الشجاعة هبة من الله جلَّ جلاله، بينما القيادة قرار وقت، ووسيلة تنتهي وينتهي حاملها بانتهاء الحاجة إليها وإليه ..وواقع حال اليوم يظهر أن ليس كل قائد شجاعاً ، وإلاَّ ما ظهر ظلم وفساد في حياتنا عامة ، بما فيها الأسرة .. فالقائد الذي يقبل أن يتستر على أخطاء أفراد من رعيته لايستحق أن يكون قائداً، بل وتسقط هبة الله تلك التي حباه واصطفاه بها ..والقيادة والشجاعة قيمتهما تظهر عندما يعاقب مخطئ، أو يقصى مسؤول فاسد عن منصبه، أو يعزل قاضي سمح لميزان العدالة أن يميل.لهذا .. لا تأخذك العزة بالإثم أيها القائد شجاع .. فعندما يخطئ بعض جنودك، وتحميهم، فإنك تضعف أمامهم، وهذا أولاً، ويضعف موقفك القيادي وتهتز شجاعة قائد وهذا ثانياً، والأهم أنك تضاعف ظلم من تضرر من سلوك أولئك الجند .. وما أكثر من تضرر من تصرفات بعض جنودنا..أنا أعلم أن الأمن وجنوده بكافة مواقعهم خط أحمر .. لكن القائد الشجاع هو الذي عندما يعجز عن درء الخطر والظلم، أو تعويض المتضرر من سلوك بعض جنوده .. يدعو للسلام،وطرق ذلك كثيرة ، ولا يدعو لهذا إلاَّ إنسان حليم .. والحلم سيد الأخلاق ..نحن بشر ولسنا ملائكة، والبشر خطاؤون، والنفس أمارة بالسوء، لكن ما دمت قائداً فكن شجاعاً وعاقب عندما يستدعي الأمر ذلك ولا تستقوي على ضعيف.تحضرني قصة قائد فيتنامي ارتكب بعض جنوده مجزرة “اغتصاب” بحق نسوة إحدى القرى الفيتنامية، والتي مر عليها جنود أمريكيون، وبفعل الخوف، قامت نساء القرية بخدمة الأمريكيين حتى رحلوا عنهم.وعندما وصل الجنود الفيتناميون إلى القرية، وهم يعلمون بما حدث بمن عند وجود جنود العدو الأمريكيين، حينها قاموا باغتصاب كل النساء بما فيهن فتيات في الخامسة والسادسة من العمر، أمام أعين رجال القرية كلها، ثم غادروا ..اشتكى أحد شيوخ القرية إلى قائد هذه الفرقة من فعل جنوده، فعجز القائد الفيتنامي عن فعل شيء ، لأن الوقت حرب، لكن تألم وأمر بعودة جنوده إلى قريتهم بصحبة النساء المغتصبات ورجالهم، وأمر جنوده أن يوفروا لهم المأكل والمسكن دون أن يلمسوا واحدة منهن، أو يتكلموا معهن، بل يحمونهن وأهلهن من أي عدوان. فنفذوا الأمر حتى ماتوا وهو يحمون بعضهم البعض، إلاَّ واحداً من أولئك الجند شرح القصة وقال:كنا نعيش في خوف ، وكل دقيقة وثانية كانت تمر وكأنها دهر، ونتوقع فيها شكلاً من أشكال الغضب والكره تجاهنا لفعلتنا تلك الشنعاء بحق نساء وطننا، بناتنا..) فياله من قائد ، شجاع ..حليم .
القائد شجاع
أخبار متعلقة