ملاحظات حول
د. زينب حزام أتذكر أنَّ السؤال الذي كنت أتبادله مع صديقة لي حول الكتاب الألكتروني والكتاب المطبوع، وأهمية القراءة لدى الإنسان بشكل عام، قد أدى إلى هجوم صديقتي على الكتاب الألكتروني بشكل أزعجني؟!- قلت لها: إننا لانستطيع الاستغناء عن التقدم التكنولوجي والألكتروني للكتاب، وإنه يسهل عملية القراءة عند الأطفال وخاصة في بدايات الشباب نستفيد من الكتاب الألكتروني واستخدام الكمبيوتر والانترنيت.- قالت صديقتي: ما آخر كتاب قرأت؟طبعاً هي تقصد الكتاب المطبوع، ومن المؤكد بعد ان تقدم بنا العمر، وتعمقت التجربة، لم تعد القراءة للكتاب المطبوع تكفينا، بل اصبحنا في امس الحاجة للإطلاع على المعلومات من الانترنيت والاطلاع على الجريدة الالكترونية، ومشاهدة القنوات الفضائية، مع هذا فإننا ايضاً نحتاج إلى الكتاب المطبوع والجلوس في المكتبات العامة، أو المكتبات المنزلية للتمعن في المضمون للكتاب وماذا يريد الكاتب ان يخبرنا،والتذوق الجمالي للغة العربية أو الأجنبية، والأهم من ذلك تبقى القيمة العلمية والأدبية للكتاب المطبوع، رغم التقدم الألكتروني للكتاب.أتذكر أنني كنت استمع لأحد البرامج الإذاعية من إذاعة ـ عدن ـ وكانت معدة البرامج “منوعات” قاسية على الكتاب الألكتروني مثل قسوة صديقتي هذه التي تهاجم الكتاب الألكتروني .. أنني أقول للجميع، ان عصر ثورة المعلومات وثورة الاتصال تهدفان في الاساس إلى التوعية والارشاد الثقافي والعلمي، والكتاب المطبوع او الالكتروني يخدمان العلوم الإنسانية والطبيعية والحيوية لتبادل لمعرفة عند القراءة ويتقرب القارئ من ذلك الحلم البعيد المنال حول تحقيق وحدة المعرفة عند الشعوب المختلفة وتزويد القارئ بشتى مصادر المعرفة!والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يستفيد القارئ من الكتاب الألكتروني وتسخير التقدم العلمي لمصلحة الفكر والمعرفة الإنسانية، دون ان تستغل ثورة الاتصال مثل الكمبيوتر والانترنيت للاعمال غير الاخلاقية، إن دليل اهتمام الدول بالكتاب الألكتروني والكتاب المطبوع من اجل البحث العلمي والأدبي.ولا أقول إن وجهة نظري هذه تقرب فكرة الاستفادة من الكتاب الالكتروني والكتاب المطبوع معاً دون تقدير التقدم العلمي للقراءة الالكترونية المعلبة التي استفاد منها الأطفال واليافعين، وإن الحفظ للكتاب المطبوع وتلخيصه واستظهار المعلومات وغير ذلك من دواعي النشاط الذي يشجع القراءة للكتاب المطبوع لايقل أهمية عند الاستفادة من الكتاب الالكتروني الذي يزود القارئ بأحدث الاخبار العلمية والثقافية والسياسية بأسرع وقت وهو يتناول فنجان الشاي في منزله.