عمر عبدربه السبع تهتم القيادة السياسية إهتماماً كبيراً بالطفولة والشباب وقد عقدت في الفترة 19-23 فبراير 2006م، المؤتمر الوطني الاول للطفولة والشباب والذي يهدف الى بلورة اهداف وخطط الاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب الى واقع ملموس يكفل مستقبل افضل للنشىء والشباب فالتعداد العام للسكان والمساكن لعام 2004م أكد ان شريحة الشباب وشريحة الاطفال قد بلغت زهاء 67 من اجمالي سكان الجمهورية ومن هذا المنطلق فإن مايزيد عن 14 مليون طفل وشاب يشكلون السواد الاعظم في المجتمع وان متطلباتهم وقضاياهم بحاجة الى حلول ملائمة واهتمام خاص ليشكلون قوة فاعلة في المجتمع وغني عن القول ان "المؤتمر الوطني للطفولة والشباب " بدأ برؤية رعاية وحماية الأطفال في ظل الظروف الصعبة التي يحياها السواد الاعظم من هذه الشريحة ثم تبلورت الرؤية لتأخذ شكل الحماية الاجتماعية بشكل عام النسبة للطفولة .. ثم تطورت الفكرة لتشمل الحماية والتنمية لشريحة الشباب والطفولة معاً بحكم التقارب والتداخل في السن وتم على ضؤ هذه التطورات استكمال مسودة استراتيجية الطفولة والشباب واعداد هذا المؤتمر بالتنسيق بين وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ووزارة الشباب والرياضة .واقع الطفولة والشباب واقع كئيب ودون المستوى المأمول ..فالاستراتيجية الوطنية للتخفيف من الفقر لم تستطع في ظل النمو السكاني المضطرد كبح جماح الفقر في المدينة والريف ،كما ان تدني مستويات الاجور ودخل الاسرة وتفاوت خدمات التعليم والتسرب من المدارس دفع ظاهرة عمالة الاطفال الى التفاقم والاستفحال فاذا كانت الدراسات قد اشارت الى ان نسبة عمالة الاطفال في التسعينيات كانت بحدود 7 فان النسبة الحالية كما أشارت اليها بعض الدراسات الحديثة قد تجاوز نسبة 10 والمفارقة ان تكون نسبة عمل الاطفال الاناث في سوق العمل مرتفعة مقارنة بالذكور بما مقدارة 3 وفي ظل العادات والتقاليد المقيدة للمرأة في اليمن..وفي دراسة للاتحاد العام لنقابات عمال اليمن فان اكثر من 90 بالمئة من اجمالي الاطفال اليمنيين العاملين في السوق العمل يتمركزون في الريف والبقية (10) في الحضر كما يتمركز عمل الاطفال بصورة مكثفة في المجال الزراعي بنسبة 92 مما يجعلهم اكثر عرضة للامراض الخطيرة بسبب استخدام السموم والمبيدات الزراعية والحشرية فيما يعمل 4.8 منهم في مجال الخدمات و2.5 عمالة غير محترفة وتمثل نسبة الاناث منهم مايقارب 51.ان الاطفال العاملين في سوق العمل اليمني يواجهون مخاطر جمة جراء ظروف العمل التي لاتتناسب في الغالب مع اعمارهم وطاقاتهم فهناك مهن خطيرة كالعمل في الورش الفنية وورش الخراطة والتجارة وفي اعمال البناء .. ويرتاح ارباب العمل باستخدام عمالة الاطفال لقدرتهم على تشكيل هذه العمالة كما يريدون من ناحية والاستفادة من طاقاتهم مع ماأكدته دراسة المنظمة السويدية بالتعاون مع منظمة اليونسيف التي خلصت الى ان 52 من الاطفال في سوق العمل اليمني يتعرضون لتحرشات غير اخلاقية ،و32 يتعرضون لتحرشات عادية و1.2 يتعرضون لتحرشات جنسية .هذا فضلاً عن ان ثلث الاطفال العاملين تتراوح ساعات عملهم بين 40-57 ساعة اسبوعياً ،متجاوزين بذلك ماحدده قانون العمل والخدمة المدنية ، الذي يحدد اقصى ساعات العمل في الاسبوع 42 ساعة فقط.وقد اوضحت الاخ منى سالم مدير وحدة مكافحة عمل الاطفال التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية والعمل ان الجهود الحكومية المبذولة حالياً غير كافية لمواجهة ظاهرة عمل الاطفال بمفردها وانه لابد من تظافر جهود منظمات المجتمع المدني وتكاتف الجهود الشعبية للحد من عمالة الاطفال مستقبلاً.ويواجه الشباب والاطفال الكثير من المعوقات ومن ابرزها البطالة واانحراف بالنسبة للشباب والعمالة بالنسبة للاطفال.وهناك الكثير من الوزارات المعنية بقضايا الطفولة والشباب والاستراتيجية تتحدث عن دور منظمات المجتمع المدني وعن الشراكة الحقة بين الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات المدنية وتعول على المزيد من توثيق الشراكة ومشاركة منظمات المجتمع المدني في عملية التنمية والحماية الاجتماعية ومناصرة قضايا الطفولة والشباب.ونأمل ان تكون مؤشرات المستقبل مطمئنة فيما يتعلق بقضايا الطفولة والشباب وان تكون رعاية وحماية وتنمية الطفولة والشباب قضية وطنية كبرى نحصد ثمارها في تحقيق النمو والرخاء والرفاة لكل ابناء المجتمع اليمني..
حماية ورعاية الطفولة والشباب قضية وطنية كبرى
أخبار متعلقة