من الواقع الأليم الذي فرضه الاستعمار البريطاني على الشطر الجنوبي من الوطن ومن الإحساس بحقيقة الوضع المتخلف الذي كان سائداً آنذاك وقد ساعده على البقاء فترة طويلة ومن شعور المرأة العربية في هذا الجزء من الوطن العربي بأن الاستعمار البريطاني بكل مساوئه هو السبب في الحد من انطلاقتها وتطلعها إلى الحياة الأفضلوأيضاً في مشاركتها الفعلية في قضايا وطنها ومع كل هذه الظروف الاستعمارية القهرية التي كانت تعاني منها المرأة في جنوب الوطن إلا أنها لم تحن هامتها لها فاستطاعت بعدالة قضيتها أن تجتاز كل الحواجز وتضع أول لبنة في مدماك مسارها النضالي باسم “جمعية المرأة العربية” بزعامة “ليلى الجبلي” و”رضية إحسان” وبهذه الخطوة الجسورة تمكنت من ربط نضالها بقضايا الوطن دون استثناء وفي المقدمة مقاومتها ضد مختلف المشاريع الاستعمارية والتي كانت تهدف بدرجة أساسية إلى تجزئة الوطن إلى عدد من الكيانات الهزيلة والحدود المصطنعة وربطه بعجلة الاستعمار الغربي والصهيونية العالمية وأيضاً فصل مدينة عدن عن جسم الوطن والقضاء على معالم عروبتها وذلك من خلال إصدار مجموعة من القوانين الجائرة والمسميات المختلفة فمنها “تنظيم الهجرة” و”مشروع التعدين” و”قانون الصحافة” و”قانون منع التبرعات” و”قانون حالة الطوارئ” و”قانون العلاقات الصناعية بين العمال وأصحاب العمل” وهو مشروع موجه ضد الحركة العمالية الصاعدة وقتئذ وينص على منع الإضراب.كما ساهمت المرأة المناضلة في الشطر الجنوبي من الوطن مع قطاعات الشعب المختلفة في القضايا القومية المصيرية فدعت إلى نصرة ثورة الجزائر وأيدت الانتفاضات التحررية كما يسجل لها التاريخ مشاركتها في الثورة المسلحة واستشهد منهن العديدات في شوارع مدينة عدن وفوق ربى عموم أجزاء الوطن.وعلى الإجمال فإن المرأة العربية في جنوب الوطن ظلت تواقة إلى مقاومة الاستعمار البريطاني والاندفاع نحو العمل الوطني وذلك بحكم الظروف التي خلفها الاستعمار ولا يسع المرء منا ونحن نعيش أجواء أفراحنا الوطنية إلا أن نحني رؤوسنا إجلالاً وتقديراً لأدوارهن في قضية انتصار الثورة وانتزاع الاستقلال الناجز من أعظم إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس.
|
اتجاهات
دور الحركة النسائية في تحقيق الاستقلال الوطني
أخبار متعلقة