أنوار عبد الحميد محسن هي ظاهرة مزعجة بصوتها وبكثرتها وبدخانها المنبعث منها الذي يضر بصحة الإنسان أولاً والبيئة ثانياً تراها في كل مكان في كل اتجاه وزاوية في مدينة الحوطة بمحافظة لحج وكأن محافظة لحج تنقصها هذه الظاهرة حتى تكتمل مأساتها ويزداد الإهمال لها عن ماهي فيه الآن أتعرفون ما هي هذه الظاهرة؟ إنها هي الدراجات النارية. يقول أبناء المحافظة إنها أصبحت مصدر رزق لهم بعد ما أغلقت أبوب التوظيف أمامهم.عذراً .. وكأن مصدر الرزق محصور على هذا النوع من العمل ،والملفت أن عددها أصبح كبيراً جداً وهنا تكمن المشكلة وبيت القصيد . والمواطن في المحافظة لا يخفي انزعاجه منها حيث أصبح يخاف منها ويعمل لها ألف حساب أكثر من السيارات عندما يريد أن يقطع طريقاً عاماً أو عندما يكون متواجدا في السوق إلى جانب تسببها في زحمة وعرقلة سير سواء في الشارع الرئيسي أو الشارع الخلفي لمديرية الحوطة، حتى الحارات في المديرية لم تسلم من ضجيج الدراجات النارية وخوف الأهالي على أطفالهم من اللعب في الحارة بسبب مرور الدراجات النارية التي تعطل فرحة الأطفال باللعب ألا يكفي أنهم حرموا من وجود مكان للعب في محافظتهم لتأتي الدراجات النارية وتكمل مأساتهم الطفولية حتى النساء يبدين انزعاجهن منها وأنا أراهن المتضررين أكثر من وجودها فهي تعيق حركتهن عند نزولهن للسوق للتبضع بالإضافة إلى أنه من يقود بعض هذه الدراجات أفراد من صغار السن غير المخول لهم قانوناً بالقيادة وهذا يفسر وقوع الحوادث.حتى الزائر للمحافظة أول ما سوف تقع عليه عيناه هي الدراجات النارية للأسف الشديد بدلاً من أن تقع عيناه على صرح تأريخي أو شيء حضاري جميل ومن كثرتها أخاف أن يأتي يوم في المستقبل لا يجد أصحاب الدراجات النارية من راكب يركب معهم.. أنا لست ضد وجود الدراجات النارية أو ضد اعتبارها رزقاً لبعض الأفراد في المجتمع ، ولكن يجب أن يكون وجودها بالحد المعقول وليس مثل ما نراه فالحوطة أصبحت ممتلئة بها وأصبح المشي في شوارعها وحاراتها صعباً ولا يطاق وهذا شعور يشاركني فيه جميع الأفراد رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً في المحافظة.وما نراه هو التنظيم لسير عمل الدراجات النارية وأن يطبق القانون بحقهم لأن هناك أشخاصاً من أصحاب الدراجات النارية لا يملكون رخصاً ولا لوحات خاصة بدراجاتهم فيجب إن يتم إصدار أمر من قبل السلطة المختصة بالمحافظة بمنع بيع مثل هذه الدراجات لأنها في الأساس يتم توريدها إلى المحافظة بطريقة غير قانونية أي ( غير رسمية) وما أظن مثل هذا القرار يضر بأحد في المحافظة بل سيعود بالفائدة للمحافظة ولمواطنيها بالسير بأمان وراحة في شوارع المحافظة دون التلفت يميناً ويساراً بشكل مستمر فأبواب الرزق كثيرة ليست محصورة على باب واحد.وعلى رجال المرور أن يؤدوا واجبهم بأمانة وإخلاص فهم مسؤولون عن سلامة وراحة المواطن في المحافظة وعن المحافظة نفسها.وصحيح أن العمل على الدراجات النارية يعتبر باب رزق لعدد من الأسر في المحافظة لكن نحن ضد كثرتها حيث أصبح الوضع في الحوطة أمراً لا يمكن تحمله وقبوله فمحافظتنا لها حق علينا في المحافظة على هدوئها وصفاء جوها وعلى بيئتها وكذلك على راحة وأمن مواطنيها وزوارها.
|
اتجاهات
الحوطة وصورتها مع الدراجات النارية
أخبار متعلقة