براميرتس يشير إلى أسماء محددة و"جماعات أصولية" متورطة باغتيال الحريري
بيروت/وكالات:تواصلت الاشتباكات في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بين الجيش اللبناني وعناصر فتح الإسلام المحاصرة في منطقة ضيقة من المخيم. وأعلن الجيش اللبناني أنه يحاصر عناصر فتح الإسلام في المربع الأخير الذي تجمعوا فيه، وأن عدد العسكريين الذين قتلوا خلال المعارك المتواصلة مع الحركة هناك منذ شهرين ارتفع إلى 111 عسكريا بمقتل جندي الخميس. واستمر الجيش في التقدم ببطء داخل المخيم وهو يواجه مسلحي فتح الإسلام بعدما قصف مواقعهم بالمدفعية وقذائف الدبابات لإجبارهم على الاستسلام.وقال المتحدث باسم الجيش اللبناني إن "الإسلاميين باتوا محصورين في مربع أخير يبلغ ضلعه 300 متر في القسم الجنوبي من نهر البارد". مضيفا أن "مدافع الدبابات قصفت بقوة تحصينات فتح الإسلام، اعتبارا من ظهر الخميس فيما كانت قوات النخبة والمشاة تتقدم نحو آخر معقل للمسلحين حيث توجد ملاجئ تحت الأرض".وذكر المتحدث أن "الجيش يسعى إلى تشديد الخناق على الإرهابيين لدفعهم إلى تسليم أنفسهم".وجاء في بيان صادر عن مديرية التوجيه في الجيش أن "قيادة الجيش تجدد إنذارها إلى المسلحين بأن هامش المناورة لديهم قد أصبح ضيقا جدا، وتدعوهم بإصرار إلى تسليم أنفسهم إلى الجيش، لأن ذلك هو السبيل الأقرب لوقف نزف الدماء. كما تحملهم مسؤولية سلامة عائلاتهم لمنعهم إياها من مغادرة المخيم"، وأفاد بيان الجيش بأن وحدات عسكرية سيطرت على مزيد من المواقع والتحصينات في المخيم و"تمكنت من اكتشاف بعض الخنادق والمخابئ داخل الأبنية، وضبطت فيها كميات من الذخائر وأجهزة المراقبة والمعلوماتية المتطورة ووجبات طعام جاهزة". كما أشار إلى استمرار مجموعات الهندسة في نزع الألغام والأفخاخ.وقال شهود إن الجيش ركز قصفه المدفعي الأخير على جيوب لا تزال فتح الإسلام تستخدمها بالقرب من الطريق الرئيسي في المخيم وفي شمال شرق المخيم وأطلق المسلحون 17 صاروخ كاتيوشا في تكرار لهجمات مماثلة على قرى مجاورة في الأيام الماضية، لكن الجيش ذكر أن ذلك لم يلحق خسائر في صفوفه.وكان دوي الانفجارات والأسلحة الرشاشة لا يزال يسمع مساءً في محيط نهر البارد. وقال أبو سليم طه المتحدث باسم فتح الإسلام لصحيفة "الديار" اللبنانية إن جماعته لديها مئات الأفراد المستعدين لتنفيذ تفجيرات انتحارية إذا لم يوقف الجيش هجماته، وقال طه "نحن مستعدون للانتقال إلى مرحلة أخرى وهناك كثير من الأوراق لم نستخدمها إلى الآن، فإذا أصر الجيش على مواصلة المعارك فإننا سنستعمل إحدى الأوراق".على صعيد ردود الفعل الغربية أدان الاتحاد الأوروبي من بروكسل هجمات فتح الإسلام على الجيش اللبناني، وجاء في بيان وافق عليه سفراء الاتحاد الأوروبي ومن المقرر أن يتبناه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، أن المجلس الأوروبي "يكرر إدانته لهجمات جماعات إرهابية تعمل انطلاقا من المخيمات الفلسطينية على قوات الأمن اللبنانية".يذكر أنه تم إجلاء السكان المدنيين من مخيم نهر البارد البالغ عددهم قبل المعارك 31 ألف نسمة، باستثناء نحو ستين شخصا من زوجات المقاتلين وأولادهم الذين رفضوا الرحيل. ولا يعرف بالتحديد عدد القتلى في صفوف فتح الإسلام الذين لا تزال جثثهم داخل المخيم وتحت الأنقاض. على صعيد أخر قال المحقق الدولي سيرج براميرتس إن التحقيق توصل لعدة "أسماء محددة" قد تكون متورطة في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قبل عامين ونصف العام تقريبا.وجاء في التقرير الدوري الثامن حول تلك القضية أن الأمر يتعلق بشخصيات على علاقة إما بالتنفيذ أو التخطيط لعملية الاغتيال.وتحدث براميرتس عن دور لـ "جماعات أصولية نشطة" في لبنان, وعلاقة محتملة بين الاغتيال والتمديد للرئيس اللبناني إميل لحود. وهذه أول مرة يشير فيها براميرتس إلى "أسماء محددة" في تقريره الذي لقي ترحيب مندوب لبنان بالأمم المتحدة نواف سلام الذي اعتبره رادعا لـ "كل من يتمادى في أعمال الإرهاب"، وجاء التقرير في وقت يجري فيه حديث عن اتفاق الأمين العام الأممي بان كي مون مع دولة معينة لاستضافة المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري, واتفاق آخر بإنشاء صندوق خاص لتمويلها.