صنفت اليونسكو مدينة غدامس الاثرية بثالث اقدم مدينة في العالم ، وهي مدينة تقع غرب ليبيا ، إسمها روماني الاصل يعني بلد الجلود، وهي الآن واحة نخيل تقع جنوباً على الحدود مع تونس وغرباً على الحدود الليبية الجزائرية .كانت غدامس قديماً واحدة من أشهر المدن الافريقية الشمالية التي لعبت دورا تجارياً مهماً بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى بكونها محطة للقوافل ، دخل الاسلام غدامس سنة 44 هجرية على يد الفاتح الصحابي عقب بن عامر الفهري ، وكانت الوثنية سائدة قبل ذلك .وجدت منحوتات ونقوش حجرية تدل على وجود حياة في غدامس وحولها منذ 10000 سنة ، وقد خضعت المدينة قديماً لسيطرة الاغريق ثم الرومان ،و دخلها العرب لاول مرة بقيادة عقبة بن نافع ، وبلغت ذروة مجدها في القرن الثامن عشر عندما خضعت للحكم العثماني الموجود آنذاك في ليبيا ، واصبحت مركزاً مهماً للقوافل وقاعدة للتجارة بين اجزاء الشمال الافريقي ، وصلها الايطاليون عام 1924 م بعد ان احتلوا ليبيا باربع سنوات واخضعوها لسلطتهم حتى اندحارهم منها ودخول القوات الفرنسية اليها سنة 1940م .ظل الفرنسيون في غدامس حتى 1955 م ، وكانت الحكومة التونسية قد اعادت غدامس الى ليبيا سنة 1951 .يقال إن تاريخ غدامس يعود الى زمن النمرود بن كنعان بن سام بن نوح ، ويقال إن اول من استوطن فيها بنو ماني . وتفرّع بني ملني الى ثلاثة فروع ، ويعتبر أهل المدينة مزيجاً من البربر والعرب ، يتكلمون لهجة خاصة بهم عرفت باللهجة الغدامسية ، وهي قريبة جداً من اللغة الاميزيغية كما اشتهر سكان غدامس بحبهم للعلوم والدراسات بشتى مجالاتها ، وبنوا مدينتهم على طراز معماري مميز .يبلغ عدد سكان غدامس الحديثة 12 ألف نسمة بينهم عدد قليل جداً من الطوارق جاءوها لأول مرة فبل سبعين سنة ، وكانت العائلات الساكنة في غدامس القديمة قد بدأت الانتقال الى القسم الحديث سنة 1986 .