هيئة تشخيص النظام توافق على إعادة فرز الأصوات جزئياً
من المسيرات المؤيده لموسوي
طهران / 14 أكتوبر / رويترز:قام آلاف من أنصار مرشح انتخابات الرئاسة الإيرانية المهزوم مير حسين موسوي يوم أمس الثلاثاء بمسيرة في طهران في أعقاب انتخابات متنازع على نتائجها أثارت أكبر احتجاجات في الشوارع منذ ثورة عام 1979.وفي اليوم الرابع من المظاهرات منذ انتخابات الجمعة قال شهود عيان إن المحتجين توجهوا نحو مبنى التلفزيون الحكومي رغم دعوة موسوي لهم بإلغاء المسيرة المزمعة. وسار المتظاهرون في صمت معظم الوقت دون ترديد الهتافات المعتادة.وفي أول تنازل من السلطات على ما يبدو لحركة الاحتجاج في خامس اكبر مصدر للنفط في العالم أبدت أعلى هيئة تشريعية إيرانية استعدادها لإعادة فرز الأصوات لكنها استبعدت إلغاء نتائج الانتخابات.اتخذ القرار مجلس صيانة الدستور المؤلف من 12 شخصا في أعقاب الانتخابات التي أعلن تحقيق الرئيس المتشدد محمود احمدي نجاد فوزا حاسما فيها.وفي محاولة على ما يبدو لمنع إعطاء المعارضة فرصة للإبقاء على قوة الدفع التي اكتسبتها احتجاجات الشوارع الحاشدة تجمع عشرات الآلاف من أنصار احمدي نجاد في وسط طهران وهو الموقع الذي كان مؤيدو موسوي يعتزمون التجمع فيه مرة أخرى.وقال أنصار موسوي في مسيرتهم يوم أمس الثلاثاء إنهم يعتزمون التجمع أمام مبنى هيئة التلفزيون الإيراني في جنوب طهران. وذكر شهود عيان أن بعض مؤيدي موسوي تجمعوا بالفعل قرب المبنى الذي أحاطت به قوات الأمن.وحمل أنصار موسوي الذين كانوا يضعون على معاصمهم عصابات خضراء بلون حملته الانتخابية صوره وأشاروا بعلامات النصر. وسار المتظاهرون في صمت اغلب الوقت خلافا لمسيرة أمس الأول الاثنين التي رددوا فيها شعارات مناهضة لأحمدي نجاد.وسار المتظاهرون في صمت اغلب الوقت خلافا لمسيرة أمس الأول الاثنين التي رددوا فيها شعارات مناهضة لاحمدي نجاد.وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن «العناصر الرئيسية» في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات قد اعتقلوا وعثر بحوزتهم على متفجرات وبنادق.وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما- الذي دعا للتعامل مع إيران وطلب من قيادتها «إرخاء قبضتها»- اليوم تعقيبا على أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات انه يؤمن «بأنه يتعين سماع صوت الشعب وألا يقمع» في إيران.لكنه أضاف إنه لا يريد أن يعتبر «متدخلا» في الشؤون الداخلية الإيرانية.وترى الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أن أحمدي نجاد عنيد في التأكيد على حق إيران في تخصيب اليورانيوم في إطار برنامج تقول إيران إنه سلمي تماما ولكنهم يخشون من احتمال استخدامه في صنع قنابل ذرية.وكانت السلطات الإيرانية حظرت تجمع المعارضة أمس وعرض التلفزيون الحكومي لقطات حية للآلاف من مؤيدي أحمدي نجاد بعضهم لوح بالأعلام الإيرانية وتجمعوا في ميدان ولي العصر حيث كان من المقرر أن ينظم مؤيدو موسوي مسيرتهم.وفي المسيرة اجتذب رئيس البرلمان السابق غلام علي حداد عادل الهتافات بقوله إن طهران التي فاز فيها موسوي بمعظم الأصوات لا تمثل إيران ككل.وأضاف «أود أن ابلغ السيد موسوي...قبل إجراء الانتخابات لم يكن من المناسب بالنسبة للأشخاص المقربين منك أن يقولوا إنه إذا رأيت السيد احمدي نجاد فائزا فهناك تزوير انتخابي.»وكان موسوي حث مؤيديه على البقاء بعيدا عن الميدان «حفظا للأرواح».وإذا ما نظمت احتجاجات أخرى ولاسيما بالحجم نفسه فسيكون ذلك تحديا مباشرا للسلطات التي أبقت قبضتها على المعارضة منذ الإطاحة بشاه إيران المدعوم من الولايات المتحدة عام 1979.ولم تظهر إلى العلن من قبل حالة من الخلاف بهذه الصورة داخل النظام الحاكم في إيران. فمعسكر موسوي تدعمه شخصيات المؤسسة التقليدية مثل الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وهي شخصيات قلقة من السياسة الخارجية التي يتبعها أحمدي نجاد وكذا السياسات الاقتصادية.ويفضل الزعيم الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي الذي يفترض أن يترفع عن هذه المشاحنات السياسية الرئيس أحمدي نجاد الذي يحظى أيضا بدعم الحرس الثوري وميليشيا الباسيج.وقال وزير المخابرات غلام حسين محسني إجئي إن الوزارة تلاحق فئتين من الناس الساعين لخلق حالة من عدم الاستقرار في البلاد إحداهما مدعومة من الخارج.وأضاف للراديو الحكومي «أرادت فئة تحقيق هدفها من خلال التفجيرات والإرهاب. وفيما يتصل بهذا جرى اعتقال 50 شخصا وجرى اكتشاف أكثر من 20 عبوة ناسفة. كانوا مدعومين من خارج البلاد.»وتابع أن «الفئة الثانية كانت تتألف من جماعات معادية للثورة اندست إلى المقر الانتخابي (للمرشحين) واعتقل نحو 26 من هذه العناصر.» وغالبا ما تتهم إيران الخصوم الغربيين بإثارة عدم الاستقرار داخلها.وفيما يبين حساسية إيران تجاه الرأي العام العالمي حظرت السلطات أمس على الصحفيين الأجانب مغادرة مكاتبهم لتغطية احتجاجات الشوارع.وقادت فرنسا وألمانيا وبريطانيا الحملة الأوروبية من أجل إقناع إيران بإزالة اللبس عن نتائج الانتخابات الإيرانية ولكن إيران استدعت يوم أمس الثلاثاء دبلوماسيا تشيكيا رفيعا يمثل الاتحاد الأوروبي لتقديم احتجاج على تصريحات الاتحاد الأوروبي «التي تعد تدخلا وتمثل اهانة» بشأن الانتخابات الإيرانية.وقال متحدث باسم المجلس الذي يضم مجموعة من رجال الدين والخبراء في القانون الإسلامي إنه «مستعد لإعادة فرز صناديق الاقتراع المتنازع عليها من جانب بعض المرشحين في وجود ممثليهم.»وأضاف المتحدث عباس علي كادخودي «من الممكن أن يكون هناك بعض التغييرات في المحصلة بعد إعادة الفرز.» وقال للتلفزيون الحكومي « استنادا إلى القانون فانه لا يمكن النظر إلى طلب هؤلاء المرشحين بإلغاء التصويت.»وعلى الرغم من حالة الفوضى في إيران سافر أحمدي نجاد إلى روسيا لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون. وهنأت المجموعة التي تضم روسيا والصين أحمدي نجاد على فوزه.