بعد أن أغلقت دور السينما ومحلات الفيديو والتسجيلات الموسيقية
المليشيات في الصومال
مقديشو/ متابعات :قال صوماليون ان افراد الميليشيات الاسلامية اطلقوا الرصاص في الهواء لتفريق مئات السكان الذين احتجوا أمس السبت 10- 6 - 2006 على تحركات من جانب المحاكم الشرعية لمنعهم من مشاهدة نهائيات كأس العالم لكرة القدم في العاصمة مقديشو.واجتذبت نهائيات كأس العالم حشودا ضخمة حول شاشات التلفزيون التي اقيمت تحت الاشجار لتتيح هروبا من التوتر الذي يهيمن على مقديشو منذ ان حقق الاسلاميون السيطرة على المدينة من امراء الحرب يوم الاثنين الماضي.ونقلت وكالة انباء ( رويترز ) عن شهود عيان ان عشرات الشبان اشعلوا النار في اطارات السيارات في ساعة متأخرة من مساء الجمعة في احتجاج استمر حتى الساعات الاولى من صباح السبت بعد ان قطع اسلاميون الكهرباء عن دور عرض مؤقتة لاذاعة مباريات كأس العالم لكرة القدم.وقال سكان ان شخصين اصيبا بجروح عندما حاول افراد الميليشيا فض المظاهرات التي تركزت حول سوق ماشية في شمال العاصمة معقل الاسلاميين وقال اليمي موسى وهو ساكن اتصلت به رويترز "من غير المقبول ان تقمع الناس."واثارت خطوات مماثلة من جانب الميلشيا الاسلامية لاغلاق دور السينما ومتاجر الفيديو في مقديشو في نوفمبر تشرين الثاني الماضي قتالا شديدا قتل فيه 12 شخصا على الاقل واصيب أكثر من 20 ويعارض زعماء المحاكم الشرعية الافلام الغربية والهندية التي يقولون انها تروج للاباحية في هذه الدولة المسلمة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة.ويخشى بعض السكان من ان أحدث اجراء لتحريم وسائل الترفيه الغربية انما هو دليل على ان الاسلاميين يريدون انشاء دولة اسلامية بعد انتصارهم على التحالف المناهض للارهاب من أمراء الحرب العلمانيين المدعومين من واشنطن. وتتمتع المحاكم الشرعية بشعبية لانها استعادت بعض النظام من خلال تطبيق احكام الشريعة في اجزاء من المدينة التي تسودها الفوضى.غير ان حظر مشاهدة نهائيات كأس العالم اثار مشاعر استياء بين السكان المحليين الذين تعبوا من القتال في مقديشو حيث سقط 350 قتيلا في ثلاثة اشهر.وقال موالم حسين عبدي وهو مدرس: "سكان هذه المنطقة يشعرون بالاسف الشديد بشأن الطريقة التي تتصرف بها الميليشيا الاسلامية مع الناس في وقت يحتاج المجتمع فيه الى السلام والاستقرار.".وأبدى شاب اخر مشاعر تحد.وقال أحمد يوسف الذي يبلغ 19 عاما "اننا لا نقبل ان تمنعنا الميليشيا الاسلامية من مشاهدة نهائيات كأس العالم. سنواصل التظاهر الى ان يتراجعوا."الى ذلك افادت مصادر اخبارية بسيطرة الحرس الرئاسى الصومالى على مدينة بيداوا بالتعاون مع بعض زعماء الفصائل فى المدينة.وكان رجال ميلشيات صومالية قد هاجموا مقر الحكومة الصومالية الانتقالية فى بيدوا واشتبكوا لعدة ساعات مع قوات تابعة للرئيس الصومالى عبدالله يوسف أحمد.وذكرت وكالة الانباء البحرينية أن التقارير تقول ان عشرة أشخاص على الاقل لقوا مصرعهم كما اصيب كثيرون بجروح خلال القتال الا أن الرئيس الصومالى لم يصب بأذى لانه لم يكن موجود فى مقر الحكومة خلال اندلاع القتال الا ان أحد زعماء القبائل المحلية قد قتل.وقد اندلع القتال على خلفية محاولة الحرس الرئاسى نزع اسلحة الميلشيات المحلية.فى غضون ذلك واصلت ميليشيا المحاكم الشرعية الإسلامية سيطرتها على العاصمة الصومالية مقديشو كما واصلت تقدمها، في اتجاه آخر معقل لقادة الفصائل العلمانيين في بلدة جوهر شمال البلاد وفي اتجاه مناطق تسيطر عليها عشائر مناوئة في العاصمة.وفيما تحاصر الميليشيا المعادية للاسلاميين قال متحدث باسم الحكومة الصومالية المؤقتة إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا خلال اشتباك في بلدة بيداوا بين رجال ميليشيا محليين وحراس شخصيين للرئيس الصومالي المؤقت عبد الله يوسف. وليست لهذا القتال صلة على ما يبدو بالصراع الدائر بين الاسلاميين وتحالف قادة الفصائل.من جانبها ، قالت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة، إن الولايات المتحدة دعت الى عقد اجتماع دولي من أجل مناقشة الاستراتيجية المتعلقة بالصومال وذلك بعد أيام فقط من قيام قوات المحاكم الإسلامية بالسيطرة على العاصمة مقديشو وطرد امراء الحرب المدعومة من واشنطن .الجدير بالذكر انه لا توجد بالصومال أي حكومة مركزية فعالة منذ عام 1991 وتأسست بها حكومة انتقالية اواخر 2004 ولكنها ضعيفة لدرجة انها لم تتمكن من دخول العاصمة.من جانبه قال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان الولايات المتحدة ستعقد اول اجتماع "مجموعة اتصال الصومال " في نيويورك الاسبوع القادم.وسترأس الاجتماع جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية.وقال مكورماك ان مسؤولين من الامم المتحدة ودول اوروبية وافريقية ومنظمات دولية اخرى سيشاركون في الاجتماع. بدون ان يقدم مزيدا من التضيحات.واوضح مكورماك ان " هدف هذه المجموعة هو الترويج لعمل وتنسيق يتفق عليه لمساندة المؤسسات الاتحادية الانتقالية " ، مشيرا الى ان الولايات المتحدة الاميركية فسوف نعمل مع دول ومؤسسات دولية اخرى مهتمة بهذا الشأن.