واحة الصائمين
اخي الصائم ان الانفاق في سبيل الله والجهاد بالمال اصدق دليل على عافية النفس وصحتها، وان الشح والبخل والامساك دليل مرضها وسقمها ولهذا جاءت صفة البذل والانفاق ملازمة لصفة الايمان في اكثر من آية، بل في عدد كبير من الآيات القرآنية ومن ذلك قوله تعالى : "الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون". وقد حض القرآن الكريم على الانفاق والبذل من مال الانسان المسلم كوسيلة لتربية النفس على حب الخير وايثار الآخرين ومساعدة الفقراء والمحتاجين وتحسس الآلام خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه الحسنات الى مائة ضعف، وهكذا يحفل القرآن الكريم بعدد كبير من الآيات التي تحض المؤمنين على الانفاق والبذل مما يؤكد ان بذل المال وانفاقه في سبيل الله احد ابرز الآثار الدالة على الايمان. ان على الانسان المسلم الصائم وهو يبذل الكلمة الطيبة للناس من قلبه وفيه، يجب عليه ان يبذل نداء الجهاد بالبذل من جيوبهم كيما يتلازم الجهاديان جهاد النفس وجهاد المال، والذين تفيض نفوسهم خيرا وجب ان تفيض جيوبهم سخاء وعطاء.فسماحة اليد من سماحة النفس وامساك اليد من امساك النفس وضيقها، ولذلك فان جهاد اللسان سهل وقد ينهض به الكثيرون من غير عناء بل قد يقبل عليه كل من يطمح بالحظوة والوجاهة بين الناس، اما جهاد المال فصعب على النفوس المشدودة الى الارض التي تخاف الانفاق خشية الفقر، ومن التوجيهات النبوية في بيان عاقبة البخل والكرم ومقام الممسك والمنفق في قوله صلى الله عليه وسلم "كل يوم ينزل ملكان من السماء يقول احدهما : اللهم اعط منفقاً خلفا ويقول الآخر : اللهم اعط ممسكاً تلفا" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.عبدالواحد الضراب