أقواس
هناك امور لا يمكن ان نقولها مالم تعتمد على شيء من الحقيقة للتاريخ والموضوع الذي نحن بصدده يحتاج الى شيء من الحقانية . صحيح ان ابواباً عديدة فتحت امام مستقبل الطفل وان المنافسة بدأت بين المنظمات والجمعيات حكومية واهلية وكانت النتيجة جيدة في اصدار قانون للطفل واتفاقية حقوق الطفل والخ .. ولا نشك لحظة في توافر النية الكاملة لدى وزارة الثقافة في انه سيكون هناك مسرح للطفل مستقلاً ومجلة للاطفال كذلك ! وكأننا لم نسمع ابداً عن وجود مسرح للطفل او مجلة سوى في هذه الايام ؟ فكيف كان الامر قبل اربعين سنة من اليوم ؟ وقبل الخوض في تشعبات المسألة اقول للاستدراك ان لهذا الاهتمام سابقة مهمة منذ نهاية الستينات أي عند افتتاح مركز لمهاتما غاندي الثقافي بعدن ومجموعة المراكز الثقافية الاخرى اضافة لمسرح مدرسة الجمهورية في مدينة الشيخ عثمان ( بعدن ) . حينها كانت (عدن) ترسم ملامح سياسة ثقافية جديدة في المنطقة (ككل) ذات بعدين البعد الاول يخلق عناصر وتطمينات لدى اطراف الخلاف التي خلقها الاعلام المعادي حول امكانية انحياز تربية وثقافة الطفل الى الشوعيين . والبعد الثاني : التأسيس على ما هو ناجح في سياسات الجبهة القومية طيلة ستة اعوام من الحكم وقد شددت هذه السياسة وقتها على عدم الفصل بين تربية وثقافة الاطفال كما اكدت التزام الحزبية فيما بعد باعطاء امكانية خاصة لهذا الاهتمام وكان مقدراً ان يعكس الجانب الحزبي هدفه في تحول ثقافة الطفل من اطارها التربوي العريض عبر ابقاء عملية التثقيف واعطائها دافعاً جديداً يسمح بايصالها الى التربية السياسية الواضح كما حصل عند تأسيس منظمة الطلائع التي ترتبط بشكل اوسع واشمل بمستقبل النظرية والمدخل الاساسي لتحديد استراتيجيتها في السياسة العامة ووسائل تطبيقها واسلوب تنفيذها ومن هذا المنطلق الاستراتيجي شكلت فيه الطلائع المحور ووضعت الجميع امام مسؤولياتهم بشكل مباشر ومع ان وسائل الاتصال كانت محدودة جداً وثمة وسائل متطوره من اذاعة وتلفزيون وصحف ومجلات الا ان الطفوله كانت لها وسائلها بغض النظر عن شكل التربية السياسية التي اعدت لمواجهة المخططات المعادية للنظرية حينها وعلى الرغم من التشدد والتقنين الذي يقابل به الادب والشعر والفن الا ان الطفوله رأينا كيف اتسعت صدور المسئولين لها وسمحت للكتاب والفنانين بالمنافسة في تناول قضاياها ومثلما فتحت برامج الاطفال لنفسها افاقاً جديدة استطاع مسرح الطفل التواصل ايضاً ولكنه لم يصمد بسبب المحلية . ورغم تعثر مسرح الطفل وكان الخاسر الوحيد هو الطفل لانه فقد بكل بساطة وسيلة من وسائل ثقافته التي يقاوم بها جهل من حوله فاصبح من العسير جداً هضم واستيعاب المجتمع لحاجة الطفل ثقافياً وروحياً ( لمسرح ) واصبح ايضاً لا فائدة من هذه الوصفة ؟ رغم ان عشرات المرجعيات الثقافية والادبية والمجتمعية تؤيد الاطفال في مطالبهم . اذن ينبغي التذكير بأن اغلاق مسرح مدرسة الجمهورية في حي الشهيد عبدالقوي عبرت عن فشل وخيم على الثقافة ذاتها وفي حرب 1986م كانت السبب في ضرب المؤسسات الثقافية والاعلامية لتزويد المجتمع بالمضادات الحيوية وحتى لا نسهم في انجاب اطفال للفترة المغلقة نقول لا للخوف الثقافي والاضطراب الروحي والكتب والتحريم كممارسات سيكولوجية غير عاقلة لن يكون سوى الطفل ضحيتها اولاً واخيراً .نهلة عبدالله