أقواس
على صعيد المشهد السبعيني والذي عرف عنه (حراكاً متميزاً) لم تقف دوائره ومربعاته على فضاءات العملية الأدبية، بل (طالت) البعد السياسي حيث شهدت عدن بفعل ما كان يعتمل فيها (آنذاك) من عملية عقائدية تواجد نفر من النخب العربية المثقفة يكفي للتدليل على ذلك تواجد الشاعر العربي الكبير (سعدي يوسف) صاحب (الأخضر بن يوسف) وهو من وحي تجربته الأدبية والحياتية آنذاك بجزائر المليون شهيد.الأهم أنه في سياق تلكم العملية العقائدية المشحونة بكم هائل من الإتكاء على تنظيرات العملية الأدبية خاصة تلكم الصادرة عن الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف من أن ثمة (آفاقاً مستقبلية تركن على الشاعر محمد حسين هيثم خاصة بعد صدور ديوانه الأول..) وهذا فعلاً ما صدق من رهان الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف إزاء شاعر شاب بدأ قبل أكثر من ثلاثة عقود وحصد أكثر بكثير مما راهن عليه سعدي يوسف.. وكما يقال الشيء بالشيء يذكر.. فإنه في اعتقادي رهان سعدي يوسف وإن كان لم يفصح عن بقاياه فإن جيل هيثم المبدعين الموهوبين/ المتميزين (عبد الرحمن إبراهيم محمد، شوقي شفيق، حبيب عبد الرب سروري، مبارك سالمين) وهم بقايا سحب تلكم العملية الرهانية قد صدق ما قيل عن هيثم حتى يمتد ليطالهم وبنفس (المعيارية الأدبية) حيث كان ولا زال الأستاذ عبد الرحمن إبراهيم محمد (قبساً) نقدياً وأدبياً (تسربت) من بين أنامله إصدارات وأصبح رقماً نقدياً وشعرياً، شوقي شفيق المبدع والذي (يحقق) بعد ترجمات وهو لم تطأ قدماه معهداً أو كلية للغة الإنجليزية حتى أصبح عضو اتحاد المترجمين العرب!! عدا شاعريته المتميزة، أما حبيب سروري فإنه (سيتون بيا) ولا يسعنا إلا القول (بون كوراش) ولنمسك الخشب، أما فخر الإلقاء الشعري رقم اثنين شاعرنا الكبير مبارك سالمين فإنه صاحب منظومة دلالية ومفرداتية (أتابعها) من حين لآخر لأشعر بأنه نحات ماهر ولا يعلى عليه في (صب) قوالبه المفرداتية..وتأتي هذه المقدمة للقول بأن شاعرنا وناقدنا الأستاذ عبد الرحمن إبراهيم - المتميز - والذي احتفل به منتدى الباهيصمي الثقافي والفني بعيد ميلاده الرائع والجميل فإنه قد احتفل (بماركة مسجلة) من أجمل رهانات المشهد السبيعي الأدبي لأن (صاحب الزاهي قدري) كان أجمل رهان دفعته أقدار ذلكم المشهد مع (كتيبته المبدعة) ولهذا فإن احتفال الوسط الأدبي والثقافي لمنتديات عدن به دليل نجاح الرهان على هذا المبدع وتأكيد مبدعنا على الرهان عليه كان رهاناً صادقاً وموحياً وشفافياً وكان هو أهل لمثل ذلكم الرهان..عقبال أعوام مضيئة في حياة أستاذنا والتي شهدت (سويعات) مناقشة رسالة الماجستير له (حراكاً أكاديمياً) كان حتى أكبر من أن ينال عليه دكتوراه وليس (ماجستير) وهي شهادة أكاديمية عليا ومن داخل رحاب جامعة عدن بأن هذا المبدع دوماً - يتجاوز رهاناته حتى وإن جاءت من قبل أصحاب (روب الدكتوراه) ويكفي كذلك أنه روهن عليه قبل أكثر من ثلاثة عقود إنه سيكون (قرحفلة) وجه دار سعد إلى جانب (عمدتها) الروحي والثقافي والسياسي والشعري شهيدنا الإنسان الشاعر الكبير الراحل سالم علي حجيري (أبو جمال) والذي كان (نوارة) هذه المدينة الوسط بين الحضر والريف قبل نصف قرن.