فلسطين المحتلة/وكالات:حذر فلسطينيون من خطورة تحويل السلطات الإسرائيلية حاجزا عسكريا يربط الأراضي الفلسطينية جنوبي الضفة الغربية بإسرائيل إلى معبر دولي.وكانت سلطات الاحتلال قد بدأت بإنشاء المعبر الجديد الواقع على بعد نحو 800 متر خلف حاجز ترقوميا الحالي غرب مدينة الخليل ليزيد من معاناة الفلسطينيين ويسفر عن أضرار كبيرة على مناحي حياتهم المختلفة.واعتبر وزير الاقتصاد الفلسطيني كمال حسونة الإجراء الإسرائيلي خطوة اتخذت من طرف واحد، وتشكل أحد المؤشرات على الفصل النهائي الذي تريد إسرائيل تطبيقه بينها وبين الضفة الغربية.وقال إن الإجراءات الجديدة معقدة وستؤدي إلى إضعاف التبادل التجاري بين الجانبين وتلف البضائع نتيجة التفتيش والانتظار وزيادة تكلفة الاستيراد خاصة البضائع والمواد الخام المستوردة من الخارج.وأوضح أن تكلفة المواد المستوردة من أوروبا عبر الموانئ الإسرائيلية ستزيد لأنها ستنقل بريا على مرحلتين إضافة إلى دفع الأجرة لسيارتين بدل سيارة واحدة، مشيرا إلى أن سيارة إسرائيلية ستنقلها في المرحلة الأولى من الميناء إلى المعبر، في حين ستنقلها سيارة أخرى فلسطينية في المرحلة التالية من المعبر إلى أصحابها.وقال حسونة إن الحكومة الفلسطينية ستناقش الموضوع وتطالب بتعديل الإجراءات الإسرائيلية والسماح لسيارة واحدة بنقل البضائع من الميناء إلى المخازن، موضحا أن الحجج الأمنية التي تسوقها إسرائيل يمكن التغلب عليها باستخدام أجهزة تفتيش حديثة يمكنها فحص السيارة بشكل سريع دون إنزال حمولتها.وأضاف أن اتصالات تجرى مع كل المعنيين من أجانب وأوروبيين وخاصة اللجنة الرباعية وموفدها توني بلير، لإفادتهم بحقيقة الوضع ولمطالبتهم بالضغط على إسرائيل لتخفيف إجراءاتها العقابية.من جهتهم أوضح عمال فلسطينيون يعملون داخل الخط الأخضر أن سلطات الاحتلال بدأت بتشغيل الجزء الخاص بنقل البضائع من المعبر، في حين تواصل استخدام الحاجز القديم للتدقيق في هويات العمال. وأكدوا أن إجراءات المعبر الجديدة عند تطبيقها بحق العمال ستستغرق وقتا أطول وستكون أكثر تعقيدا.رجل الأعمال الفلسطيني رئيس بلدية الخليل خالد عسيلي حذر من تحول الحاجز إلى "كارني 2" على غرار معبر كارني الرابط بين قطاع غزة وإسرائيل.وأوضح أن إنشاء المعبر أدى إلى تراجع كبير في عدد الشاحنات القادمة والمغادرة عبر المعبر بنحو 80 %، مشيرا إلى أن حوالي ألف سيارة نقل كانت تمر يوميا عبر الحاجز في الاتجاهين، لكن مع تفعيل المعبر تراجعت إلى مائتي سيارة فقط.وذكر أن إنشاء المعبر يعني منع دخول السيارات الإسرائيلية إلى الأراضي الفلسطينية، أي تفريغ حمولتها بعد إخضاعها للتفتيش من الخلف في سيارة فلسطينية بطريقة "BACK to BACK” مما يعني تلف البضاعة وخاصة الخضار ومنتجات الألبان والحيوانات نتيجة كثرة النقل والانتظار الطويل على المعابر.وحذر عسيلي من أن يؤدي الإجراء الإسرائيلي إلى تعطيل الصادرات والواردات وتكرار مأساة معبر كارني المؤدي إلى قطاع في غزة، الأمر الذي سيلقي بظلاله على جميع المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية.وأوضح أن اتصالات تجرى مع عدد من المسئولين الفلسطينيين والأجانب للتدخل، مضيفا أنه بصدد إرسال مذكرات لعدد من الجهات بهدف العمل على تخفيف الأزمة والضغط على إسرائيل وحملها على التراجع عن قرارها، خاصة أن المعبر في المرحلة التجريبية.