يصادف يوم غد الأربعاء الثامن من مارس الاحتفال بعيد المرأة العالمي التي تظل تنتظره المرأة من العام الى العام بفارغ الصبر وكأنه اليوم الموعود مع أن المرأة ودورها في المجتمع يدعون لتكريمها في كل وقت وحين وليس في يوم عيدها فقط .فالمرأة كائن حي له وجود وفاعلية أكبر مما نتصور أو نعتقد .. فهي الام والزوجة والاخت والإبنة .. وهي الوزيرة والمديرة والتربوية والمهندسة والطبيبة والعاملة وتحمل غير تلك من الصفات والاوضاع وتشغل الوظائف الهامة في الدولة والمجتمع ولذلك فإنها تستحق كل التكريم منا - ليس من خلال المال او المكافأة او حتى الشهادة التقديرية - ولكن من خلال منحها كافة حقوقها دون إنتقاص والاستماع لآرائها وأفكارها الهادفة لخدمة المجتمع واشتراكها في كافة مجالات الحياة السياسية والاجتماعية وغيرها إسوة بالرجل .لقد كانت المرأة في الجاهلية محبطة ومحطمة ومفروض عليها قيود لا أول لها ولا أخر حتى مجيئ الاسلام الذي رفع من شأنها وعظم مكانتها .. أما اليوم وفي ظل الظروف والمعطيات الجديدة ومنها إنتشار التعليم وذلك التطور التكنولوجي المعتمل في دول العالم فقد ارتفع شأنها أكثر فاصبحت تشغل المناصب القيادية وتدير الاعمال والوزارات والشركات والمؤسسات موكدة بذلك إنها عند مستوى المسئولية والقرار أو حتى التحدي .. رغم أنه لا يزال الكثير من الرجال يعتقدون بنقصان عقلها ودينها ومحاولين البحث عن أسانيد قد تكون ضعيفة وهشة في السنة النبوية الشريفة لتبرير مزاعمهم وانتقاصهم من حقوقها في الوقت الذي تقوم فيه المرأة بأداء أعمال قد لايستطيع أن يؤديها الرجال . مع هذا تظل المرأة ذلك العنصر الفاعل في المجتمع والنصف الآخر له .. ومعاملتها فن قد لايتقنه كل الرجال ومن إيجابياتها أنها حنونة وطيبة ورقيقة المشاعر إضافة الى انها مرهفة الاحساس لذا إياك عزيزي الرجل أن تفكر في جرح مشاعرها دون أسباب مقنعة فهي حتى وان غفرت لك اساءتك لها فإنها تظل مكسورة الفؤاد بداخلها ..وقد تنتظر في أحيان كثيرة الفرصة لترد إليك اساءتك .. وبالتالي فإن المرأة وبالنظر في إيجابياتها ومن أهمها حاجة الرجل الدائم إليها فإني أرى أنها تستحق من الرجل كل الاحترام والتقدير وجل مشاعر التبجيل ومن حقها إضافة لذلك مطالبتها بالمساواة مع الرجل وأن تأخذ حقها من المجتمع كاملاً لا منقوصاً كما قد يعتقد او يرى البعض فضلاً عن أن البشرية قد كرمتها واعتبرت يوم الثامن من مارس في كل عام عيداً لها .. فهل آن الآوان لنعطي المرأة اليمنية حقوقها كاملة غير منقوصة ؟!!وهل السؤال في مكانه إذا سألنا بأية حال غير منقوصة أم أن مشوار كفاحها لايزال طويلاً .* اديب الجيلاني
|
الناس
عيد المرأة ... بأي حال عدت!
أخبار متعلقة