في 22 مايو 1990م تم الإعلان عن قيام الوحدة اليمنية المباركة بأيادي أبناء اليمن الشرفاء الأحرار على قاعدة الحوار السلمي والاتفاق في 30 نوفمبر 1989م بزعامة ابن اليمن البار قائد المسيرة الوحدوية البطل فخامة الأخ/ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي رفع علم الجمهورية اليمنية شامخاً فوق القصر الجمهوري في مدينة عدن الباسلة إيذاناً ببدء المشروع النهضوي الحديث وبداية حقيقية لمرحلة عصرية ذهبية شهدت تغييراً كبيراً في مختلف نواحي الحياة.وفي ظل الدولة اليمنية الحديثة شهدت بلادنا تغييراً نوعياً كبيراً في العملية السياسية والنظام السياسي والاقتصادي المواكب لمتغيرات الحركة الكونية الجديدة المستوعب لحاجات ومتطلبات الاندماج السهل والسلس في المنظومة السياسية العالمية الجديدة المتطورة التي تعتمد على النظام الاقتصادي العالمي لسياسة السوق الاقتصادية الحرة و خلق المناخات التنافسية على أساس من النظم والقواعد التي تشجع على العمليات الاستثمارية التنافسية لتسريع عملية النمو والتطور التنموي مستهدفة التنمية البشرية والاقتصادية وبناء القواعد الأساسية للمشاريع الخدمية المختلفة.هذا التغيير الذي لا يمكن أن ينكره إلا جاحد، ترافق معه إرساء مداميك التحول الديمقراطي في أعماق الأرض الطيبة، أرض الإيمان والحكمة اليمنية، حيث كان بذرتها الأولى بالحوار السلمي والاتفاق على إعلان قيام الوحدة المباركة في 30نوفمبر 1989م التي قادها وبعث فيها روح التميز وملامح الانتصار لتطلعات وأمل أبناء شعبنا اليمني الهدف العظيم لنضالات وكفاح شعب ظل ولا يزال وسيظل موحداً مدى الدهر مادام الوطن ترعاه وتحافظ عليه عناية الله سبحانه وتعالى ومن ثم الالتفاف الشعبي الواسع وقواتنا المسلحة والأمن حول القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ رئيس الجمهورية الذي يشكل ملحمة البطولة والفداء من أجل الدفاع عن الثوابت الدينية والوطنية لهذا الوطن الغالي الشامخ شموخ شمسان وعيبان وردفان، الثابت في أعماق الأرض وفروعه تمتد نحو السماء بعد أن فتح الآفاق الرحبة للحرية وبعده روح التسامح والإخاء لاحتضان الجميع وإعادة الطيور المهاجرة التي ظلت لفترة طويلة من زمن التشطير والأنظمة الشمولية التي انتهت إلى الأبد مع إعلان الوحدة اليمنية، اليمن الديمقراطي الموحد. نعم عادت الطيور المهاجرة وأصبحت تحلق في رحاب الوطن الواسع ترفرف بأجنحتها عالياً في السماء الصافية فرحة بالعودة وآفاق الحرية الواسعة في مجالات التعبير وحرية الرأي وتنظيم الأنشطة الشعبية والسياسية من خلال الأحزاب والتنظيمات السياسية المتعددة والمختلفة ومنظمات المجتمع المدني والمشاركة الشعبية في العمليات الانتخابية الحرة المباشرة للمجالس المحلية مجلس النواب والانتخابات الرئاسية لتثبيت النهج الديمقرايطي والتداول السلمي للسلطة وحكم الشعب نفسه بنفسه.تأتي الذكرى العشرون ليوم الوحدة اليمنية المباركة وقد تحققت الكثير من الإنجازات والمكاسب على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذه الإنجازات هي أرقام وحقائق موجودة على أرض الواقع على امتداد ساحة الوطن اليمني الكبير ولا تحتاج إلى ذكرها كونها صروحاً شامخة وحزمة متكاملة من النجاحات على طريق التحول الديمقراطي المتنامي في مسيرة البناء التنموي الشامل لليمن الديمقراطي الموحد والتأهيل المستمر المتجدد المستهدف التنمية البشرية رغم محدودية الموارد وأعباء التركة الثقيلة للأنظمة الشطرية قبل الوحدة وعلى وجه الخصوص الديون والنظام الاقتصادي الاشتراكي المتدهور في الجزء الجنوبي من الوطن وبقايا مؤسساته الاقتصادية الخاوية على عروشها المعتمدة على دعم ومساندة النظام الاقتصادي الاشتراكي العالمي المنهارة قلاعه في دول المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي كانت ومازالت تحديات وصعوبات تواجه النظام السياسي والاقتصادي الجديد في الدولة اليمنية الحديثة خصوصاً أن هناك الكثير من التحديات العابرة للحدود من خارج اليمن بسبب متغيرات السياسات الاقتصادية الرأسمالية وما يرافقها من أزمات مالية واقتصادية تؤثر سلباً على دول العالم بالإضافة إلى منظومة الأعمال الإرهابية عابرة القارات وتأثيراتها على اقتصاديات الدول كونها من عوامل عرقلة المشاريع التنموية والاستثمارية ومن ضمن التحديات ضعف الفهم المعرفي لبعض أحزاب المعارضة (أحزاب اللقاء المشترك) لمهامها ودورها ومشاركتها في العملية السياسية القائمة في بلادنا.والحقيقة أن كل التحديات «كوم» وتحديات الفهم المعرفي للمشترك «كوم» آخر كونه أصبح عاملاً رئيسياً في تعطيل العملية السياسية رغم أنه محسوب شريكاً فيها ولكن التصرفات والمواقف التي يتحفنا بها في أوقات مختلفة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك سعيه الحثيث نحو التعطيل وقد ظهر ذلك منذ فترة ما بعد انتخابات المجالس المحلية والرئاسية في سبتمبر 2006م عندما مني (اللقاء المشترك) بالفشل الذريع وتبين حجمه الطبيعي وقاعدته الشعبية على امتداد ساحة الوطن فأخذته الغيرة والذهول وأصبح يعيش على المتناقضات والخلافات فيما بين تكوينه الداخلي وحيناً آخر فيما بينه وبين الحزب الحاكم بحثاً عن أي ذرائع للضغط من أجل الحصول على بعض المصالح الخاصة الأنانية الضيقة وهذا يجعل السلطة وحزبها الحاكم في حالة لا يحسد عليها كون التعامل مع أحزاب معارضة كهذه (أحزاب اللقاء المشترك) تتعمد أن لا تفقه أصول العمل السياسي وتذهب إلى تعطيل عملية سياسية قائمة في البلاد وهي من المفترض أن تكون شريكاً فيها ما يشكل تناقضاً واضحاً وخللاً في التكوين الداخلي لها عكس نفسه على المواقف المعطلة والتصرفات غير المحسوبة في اتفاقها مع عناصر إرهابية تحمل السلاح في مواجهة الدولة وعناصر إرهابية تقطع الطريق وتخرب الممتلكات العامة والخاصة وتقتل الأبرياء على الهوية وعقد التحالفات مع الأصوات النشاز الداعية إلى الانفصال وفك الارتباط.. ولكن هيهات لهذه المشاريع الصغيرة التي رفضت منذ زمن بعيد وتاريخ الماضي القريب يؤكد زوال الأفكار الهدامة وفشل المؤامرات وانتصار الوطن الموحد رغم كيد الأعداء لأن الوحدة وجدت لتبقى راسخة رسوخ الجبال وهنيئاً لشعبنا اليمني وقيادتنا الحكيمة كل الانتصارات نحو مزيد من النجاحات وبالذكرى العشرين للعيد المجيد في 22 مايو 2010م يوم الوحدة المباركة.
الذكرى العشرون لوحدة البقاء والنماء
أخبار متعلقة