صنعاء/ سبأ:قال الداعية الإسلامي زين العابدين بن علي الجفري:” إن بالحوار لا بالتخريب والتكسير والإرهاب سوف نستميل قلوب المسيحيين وأهل الأديان الأخرى إلى الإسلام على الأقل نامن إساءتهم لديننا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وأوضح في المحاضرة التي ألقاها بعنوان “ نقد الذات “ ضمن فعاليات لقاء الجوالة العرب السابع عشر، ولقاء تبادل الثقافات وتبادل الحضارات الحادي عشر أمس الأول:” ان التطرف يزيد الاحتقان والتباغض والتناحر بين أفراد بني البشر، وأن الإسلام براء من كل أنواع العنف والتطرف والإرهاب. وأشار إلى إن الإسلام نبذ كل إنسان يسعى إلى التخريب في الأرض وإتلاف مقدرات الأرض من بشر ونبات ومن يسعى إلى قتل النفس التي حرم الله “. وأوضح أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لجعله خليفته في الأرض وجعله مؤتمن على عمارة الأرض قبل أن يخلق، وخاطب بهذه الحكمة الإلهية كافة الناس ولم يخطب المسلمين وحدهم. وأشار إلى أن التطرف ارتبطت به مفاهيم الأخلاق بالعادات، وليس كل عادات المجتمعات حسنة، وأنه حدث تطرف في تفكير الإنسان في فهم الأخلاق في علاقاتهم مع بعضهم البعض إما انسياب في العلاقة لدرجة التفكك الأسري والإباحية المطلقة التي أضرت بالأسرة والإطاحة بها، أو تمسك إلى حد التعصب المنفر الذي يتحول تلسط طرف على طرف. ولفت إلى أن العبادة بمفهومها الواسع وليس المتمثل بالصلاة والصيام والزكاة والحج امتزجت بمفهوم عمارة الحياة التي تحيط بنا. ووجه الحبيب زين العابدين بن علي سؤالاً للشباب عن الذي حدث لهذا المخلوق بقوله: كيف تحول الإنسان من خليفة لله في الأرض وعمارتها إلى تخريب لها ؟. وقال:” أنه لا نجد مشكلة في حياتنا إلا نجد التطرف أمامها بل يعتبر التطرف سمة من سمات العصر الذي نعيشه ولا أعني التطرف في الدين وحدة وإنما في حياة الإنسان عامة التي من أبرزها أطماع البشر، ورؤوس الأموال الكثيرة التي بتحالفاتها كادت تقضي على الطبقة المتوسطة في العالم، وتحول الناس في العالم إلى غناء فاحش او فقر مدقع. وأعتبر التطرف أبشع وأصعب عندما يتحول إلى تنطع باسم الدين، وهو بذلك يكون أضر على المجتمعات فهو أضر من القتل ومن الإضرار بالاقتصاد والسياسة. مشيراً إلى أن التطرف باسم الدين بلية ليس في الإسلام وحسب، وإنما في مختلف الديانات الأخرى لافتا إلى أن الدين يعد الأمل في إصلاح هذا التطرف ومشاكله وتصحيح أوضاع البشرية. وقال الجفري: أن على المسلمين مسؤولية زمنية تاريخية تجاه العالم على اعتبار أن آخر الرسالات السماوية التي نزلت كانت رسالة الإسلام. لافتا إلى أنه عندما يبحث المسلم معنى أنه مسلم يدرك أنه صاحب مسؤولية أخلاقية تجاه العالم هذه المسؤولية ليس انتقاد الخطأ الذي في العالم وانما يكون نموذجا في العالم الذي سيرى فيه ثمرة أنه مسلم. وأضاف: أن المسلمين اغفلوا سنه مهمة في القرآن الكريم وهي نقد الذات التي وردت في كتابه الحكيم بقوله تعالى على لسان أمرأة العزيز “ وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء”. مشيرا إلى انه لا ينظر الإنسان إلى نفسه بعين التبرأة ومن حوله كلهم مخطئون. وأوضح أن مفتاح الحلول لهذه النظرة كثيرة أهمها نقد الذات، ولو شعر كل شخص بمسؤوليته تجاه نفسه ونقد ذاته لاستطعنا أن نخطو خطوة كبيرة لتصحيح العالم والإشكاليات التي يعيشها الإنسان والعالم بأسرة. وكان قد حضر المحاضرة وزير الشباب والرياضة حمود محمد عباد، ونائبه حاشد الأحمر، ووكيل محافظة صنعاء فارس الكهالي، وأمين عام المنظمة الكشفية العربية الدكتور عاطف عبد المجيد، وطلاب المركز الصيفي التابع لمحافظة صنعاء.