فيما الأردن يلمح لدور إيراني في أحداث غزة الأخيرة
القاهرة/عمان/وكالات:صرح وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط ان سياسة إيران في الشرق الأوسط تشكل "تهديدا للأمن القومي المصري" متهما طهران "بتشجيع حماس" على فرض سيطرتها الأمنية على قطاع غزة .وقال أبو الغيط في تصريحات أدلى بها خلال ندوة مع أعضاء أندية الروتاري في القاهرة ونشرتها صحيفة "المصري اليوم" أمس الأربعاء "ان التحركات الإيرانية شجعت حماس على ما فعلته في غزة وهذا يمثل تهديدا للأمن القومي المصري لان غزة على مرمى حجر من مصر".وأضاف ان "الانتشار الإيراني في العراق يمثل تهديدا للأمن القومي المصري والعربي وهذا يلزم القاهرة بوضع قيود على العلاقات مع طهران" المقطوعة منذ 1980م وأعلنت مصر الجمعة إدانتها لسيطرة حركة حماس على قطاع غزة ودعهما للرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما سحبت الجمعة بعثتها الدبلوماسية والأمنية من قطاع غزة وقررت الثلاثاء نقل مقرها إلى رام الله في الضفة الغربية.في غضون ذلك ألمح رئيس الوزراء الأردني د. معروف البخيت لوجود دور إيراني في الأحداث التي شهدها قطاع غزة مؤخرا، وانتهت بسيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع.وردا على سؤال حول ما إذا كان الأردن يرى أن هناك دورا إيرانيا بأحداث غزة و لبنان، أشار البخيت إلى الاتفاقية التي وقعها وزير الداخلية الفلسطيني الأسبق سعيد صيام مع الحكومة الإيرانية.ولفت رئيس الحكومة الأردنية إلى أن الاتفاقية تضمنت قيام إيران بتدريب عناصر من حماس، وتقديم دعم مالي من خلال تبرعات أعلن عنها.وجاء الموقف الأردني في سياق مؤتمر صحفي عقده رئيس الحكومة ظهر الثلاثاء أكد فيه على دعم المملكة لـ "الشرعية الفلسطينية" ممثلة بمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.ولم يورد البخيت ذكرا لشرعية المجلس التشريعي الفلسطيني وفقا لما جاء في مقررات مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة الجمعة، وأكد على الشرعية الفلسطينية ممثلة بالرئاسة الفلسطينية والمجلس التشريعي المنتخب.وحول قوات بدر الموجودة في المملكة وإن كانت عمان ستعمل على إرسالها، أوضح رئيس الوزراء الأردني أن هذه القوات فلسطينية وأن موضوع إرسالها مرتبط بطلب الفلسطينيين.وأضاف "إذا طلب الأشقاء هذه القوات فسنعمل على إرسالها، وبواقعية أقول إن ذلك سيتم بالتنسيق مع الأطراف ذات العلاقة" في إشارة لإسرائيل.وحذر المسؤول الأردني من أن الحكومة لا تعترف بوجود أي تنظيمات غير مشروعة في أماكن وجود اللاجئين الفلسطينيين بالأردن.ونفى البخيت أي وجود شرعي لأي تنظيم فلسطيني على الأراضي الأردنية لاسيما حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي قال إنه لا يسمح لها بالعمل في البلاد.وأشار إلى أن اللاجئين في المملكة يحملون الجنسية الأردنية مع احتفاظهم بحق العودة، لكنه لم يخف وجود مشاعر لديهم بالتعاطف مع هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك.وفي إطار متصل، أدت تداعيات الأحداث الأخيرة في قطاع غزة إلى حدوث انقسام في موقف أحزاب المعارضة الأردنية المؤتلفة في لجنة تنسيق تضم ثلاثة عشر حزبا.فبينما جرمت الأحزاب القومية واليسارية ما جرى في غزة مؤخرا من اقتتال، أعرب حزب جبهة العمل الإسلامي عن تفهمه لما قامت به حركة حماس.وتكرس الانقسام في تغيب الحزب الإسلامي الذي يمثل الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن عن الاجتماع الأخير للجنة تنسيق أحزاب المعارضة مما سهل على الأحزاب القومية واليسارية إدانة ما جرى في غزة، وإصدار حزب العمل الإسلامي بيانا يتفهم السيطرة العسكرية لحماس على القطاع.