صباح الخير
تعرض مدير ثانوية زنجبار ـ السبت الماضي ـ لمحاولة إطلاق نار في حرم المدرسة عندما أطلق عليه ولي أمر أحد الطلاب رصاصة كادت تودي بحياته لولا لطف الله- سبحانه وتعالى.لغة التخاطب التي استخدمها ولي الأمر هذا مع إدارة الثانوية، لحل الإشكال الذي وقع بين الطالب واحد المعلمين وأدى بالإدارة إلى طرد الطالب من فصل الدراسة ودعوة ولي أمره بالحضور للجلوس وتبصيره بتصرفات الطالب - هي بالتأكيد لغة شاذة لا تعبر عن رأي المجتمع الذي يأباها ويرفضها لأنها ومثلها تعبر عن تصرف فردي.لكن دعونا نقلب الأمر من زاوية أخرى بعيداً عن روح الحماسة التي لجأ إليها البعض وحاول إسقاطها على ردة فعل من زاوية ضيقة لا تبعد بمقدار أرنبة الأنف.وفي هذا السياق يأتي التساؤل.. ترى لماذا يحدث هذا؟.. وبالتأكيد لم يكن أول فعل شاذ يحدث من قبل طالب أو ولي أمره سواء في هذه الثانوية أو غيرها من المدارس.. وبالتالي فاليقين أنه لن يكون الأخير طالما ظللنا لا نواجه المشاكل التي تحدث داخل مدارسنا ونرحلها باتخاذ إجراءات مسكنة.. ونعمل على دفن رؤوسنا كالنعامة في الرمل، حتى تمر العاصفة.كيف تجرأ هذا المواطن بإطلاق الرصاص على معلم ولده أو قريبه؟ لا شك ان صورة قد ارتسمت في مخيلته إنه بهذا التصرف يعالج مشكلة الطالب - ونحن نستنكر هذا العمل المشين - بعد أن تبين له حالة المدارس التي فقد معها المعلم هيبته واحترامه وحتى وقاره.حيث فقدت بعض المدارس صفتها التربوية وحتى التعليمية (تمشي فيها بالدهفة ..) المعلم يحضر (شكعان) (مبرطم) يا ويل من قال له صباح الخير.. وقبل ان تبدأ الحصة يتساءل: دق جرس الانصراف .. وألا عاده؟ لا يهمه ماذا استفاد طلابه! ولا يعنيه ان يقدم لهم معلومات ومعارف.. قدر اهتمامه بمعرفة يوم آخر الشهر.صحيح ان هذه القاعدة لا تنطبق على الكل .. لكنها تنطبق على البعض إلا من رحم ربي. وفي المقابل يأتي الطالب من بيته إلى المدرسة (مغصوب) (حردان) كأنه يصرف على (الحافة)!!وبين ذا وذاك الأسرة ما عادت ـ مثل زمان ـ تسأل أبناءها ماذا تعلمتم اليوم.. (يا الله قوموا حلوا الواجبات) وانعدم ذاك الأب الذي يتجشم العناء للذهاب إلى المدرسة للسؤال عن مستوى ابنه وسلوكه.وأتذكر أكثر من عشر دعوات آخرها ـ يوم الاحد الماضي ـ وجهت لأكثر من مئتي ولي أمر في ثانوية زنجبار للحضور لمناقشة تدني نتيجة الفصل الأول.. لم يحضر سوى أحد عشر فقط؟لماذا وجدت هذه الهوة من الخصام بين المدرسة والأسرة.؟وما هي مسببات هذه الهوة التربوية والتعليمية في مدارسنا والتي تولد سلوكاً مشيناً من الطرفين المعلم والطالب في ظل غياب الدور القيادي والإداري والإشرافي لمكاتب التربية التي تسخر جهودها في متابعة الاعتمادات وكيفية إجراء المناقلة بين بنود الموازنة.وأتساءل .. ترى كم مرة نزل فريق التوجيه المكون عادة من جيش عرمرم في كل محافظة إلى المدارس وما هي نتائج تفتيشه؟أعرف ـ مثلاً ـ مدارس في أبين لم تطأها قدم موجه منذ افتتاحها .. وأخرى لا تبعد سوى مرمى حجر عن مكتب التربية نسي معلموها ما معنى توجيه.وبعد ذلك لا غرابة إذا طلع على شاكلة ذلك الطالب أخلاقه سيئة.. وحتما فاللوم لا يقع عليه لوحده.وبذلك ـ أستأذنكم ـ للعودة إلى عالية العمود حتى لا نفصل ما جرى عما هو واقع .. فالكل يلازم بعضه بعضاً وان لم يكن بصورة مباشرة.ونرجو أن لا تأتي الحلول على طريقة ذبح خروف!!