عدد من المشاركين في الملتقى التدريبي الأول لتنفيذ مشروع (وسطية) لـ 14 اكتوبر :
جانب من الحضور
استطلاع / سمير الصلوي بمشاركة عدد من الوزارات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني دشنت بصنعاء أعمال الملتقى التدريبي الأول لتنفيذ مشروع (وسطية) الهادف إلى تدريب الدعاة على ترسيخ النهج الوسطي المعتدل تحت شعار (من أجل خطاب ديني يجسد الوسطية والاعتدال ويرسخ قيم التسامح) وبتنظيم من مؤسسة ( رايك استارت فاونديشن انترناشيونال) بالتنسيق مع وزارة الأوقاف ممثلة بالمعهد العالي للتوجيه والإرشاد ويستهدف (75) متدرباً ومتدربة من الدعاة ، صحيفة ( 14 أكتوبر) التقت بعدد من المعنيين لمعرفة أهمية المشروع والحصيلة في الآتي:[c1]توجه جوهري [/c]الأخ حسن احمد اللوزي وزير الإعلام تحدث عن الخطة الإعلامية للوزارة في ترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال بقوله : هناك توجه جوهـري بالنسبة لـوسائل الإعـلام في ما يتعلق بالرسالة الإعلامية لمختلف وسائل الإعلام الرسمية ، خاصة وأن هناك خطة أقرت من مجلس الوزراء قبل عامين ، وهذه الخطة تتضمن افكاراً ومواجهات أساليب العمل من اجل مكافحة كل أشكال التطرف والغلو والعنصرية والتمرد فالوسطية هو العنوان البارز الذي يوضح سوية الشخصية المؤمنة فعندما نجد في سلوك الإنسان ما يعبر عن وسطيته واعتداله بالحياة نجد أننا أمام الإيمان الصحيح وأضاف : هذا الجهد الذي يبذل لاشك في انه سوف يثمر عدداً من الدعاة الذين سيعملون معنا في منابر المساجد على تعميق وتوسيع نطاق رسالة المسجد اولاً ومن ثم خدمة الوسائل الإعلامية لملء المساحة المخصصة للتوعية الدينية ، خاصة في قناة الإيمان التي من ضمن أهدافها البارزة العمل من اجل الوسطية والاعتدال. وأشار وزير الإعلام إلى انه على خلفية موضوع تدريب الإعلاميين على نشر مفاهيم الوسطية ستعمل الوزارة على إقامة الندوات والمراكز المتخصصة عبر المعهد الإعلامي للتأهيل والتدريب. [c1]مواجهة التطرف [/c]وحول أهمية المشروع وأهدافه التقينا بالشيخ مقبل الكدهي عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد الذي تحدث عن بداية المشروع بقوله: كانت بداية المشروع عبر إبرام البروتوكول بين المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وجامعة الأزهر عبر السفير اليمني بالقاهرة الذي نسق مع الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد لإدراكه أن مشروع الوسطية يهم المعهد وقيادته وتم التوقيع على البرتوكول ، منذ ذلك الحين عملنا على الاستعداد وقام مندوب الداعية بزيارتنا 4 مرات تناولنا وتبادلنا الآراء معه وعملنا على توزيع (300) إستمارة وتم قبول (75) شخصاً من مجموع المتقدمين عبر لجنة مختصة ، وتم اختيار الفئات المستهدفة وتحديد الزمان والمكان للتدريب الذي حدد بجامع الصالح وبمشاركة الداعية عمرو خالد الذي ينفذ ثلاثة مشاريع متوازنة في اليمن و سيتولى التدريب مدربون دوليون لهم بصمات كبيرة في العمل الدعوي ويشهد لهم بالوسطية والاعتدال وسيستمر التدريب لفترة (5)أيام بعدها يتم تخصيص ثغرة لكل متدرب يعمل على مواجهتها لمدة ثلاثة أشهر بعدها يتم تقييم ومتابعة المتدرب من خلال ممارسته على الواقع ومن يخفق في التطبيق الأول سوف يستثنى ويستبدل بغيره.
من فعاليات الملتقى التدريبي الأول
وحول ابرز محاور المشروع قال : إن الهدف الأساسي للمشروع هو مواجهة التطرف بكل أنواعه السياسي والإعلامي والديني ومواجهته بالحجة الدامغة والقاطعة. [c1]زيارة المحبة والإخاء [/c]من جانبه يرى الشيخ قاسم عبده عز الدين مدير التوجيه والإرشاد بمحافظة صعدة أن : للمشروع أهمية كبيرة وجميعنا في حاجة إلى مثل هذه البرامج لإسهامها في زيادة المحبة والإخاء و كون التنافر والتراشق بالكلام بين الأفراد والجماعات في الأمة الإسلامية يزداد يوماً بعد آخر وهذا بسبب الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية والتعبئة الخاطئة ببعض الأفكار ، ومن هنا كان لابد أن تكون دعوة الوسطية سائدة في المجتمع استجابة لقوله تعالى «وكذلك جعلناكم امة وسطا» والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بأوساط الأمور بقوله ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا) فما وجد التشدد والتطرف والغلو في مجتمع إلا حطمة وجعل العنف سائداً فيه والشحناء والبغضاء منتشرة في المجتمعات التي تتجه نحو التطرف والغلو والتشدد ، ومن هنا كان ديننا سهلاً يسيراً فلا بد لكل داعية أن يرسخ الوسطية والمحبة والألفة والإخاء وأن يرفع هذه الدعوة عملياً بنفسه وأن يكون اليفاً ليناً في تعامله وفي أخلاقه وأفعاله. وأضاف يجب أن يكون فهم الوسطية فهماً حقيقياً لان كلاً يدعي الوسطية فيظن البعض أن معناها التفلت من الدين وترك النصوص الشرعية جانباً والعمل بالرأي والهوى وهذا فهم غير صحيح فالوسطية معناها أن تعمل بكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم بعيداً عن الغلو والتشدد ومعاداة الآخرين ، فالغلو هو معاداة الآخرين وأن تحمل الحقد على بعض الجماعات والمذاهب والاعتقاد انك على الصواب وما سواك على باطل.[c1]إشاعة مبدأ الوسطية [/c]أما الداعية الإسلامي جبري إبراهيم فيرى أن : أبرز أسباب التطرف غياب التوجيه السليم الصحيح الواعي المعتدل على الساحة الإسلامية وانجراف الشباب وراء الحياة المادية التكنولوجيا الحديثة وما رافقها من انحلال أخلاقي وفساد وانحراف وهذا أدى إلى انحراف بعض الشباب عن الصواب وشعروا فجأة أن هذا الدين دين فطرة وعادت فطرتهم إلى دينهم يبحثون عما يكفرون به عن الخطايا والانحراف الذي عايشوه سابقاً ولم يجدوا من يحصنهم ومن يوجههم التوجيه السليم ووجدوا شباباً في صورهم وفي سنهم فوجهوهم التوجيه المتشدد والتوجيه المتحمس الذي رأى الفساد بأم عينه ويريد أن يقاوم هذا الفساد ولم يعرفوا الطريق الصحيح لمواجهته فاخطاوا الطريق وقتلوا وافسدوا أكثر مما يصلحون. الشيء الآخر أن ثمة بعض المفاهيم الدينية والعقائدية عند بعض الجماعات شكلت نوعاً من التشدد والحماس الزائد بفهم مختلف عن الشريعة ونصوصها المتكاملة وهو ما أدى إلى الانحراف فالوسطية معناها الاعتدال وهو اخذ الشيء من وسطه حتى يستقيم طرفاه .[c1]فكرة جديدة في بيئة متوترة [/c]وفي السياق ذاته تحدث الدكتور نجيب الخليفة المشرف العلمي على مشروع الوسطية والمستشار في المعهد العالي للتوجيه والإرشاد قائلاً تتمثل أهمية المشروع بأنه فكرة جديدة يحاول تطبيقها الدكتور عمرو خالد في بيئة تعتبر متوترة وتعاني من التطرف والعنف في بعض مناطقها ، ونحن نحاول تدريب الدعاة على الوسائل الحديثة خاصة المتعلقة بالمهارات البشرية والتعامل مع حالات التطرف والعنف والإرهاب التي تعاني منها الأمة بصورة عامة واليمن بصورة خاصة فالمشروع الذي يستمر لمدة عام ليس دورة تدريبية وإنما هو تبنٍ للدعاة وتدريب متواصل على البحوث والحالات التي يعاني منها المجتمع ، فهي تكليف كل داعية بمشكلة يعاني منها مجتمعه لكي يعالجها معالجة عملية بعيداً عن الشعارات والكلمات حتى يكون هناك تواصل مباشر بين الداعية وبين الوسط المحيط به.