الشبع هو امتلاء المعدة بالطعام، فيما الجوع إحساس مناقض له وهو الذي دفع أماً من إحدى دول شرق آسيا للإقدام على طبخ ابنها لأنها لم تعد تقوى على احتمال صراخ معدتها الخاوية فمنذ بدء الخليقة كانت معركة توفير الغذاء هي هم الإنسان ولهذا طور أساليب الحصول على الطعام حيث تسببت المجاعات التي مر بها البشر ليس فقط الى أكل فضلاتهم وإنما في التهام بعضهم بعضا.اليوم ونحن نتابع الارتفاع العالمي في الأسعار ومنها سعر القمح، نقف متسائلين هل توشك المجاعة أن تضرب اليمن؟؟ وهل بدأنا السنين العجاف؟! خاصة بعد قيام بعض الأفران قبل بضعة أيام بالإضراب، مما دفع الناس إلى الاصطفاف لساعات طويلة أمام الأفران للحصول على ما يمكن تسميته ب(الروتي) بعد أن تحول الى ما يشبه أصابع البسكويت.وبالنظر الى واقعنا اليمني وما يعاينه المواطن يبدو أن وضعه يمضي الأسوأ منذ بدء الارتفاع الجنوني في أسعار كافة السلع، الذي لم ولن تفلح معه أي زيادة في الأجور، لتجنبه، مما دفع كثيرين منهم الى التخلي عن تناول أو شراء بعض الأشياء معتبرين إياها من الكماليات مكتفين بالحدود الدنيا من الضروريات التي يبدو أنها هي الأخرى على وشك أن تتقلص كذلك، لتتحول من ثلاث وجبات في اليوم الى وجبة أو اثنتين وكأنهم يمارسون ريجيماً إجبارياً فرضته عليهم الظروف الاقتصادية فارتفاع سعر( الجونية) الدقيق الى مستويات عالية دفع أصحاب الأفران إلى تقليص حجم الروتي الذي يقول كثيرون إنهم مهما أكلوا منه فأنهم لايشبعون، ناهيك عن الأشكال العجائبية من الروتي التي تقوم بعض الأفران بخبزه ولولا أن الجوع كافر لما كان احد فكر في تناوله في الوقت الذي يفترض فيه أن تكون أوزان الروتي تخضع لمعايير معينة وكذا شكله فالحكومة رفعت يدها كلياً من دعم القمح ومن جهه سمحت للتجار بالتلاعب بسعره في السوق فهل نعتب على أصحاب الأفران ؟؟ لأنهم يقبلون بان يكونوا سيوفا مسلطة على رقاب الآخرين.ولا يسعني هنا إلا أن أتذكر ماقالة الأديب اللبناني جبران خليل جبران في كتابه ( حديقة النبي) عام 1933 م «ويل لأمة تلبس مما لاتنسج وتأكل مما لاتزرع» فالويل كل الويل مما نعانيه الآن ومما قد نعانيه مستقبلا.
أخبار متعلقة