كما هو معروف أن الحياة تتغير باستمرار من حولنا ويرجع ذلك إلى العوامل الخارجية المؤثرة فيها ودائما تتغير بشكل “ديناميكي” لايتوقف ولايعرف السكون والثبات، وماهو ثابت اليوم لايكون مؤثرا وفعالا فيما بعد.من يتكئ على الوسائل بشتى أنواعها يفقد السيطرة حينما يفقدها ويصدم وتنحرف أحلامه وطموحاته في بحر لايجيد العوم فيه، ولهذا لابد لكل إنسان أن يكون لديه مرتكزات يرتكز عليها في حياته ونشاطه ومسيرته. واختيارنا الصحيح لهذه المرتكزات تشعر المرء منا بالأمان والثقة وحب الاستمرارية والتشبث بالحياة رغم كل الصعوبات والمتغيرات من حولنا.وإن أخطر ما يقع فيه الإنسان في مسيرة حياته هو الاتكال على “الوسائل” وبالتالي يصبح معرضا لاي تغيرات أو مفاجآت تحدث له وتؤثر فيما بعد على نفسيته وصحته وعقليته، لأن الوسائل تتغير وتتبدل من وقت لآخر بتغير الأجواء المحيطة والأزمنة المختلفة والمؤثرات الخارجية وهذه التغيرات المستمرة تجعل الإنسان في حالة من الاضطراب والتوتر وعدم وقوفه على قدم وساق في هذه الحياة التي لايدوم فيها غير الله.وعندما تهتز أو تفقد الوسيلة أهميتها أو قدرتها على التواصل، يهتز الفرد ويضطرب ما يؤثر عليه في استمرار حياته بشكل طبيعي.وهذا الارتكاز على الوسائل التي أصبح الكثير والكثير من الأفراد معتمدين عليها هو ارتكاز خاطئ .. ولكن .. إذا تبدل هذا الارتكاز نحو المبادئ والقيم والذات والثقة فيكون العكس أن يتبدل بدل الضعف قوة وبدل الفشل نجاح وبدل الاتكال اعتماد على النفس والذات.وأصبح الإنسان في استمرارية ومهما واجهته من مشاكل يتصدى لها لأن المبادئ لاتتغير بتغير الزمان والمكان وكلما كان الفرد متمسكا بالمبادئ القوية والحرة يكون الارتكاز عليها قوياً ومتيناً، ولكن إذا ذهب القائد بقيت المبادئ الذي ناشد بها وهكذا. ولم أجد شيئا أضعه كمثال للتمسك بالمبادئ والقيم وترك الارتكاز على الوسائل.وفعندما توفي الرسول عليه الصلاة والسلام اهتز كثير من الناس وتشتتت صفوف المسلمين واضطربوا ولم يصدقوا الأمر وتسلل الشك إلى قلوبهم بأن الحبيب المصطفى قد فارق الحياة لمكانته الكبيرة والعظيمة عند المسلمين وكان المثل الأعلى للقيم والمبادئ والأخلاق وإذا بهذا الرجل العظيم الصادق الأمين قد مات ولم يتحمل موته كثير من الناس ولكن لأن المبادئ والقيم التي زرعها رسولنا الكريم بين المسلمين باقية عندما صعد الصديق رضي الله عنه إلى المنبر وقال من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت.وقال تعالى “وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم”. (صدق الله العظيم)وهذا هو مختصر ما أريد قوله بأن ندع الارتكاز والاتكال على الوسائل لأنها تتأثر وتتغير بتأثر وتغير الظروف المحيطة بنا وأن نجعل مرتكز حياتنا القيم السليمة والمبادئ الواضحة حتى تكون أفكارنا ونشاطاتنا واضحة وضوح الشمس، وبهذا الشعاع الجميل نستطيع أن نحرق كل من يحاول أن يجعل منا أصناماً لاتتحرك.
|
اتجاهات
الاعتماد على النفس فضيلة أم إنترنت
أخبار متعلقة