني أشاهد شعاراتهم الزائفة (الموت لأمريكا)(الموت لإسرائيل ) والواقع أنهم يقومون بذبح اليمن واليمنيين ، فكيف نستطيع التوفيق بين الشعارات المرفوعة وما يحصل على ارض الواقع من قتل وإرهاب وتدمير ومحاولة توسيع رقعه الحرب والعمل على الاستيلاء على مواقع حكومية وإجبار المواطنين على العيش حسب فتاواهم وتخاريفهم . لابد لي أن اذكر أن من يعبث بالسلم الأهلي والأمن الوطني ويعرض مصير وطن للتدمير والتخريب والانهيار ويعمل على إثارة النعرات الطائفية ليس لديه أي ذرة وطنيه ! فمنذ عام 2004 استهدفت الفئة الضالة الوطن وعملت على استنزاف طاقاته وقدراته ناهيك عن محاولة زج أبنائه في أتون حرب أهلية وضرب للنسيج الاجتماعي عبر شعارات ضالة مضللة غريبة على عقول وأرواح اليمنيين كافة مستوردة من دولة إقليمية تسعى وبكل الأساليب لضرب الأمة العربية ومحاولة السيطرة على مقدراتها وثرواتها . إن أكثر ما هالني هو حجم وكمية ونوعية الأسلحة لدى هذه الفئة الضالة ومن أين لها ؟ وكيفية حصولها عليها ؟ وأين كانت عيون الدولة من ذلك؟ ولا أدري هل اذهب بعيداً لأقول إن هناك أشخاصاً أو جهات محددة في أجهزة الدولة غضت الطرف عن عمليات تسليح وتجهيز هذه الفئة الضالة .. لكن التساؤل أين مصلحتها من ذلك؟! إن معاناة النازحين والمهجرين من أبناء صعدة ومناطقها كان له الأثر الأكبر في تعليق العمليات العسكرية لكن هذا يجب أن لايعني عن التوقف عن الاستمرار بعملية اجتثاث بذور الفتنة ومحاسبة قادة المتمردين أمام القانون ، لان التعليق سوف يعطيهم فرصة لالتقاط أنفاسهم بعد الهزائم المنكرة التي تلقوها على أيدي أشاوس وإبطال الجيش اليمني الباسل. إن الفكر الظلامي التكفيري لهذه الفئة الضالة لايقبل بوجود الديمقراطية والنظام وإنما يبشر بالاضطهاد والظلام وعدم الاعتراف بوجود الرأي الآخر ولهذا يجب محاربته كذلك بالفكر وتنوير كل المضللين والمغرر بهم بخطورة هذا الفكر التكفيري الغريب على اليمن وأبنائه ولذلك وحتى لايبقى الجرح نازفاً يلتهب تارة ويهدأ تارة أخرى يجب العمل على تطهير الجرح وبتر الأجزاء المتعفنة وعدم الاكتفاء بالتعليق للمشكلة بل تطليقها وبالثلاثة وبجهود كل أبناء الوطن .
تطليق لا تعليق
أخبار متعلقة