خاطرة
حنان محمد علويغريبه هذه الحياة تجمع احبابا وتفرق احبابا في محطاتها الطويلة .. احباب يرحلون من القلب فيتركون مساحة شاسعة لايقدر احد على ملء فراغها .. واحباب يفدون الى القلب كضيوف لهم اقامة دائمة في القلب .. كان تعرفي عليه في مشوار الصداقة الطويلة الذي عبرته بجواز الوفاء للمرور الى قلوب الآخرين .. كان صديقا عزيزا في سنوات عمري الماضية .. ترعرعت صداقته في قلبي ونمت اعوام وتعدت 4 اعوام .. فالصداقة معه كان لها طعم ومذاق خاص .. رحل عن حياتي تاركا علامات استفسار وسؤال دائما ما يتردد في ذهني أين أنت يا صديقي؟ اترى مازالت صداقتي موجودة في ركن قلبك المهجور؟ أما زلت تحمل مودتي في قلبك؟تساءلت مرارا .. عندما لم اجد صدى لسؤالي عنك .. قررت ان اتناساك وانشغل بحياتي محاولا ان انساك لكن عبثا حاولت دوما في قمة النسيان والانشغال تتسلل الى ذاكرتي وتشغل تفكيري . .ويظل السؤال المحير يتردد باستمرار اين انت؟بقيت اعيش على شذى هذه الصداقة الحميمة العاطرة الباقية بأطلالها في قلبي وتتالت الاعوام والصداقة موجودة لكن محاطة بغبار الزمن الى ان حانت الاقدار باللقاء غير المتوقع ما دمنا على قيد الحياة.. كان اللقاء رائعا! .. محزنا ومؤثرا ترك بصمة حزن على قلبي عندما ناداني عبر الهاتف صدى صوت صديقي الغائب .. معلنا مفاجأة لم اكن اتوقعها لدرجة ان يدي تجمدت على سماعة الهاتف من هول الصدمة عندما اعلن الصوت القادم عبر اسلاك الهاتف ان صديقك الذي تتوقعين انك تتحدثين معه الآن قد توفي قبل اعوام .. وما انا الا اخاه, صديقي مات .. مات ولم يودعني, صديقي مات الذي كان يحلو له ان يناديني بالشقية عندما امازحه واداعبه عبر طيات الورق بالاسلوب الذي يحبه, تجمدت دموعي في مآقي وانزلقت سماعة الهاتف من يدي عندما سمعت هذا الخبر .. وبعد ان وضعت سماعة الهاتف .. راحت ذاكرتي المشوشة تعيد ما كان يكتبه لي صديقي من عبارات واحاديث .. وما كان يدور بيننا من حوارات .. كل ما تمنيته ان يجمعني القدر قبل وفاته .. أراه .. واشاركه همومه ومتاعبه والظروف التي عاشها وكانت سببا في وفاته .. تمنيت ان اودعه .. لكن حتى الوداع حرمني القدر من وداعه.فوداعا يا من سكنت القلب اعواما من الزمن .. ويا من ماتت صداقتي في قلبك بتوقف قلبك عن النبض .. وادخلك الله فسيح جناته .. والله يصبرني على تحمل فراقك الذي لم اتوقعه.