اهدى لنا الاستاذ علي حسن القاضي رئيس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين فرع لحج / رئيس منتدى (دلتا تبن) الثقافي عدد شهر مايو من نشرة (تبن) وقد حفلت النشرة بالعديد من المواضيع الثقافية والفنية والأدبية مما يؤكد على الجهد الكبير الذي تبذله قيادة منتدى (دلتا تبن) في فعالياتها الثقافية وقد اخترنا هذه المواضيع الثلاثة وهي عبارة عن (زهور من حديقة تبن) .[c1]تاريخ الحركة المسرحية في لحج [/c]هذه المداخلة تم كتابتها في تاريخ 2004م بطلب من مدير ادارة الثقافة بالمحافظة في تقدمها في مهرجان صنعاء عاصمة الثقافة العربية لعام 2004م مع قافلة لحج الابداعية والادبية في يونيو من نفس العام كما هو في برنامج وزارة الثقافة بصنعاء آنذاك في عام 2004م .وتم تشكيل لجنة من المسرحيين في القافلة الثقافية ترأسها الممثل الفنان محمد صالح الثعلبي وأنا عضو فيها ، وكلفت هذه اللجنة باختيار مسرحية أو مسرحيتين لتقديمها في هذا المهرجان غير أن هذه القافلة شطبت دون غيرها من المحافظات .. وقد احتج عدد من المثقفين والادباء والفنانين في مذكرة للأخ / الامين العام للمجلس المحلي بالمحافظة .. ولكن لم يرد عليها حتى هذه اللحظة علماً بأن هذه المذكرة موقع عليها أكثر من سبعين مثقفاً وأديباً وفناناً .ان لحجاً تتميز عن غيرها من المحافظات اليمنية ولا أقول أفضلها ، وأنما أؤكد أن لحجاً خاصة مدينة الحوطة وضواحيها بما لديها من خصائص تنفرد بها عن غيرها ، وذلك بسبب موقعها الجغرافي والاستراتيجي كبوابة على البحر الأحمر وبحر العرب ، وخصوبة ارضها ووجودها في دلتا تبن مما أكسبها الخضرة كالزراعة بجميع أنواعها والبساتين والجناين والفواكه الكثيرة، وقربها من مدينة عدن والحركة التجارية مما أكسب أهلها الخبرة التجارية والاقتصادية ، وأهم هذه الخصائص تعملقها أدباً وفناً ، وقد وهبها مواهب بشرية كما أوهبها الخضرة والماء وأوهبها المعار ف الادبية والعلمية مما نهض بها وجعل سمعتها بين المؤرخين العرب والمستشرقين ، ومما زاد هؤلاء عمقها التاريخي والحضاري ، واذا كانت مصر هبة النيل فان لحج هبة دلتا تبن .أن ادباء لحج حتى ما قبل القمندان مثلوها خير تمثيل في المحافل الدولية ، وفي الجزيرة والخليج بصفة خاصة وهاهو سعد سالم صالح مثل لحج في عام 1922م في محفل تتويج أمير الشعراء أحمد شوقي مع عمالقة الشعراء من مصر ولبنان وكل البلاد العربية ، ان هذا احد المميزات للحج .لقد توهجت لحج ادبياً وفنياً بفضل رائد نهضتها الاديب والفنان والانسان أحمد فضل بن علي (القمندان ) ومن بعده ولي العهد الاستاذ الاديب والفنان عبدالله هادي سبيت حمق وغيره من الادباء كالشعراء وكتاب القصة والمسرح ، ومن الفنانين كالملحنين والمطربين والعازفين والراقصين ، وكل هؤلاء ملؤوا لحجاً بأحلى الكلمات واعذب الالحان وتغاريد الكروان .والمسرح هو أحد هذه العوامل النهضوية الابداعية في لحج بدأت من الصفر وبأدوات محلية معتمدة على نفسها منذ البداية ، ومازالت قائمة تبدع بفضل ابنائها وفقاً لما تطلبه الظروف وان كانت في الاربعينات تتبع الاهالي والسبعينات والثمانينات كانت تتبع وزارة الثقافة إلا أنها ابدعت وتألقت ودخلت في مساق التنافس الابداعي مع مسارح عدن وحضرموت ، وكشفت عن مواهبها الناشئة منذ البداية كمخرجين مسرحيين وممثلين من الدرجة الاولى وفي جميع عناصر العمل المسرحي. ولحج بما تزخر به من مثقفين متعلمين استطاعت ان تقوم بالعمل المسرحي وفقاً لقدراتهم الادبية وامكانياتهم المادية في بناء خشبات المسرح ، والتأليف والاعداد والاخراج والديكورات والاضاءة والصوت .. علماً ان الكهرباء لاتوجد في فترة الاربعينات كما هو اليوم .[c1]بدء الحركة المسرحية [/c]لقد بدأت الحركة المسرحية في لحج كما بدأت في أي وطن آخر وذلك بمشاهدة اولاً للمسرحيات القادمة من الخارج وهي قليلة جداً ومن كانوا يدرسون أو رجال أعمال يشاهدون المسرح في الخارج وخاصة في بريطانيا وفرنسا وتطوره في هذه البلدان عند الاصل مما كان في بلاد الاغريق بما تسمه اليوم اليونان .وتؤكد الدراسات الاكاديمية للمسرح كما جاء بها شعراء وادباء وفلاسفة الاغريق أمثال سيخلوس ، سوكا فلييس وغراطيس وغيرهم ، أن المسرح يدرس بدرجة اساسية وسلوكياته من تمجيده البطولات أو الاشفاق عليه لمعانات ومآسي وقد اشتهرت مسرحيات ذلك الزمان ( عقدة أديب ) و (أووديب ملكاً ) .ونحن العرب عرف المسرح لدينا هو كل ما يعمل في حياتنا الاجتماعية والدينية وكانت هذه الظواهر ولما لها من إيقاعات تعبيرية عن برتكولات كما عند الدولة الأموية والعباسية ، ولوقت قريب الدول العربية وبعض الامارات والسلطنات كسلطنة لحج العبدلية لم ينشر المسرح فيها إلا في القرن السابع عشر والثامن عشر كما ظهر في مصر ولبنان والعراق .وفي لحج السلطنة العبدلية كانت تمارس الظواهر الاجتماعية والدينية تقرب من تلك الظواهر في الخلافة الاموية والعباسية ، حيث كان السلطان العبدلي يخرج من الاحتفالات للأعياد .وصلاة الجمعة بمظهر العظمة للسلطان والبلاد مكلل بالزينة يتقدم السلطان الفرقة الموسيقية النحاسية ومن خلفه كتائب جيش السلطنة العبدلية إلى الجامع والعودة إلى قصر السلطان ( الروضة)، وفي الاعياد الدينية الفطر والاضحى يقام في ميدان القصر استعراض وحدات للجيش العبدلي مع عزف الفرقة الموسيقية النحاسية الاناشيد الوطنية وكذلك استعراض السلطان نفسه للوحدات العسكرية مع العزف الموسيقي وفي نفس الوقت استمرار طلقات المدفعية تدوي في سماء السلطنة من حين إعلان العيد حتى اليوم الثاني يوم المعاودة للسلطان ، كذلك يقام على نفس الميدان بعد العصر في اليوم الثاني والثالث من أيام العيد سباق الهجن (الجمال) وسباق الخيل واستعراض مهاراتهما بما يسمى المحف على قرع الموسيقى الشعبية (الطاسة) وفي المساء تقام الحفلات الراقصة الشعبية المتنوعة على ساحة الميدان مثل الشرح والمسباء والليوه والطنبرة وغيرها .. ومثل هذه المظاهر توحي بانطباعات تعبيرية كانت تمارس في الدول العربية والإسلامية ..يقوم المبدعون المسرحيون بعكسها على خشبة المسرح.[c1]المسرح في الاربعينات[/c] لقد بدأت فكرة المسرح في مدينة الحوطة عاصمة السلطنة العبدلية آنذاك في اوائل الاربعينات من القرن العشرين من التجمعات الثقافية كالمبارز والدواوين الاميرية ، ومن الشباب العائدين من الخارج بعد اتمام دراستهم الجامعية وبخبرات بعض الشباب في الداخل في المجالات الثقافية والانشائية وهم من كبار المعلمين في مدرسة العبدلية آنذاك ، وبفضل وجود الاندية الرياضية (العقل السليم في الجسم السليم) في مدينة الحوطة من السلطنة العبدلية لحج منذ وقت مبكر من القرن العشرين ، هذه التجمعات الشبابية تبرز فيها فكرة قيام فرق تمثيلية في مدينة الحوطة من السلطنة العبدلية لحج .[c1]علي بن علي سعدالأديب الشاعر صالح فقيه الشاعر الرمز[/c]مازال الشاعر الاديب صالح فقيه لغزاً غامضاً يثير فضول كثير من الادباء والمهتمين بشؤون الأدب فلا غرابة ان تطالعنا صحيفة مثل (الايام) بتساؤلها من قبل الصحفي نجيب يابلي أين ادب صالح فقيه يا أدباء لحج .؟صالح فقيه من مواليد منطقة حبيش محافظة إب نزح صغيراً مع أمه وأخته إلى سلطنة لحج العبدلية وشاءت الصدف ان يلتقي بهم السلطان احمد بن علي أحد السلاطين الذي قتل من قبل جنود بريطانيين لاشتباهه وهو يرتدي الزي التركي وذلك اثناء الحملة التركية على لحج عاش صالح فقيه في كنف السلطة يتزود من معارفهم ويطالع كتبهم ويستفيد من مجالسهم .كتب صالح فقيه القصيدة وساجل كثيراً من الشعراء ودائماً ما كانت تستهويه مطالع قصيدة معينة فيكملها فيكتب لها الخلود بعد أن كادت تنقرض وليس أدل من ذلك قصيدة (شراح) والتي كتب مطلعها فضل ماطر .[c1]شراحي كيه سمعوا الاوظاف واعطوا شراحه لاتوكنونيوالا طرحتوا الطين باجيب شراح[/c]فيكملها صالح فقيه بقوله :[c1]شراحي وتخبروا العرافوالا تعالوا اسلوني من قبل ما تبكوا على أموال وارواح[/c]حتى هذه القصيدة التي أكملها صالح فقيه لم تخل من ردود بعض الشعراء الذين عاصروه وكانت هذه القصيدة قد أثارت ضجة وسط الشارع فهيجت حماس الاخرين امثال الشاعر عبدالقوي علي سعيد الذي رد على هذه القصيدة بقوله :[c1]بالهنجمة خاف تباني خافوسكب دموعي من عيونيهبت عصاي باقي معي فاس ومنضاح[/c]وهذه هي النقائض التي الفناها منذ العصر الأموي عندما كان الصراع على أشده بين جرير والفرزدق والاخطل ، صالح فقيه رجل غريب الاطوار في سلوكياته وحياته لاتكاد تفقه منه سوى الشيء البسيط ،وكان هذا الشاعر يحمل في داخله سراً ولهذا غاصت اسراره في شعره .وصالح فقيه في أي حدث يقرع طبله لعل الاخرين تدرك وتفهم مآربه وهو احرص على ان يفهمه الحاكم والمحكوم على السواء يقول صالح فقيه :[c1]قال بو زيد جاني علم ماهو سوىنكد علي هيج اشجاني وعطل مزاجييوم قالوا عجمتم ما تردوا الجوابما هكذا كان ظني وارجال المحاجي[/c]لعل هذه الصرخة الاولى التي جعلت من الشعراء الآخرين وهم اكثر حدساً من بقية عامية الشعب تسمع نداء هذا الشاعر وتعيد صداه مرات ومرات للآخرين لعل الصورة تكون واضحة فيعيد النداء مرة اخرى الفنان الشاعر (محمد سعد عبدالله):[c1]قال بن سعد قلبي فوش ياما صبروذاق بالكأس تعذيبه وطعم المرارة والذي حبهم ما عاد باينفعوهوالفايدة منهم اليوم قدها خسارة[/c]وهكذا تواصلت النداءات بين الشعراء وكل يجر الاخر لهذا المعترك وكأن المسؤولية مشتركة ليس لصالح فقيه فقط أو محمد سعد عبدالله بل حتى رجل الشارع يدلي بدلوه في هذه المعمعة يقول (علي عوض مغلس) في قصيدة رداً على الشاعر الغنائي محمد سعد عبدالله :[c1]قل لبن سعد رضيوا الناس بالمصهرةبيت الامارة وبيت السلطنة والوزارةبالملايين طمعهم وشل المرهواصبح الكل ذا ثوره وهذا حماره [/c]أحمد صلاح كرد[c1]الشاعر الغنائي عبدالله سالم باجهل [/c]الاستاذ عبدالله سالم باجهل من مواليد عام 1938م في مدينة الحوطة لحج تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي بالمدرسة المحسنية سابقاً قطع دراسته لظروفه الخاصة والتحق بالعمل في ادارة الزراعة عام 1955م ثم انتقل إلى اعمال مختلفة كالجمارك وشركة التجارة الداخلية وادارة العدل واخيراً التربية والتعليم بدأ نشاطه الادبي منذ الخمسينات وهو شاعر متميز غنى له الكثير من الفنانين اليمنيين المعروفين ،وسجلت له العديد من الاغاني في اذاعة وتلفزيون عدن .عبدالله سالم باجهل ينتمي إلى اسرة فقيرة متزوج وليس لديه أبناء أو بنات الكنز الكبير الذي خلفه لنا شاعرنا الراحل عبدالله سالم باجهل هو تأسيس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين لحج كما شارك في تأسيس عدد من الفرق الموسيقية من ضمنها الفرقة الموسيقية اللحجية وندوة الجنوب لقد رحل الاستاذ عبدالله سالم باجهل مخلفاً وراءه كنزاً ثميناً لن يندثر من حياتنا في هذه البقعة من الوطن اليمني الكبير ، ولباجهل كثيراً من القصائد المغناة مثل ( لوعتي) .كان باجهل واحد من عمالقة الاغنية اللحجية وفي الندوة الموسيقية اللحجية بقيادة صلاح ناصر كرد وبعد وفاة صديقه وترجمان احاسيسه انتقل إلى ندوة الجنوب في الستينات حيث كان فضل محمد اللحجي النصف الثاني من قلب ووجدان باجهل .وهنا عزيزي القارئ يسعدنا جداً في منتدى تبن ان نقول كلمة شكر عن ماجاء في كتاب ( اعلام وأحداث) للكاتب لطفي حسين منيعم وكذلك كتاب رضية سالم (الشعر والشعراء في لحج الخضيرة) .* محمد قائد صالح
|
رياضة
زهور من حديقة تبن
أخبار متعلقة