مستمرة وتحقق اعلى الإيرادات
[c1]* علي أبو شادي: كوميديا سهلة لا تتطلب مجهوداً * خيرية البشلاوي: الاعتماد على النواقص البشرية غير اخلاقي[/c]القاهرة/ 14 اكتوبر / هناء عزت: ساهمت شخصية “الأهبل” و”العبيط” في صناعة العديد من الممثلين أصبحوا بعد ذلك نجومـًا في سماء الكوميديا، وحينما تذكر شخصية “العبيط” يتبادر إلى الذهن “إسماعيل يس” الذي تميز على مدار عشرات الأعوام، وحتى وقتنا هذا بتقديم هذه الشخصية، وفي كل مرة نجده في ثوب مختلف وكأننا نشاهده لأول مرة ، وسار علي نهجه آخرون لكن شخصيته الفكاهية لن تتكرر، وجاء بعده النجم عادل إمام محاولاً السير على نهجه فقدم شخصية “العبيط” في فيلم “الهلفوت” وكذلك سمير غانم في فيلم “الأهطل” ويونس شلبي في معظم أعماله سواء في المسرح أو السينما· وفي هذا الجيل نجد محمد سعد الذي حقق فيلمه “اللمبي” 27 مليون جنيه وهي أعلى إيرادات شهدتها السينما المصرية منذ نشأتها، ونفس الإيرادات في أفلامه التي أعقبت “اللمبي” مثل “عوكل” “بوحة”·وثاني من قدم دور الغبي أو العبيط في جيل الشباب الفنان “هاني رمزي” في فيلم “غبي منه فيه” الذي يعد صورة طبق الأصل من فيلم “غباء غباء” للنجم الأمريكي “جيم كاري”، وأصبح معظم شباب هذا الجيل يعتمد على الإضحاك من خلال السخرية في الشكل والعقل والجسم، وركزت السينما في السنوات الأخيرة علي هذه النماذج من الشخصيات، وتوقفوا عند الكوميديا التي تستعرض الأغبياء فقط، وتناسوا الكوميدية الحقيقية التي تعتمد على المواقف بلا شك أن “لوريك وهاردي” في السينما الأمريكية قدموا لغة ذكية تضحك من خلالها على غبائها اللذيذ لكنها كانت متنوعةالأمر الذي جعلنا نتوقف حول تهافت الناس علي هذه النوعية من الأفلام والكوميديا التي تعتمد على الإفيهات، والحركات التي يتداولها شبابنا في لهجة غريبة ويتباهون في تقليدها فيما بينهم·يقول الناقد علي أبو شادي رئيس المركز القومي للسينما : إن الكوميديا التي تعتمد على “العاهات” و”الغباء” معرف إنها أسهل أنواع الكوميديا، لأن كوميديا الموقف تتطلب مجهودًا أكثر وفكرًا ورؤية لا تتوافر لدى كوميديا اليوم، وجمهور اليوم عدواني، لأنه يتلذذ بدخول السينما لرؤية هذه الشخصيات التي تشعره بالراحة الكبيرة، لأنها أكبر منه تعاسة وأكثر منه قهرًا، فأصبحت السينما تفرغ كبت إنسان اليوم الذي يشعر إنه أحسن حالاً من شخصيات “اللمبي” أو”عوكل” أو”بوحة”، أو “سلطان” في “غبي منه فيه”، وهذه النوعية من الكوميديا هي كوميديا السخرية من الغباء وذوي العاهات وتأتي من انحطاط سياسي واقتصادي كبير، أما في حالات الاستقرار نجد أن السينما ترقي بمعنى كلمة كوميديا، وأذكر إن فيلم “الآنسة حنفي” إسماعيل يس كان يناقش مشكلة المساواة بين الرجل والمرأة ونظرة المجتمع للأنثى في ذلك الوقت، وكيف إن الأخ الذي كان يقهر أخته يتحول إلى فتاة تعيش وتتذوق القهر الذي تواجهه المرأة·أما اليوم فتعيش السينما في فكرة ابتذال الشخصيات، التي تقدم الأمور بشكل في غاية المبالغة، يخرج الضحك من أفواه الناس المقهورة التي تضحك على نفسها قبل أن تضحك على الغبي والأهطل، وتحاول أن تعيش خارج مشاكلها ولو لمدة ساعتين ويشير وائل إحسان مخرج فيلمي “اللمبي” اللي بالي بالك” إلى أن الفيلمين لم يعلما الناس الانحطاط أو الغباء بسبب تقليدهم لشخصية اللمبي، لأنها شخصية حقيقية، ولم تقل إن كل شخصيات مصر هكذا، ولا ننسي النص الجزء الثاني وهو “اللي بالي بالك” لا توجد أي مشاهد سفه أو سطل بل إن “اللمبي” تحول لشخصية محترمة ليس به أي نوع من الغباء·[c1]وجبة واحدة[/c]ويرى المخرج رأفت الميهي : أن كل الأفلام المقدمة اليوم عبارة عن وجبة واحدة وأذكر أن السينما كانت تنتج حوالي 60 فيلم في العام كان من بينها أفلام الأهطل والغبي، لكن بجانبها كان هناك أفلام “بركات” وصلاح أبو سيف، ومخرجين ومنتجين هذه الأيام يستغلوا حب الجمهور لشخصية بعينها فيتمسكون بها ويكررونها ولا أريد مهاجمة الشباب الموجودين علي الساحة، لأن الأزمة أزمة كتابة، فأفلام الكوميديا أصبحت استكشاف تعتمد علىالشخصيات الغريبة والغبية، ولو نظرنا لافلام إسماعيل يس سنجد إن معظم أفلامه أخرجها فطين عبد الوهاب وكتبها علي الزرقان وهما يفهمان أصول الفن وكيفية استغلال النص وموهبة الفنان، واليوم الفنان هو الذي يختار المخرج والمؤلف والحوار ومن يعملون معه ويتحكم في كل شيء، وتقول الناقدة ماجدة خير الله: إن هذه الشخصيات لم يقدمها أحد مثلما قدمها إسماعيل يس، وحاول بعض الفنانين تقليده لكنهم فشلوا، لأنها موهبة من عند الله، فخفة الدم والقبول الجماهيري والكاركتر الخاص أهم الأسباب وشخصية العبيط لم تساهم في صناعة أي نجم كما يشاع، ولكنها جاءت بالصدفة مع بعض النجوم وشجع الجمهور الذي اعتاد أن يضحك على النواقص البشرية، بدءًا من عبد الفتاح القصري بعينه الحولة والتي كانت مصدراً للضحك مثلاً· وترى الناقدة خيرية البشلاوي أن الضحك لابد أن يكون بهدف إنساني أن البطل يقدم كل أنواع الغرائب لكي نضحك عليه، فهي حيلة بسبب الضعف الفني، ونوع من الإستهزاء لتحقيق الضحك من خلال النواقص البشرية، وهذا شيء غير أخلاقي وغير إنساني ومن المفترض أن نتعاطف مع الشيء المشوه·[c1]اختلاف[/c]ويختلف رأي الناقد محمود قاسم مع الآراء السابقة فيرى أنه من الطبيعي جدًا أن تضحك الناس على حماقات الآخرين، ويعتقدون إن الغبي يقع في مشاكل لا يمكن أن يقعوا فيها، وأذكر أن أول شخصية قدمت دور الغبي في السينما المصرية كان فنانـًا مصريـًا يهوديـًا اسمه شالوم في منتصف الثلاثينات، وكان يظهر في دور الغبي وبعدها ظهر إسماعيل يس في الخمسينات، وبعده عبد المنعم إبراهيم، الذي كان يقدم دور الذكي الذي يستعبط أو الذي يدعي الغباء، وأشهر من قدم الغباء في السينما العالمية هم “المغفلون الثلاثة”، والتي كانت أفلامهم عبارة عن مواقف في فيلم لا يتجاوز مدته 15 دقيقة، وحققوا نجاحـًا كبيرًا في فترة الخمسينات والستينات ورغم إننا نعلم إن عادل إمام نجم كوميديا المواقف إلا إنه قدم العبيط في فيلم “الهلفوت” الذي يضحك عليه الناس، ولكن عند قتل زوجته قتل الجميع·