منذ فترة ليست ببعيدة، اتسمت مدينة برايتون الإنجليزية التي تضم ميناءً بحرياً بسمعة سيئة، وتركزت صورتها العامة حول الجسور المتهالكة والفنادق متدنية المستوى التي خُصصت لقضاء ما أُطلق عليه عطلات نهاية الأسبوع الرديئة. لكن مع وجود العاصمة لندن على بُعد ساعة واحدة منها، كان الأمر برمته مجرد مسألة وقت قبل أن تستعيد هذه المدينة رونقها. وعلى مدار السنوات الأخيرة، أعاد أبناء لندن الأنيقون اكتشاف برايتون وأزقتها ومبانيها، لتتحول الآن إلى ما يُطلق عليه «العاصمة الأخرى لإنجلترا». وعندما تحين عطلات نهاية الأسبوع، تتدفق النخب اللندنية في عالمي الإعلام والأزياء في قوافل سيارات الجاغوار على المدينة ليحجزوا أماكن لهم في الفنادق، ثم يختفوا داخل الحانات التي يظلون يرقصون بها حتى الصباح. ويشبه المشهد العام بالمدينة خلال هذه الفترات بشاطئ ميامي، وتتركز نقطة الاختلاف الوحيدة بين المدينتين في القناة الإنجليزية الواقعة عند نهاية الممشى الخشبي على الشاطئ. تعتبر المسافة الممتدة ما بين الرصيف الغربي القديم ورصيف برايتون المكتظ بالحركة واحدة من أفضل مناطق التنزه والتجول بين الدول الناطقة بالإنجليزية. تتميز برايتون بضاحية مكتظة بالأزقة المتميزة بألوانها البراقة والتي تكون فيما بينها ما يشبه المتاهة، وتحمل الضاحية اسم (لينز ديستريكت. )وتعتبر الضاحية وجهة مثالية للراغبين في تناول الأطعمة المحلية. وتضم المنطقة المحيطة ببرايتون بليس 3 اماكن شهيرة: ذي درويدز هيد (9 برايتون بليس ـ 44 1273 325 490). داخل مبنى أنيق يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر. ويقدم هذا المطعم اطباقا محلية بأسعار مقبولة جداً.ويمكن التمتع بأساطير موسيقى الروك في برايتون دوم فالمكان عبارة عن اسطبل قديم للخيول تم تحويله إلى قاعة للحفلات الموسيقية. ولم يفلح مرور قرنين من الزمان في طمس الفخامة والأناقة التي يتميز بها مبنى رويال بافيليون في برايتون ، والمكان عبارة عن قصر مهيب متعدد القباب قام ببنائه الأمير ريجينت في مطلع القرن التاسع عشر قبل أن يُتوج ملكاً على البلاد ويحمل لقب الملك جورج الرابع. ومن أجل الاطلاع على ملامح أكثر عصرية للمدينة، يمكن زيارة فابريكا ، وهي عبارة عن كنيسة ترجع إلى العصر الريجيني تم تحويلها إلى صالة عرض للأعمال الفنية. كل عام، يجري اختيار أربعة فنانين لإحداث تحول بديكورات الأجزاء الداخلية في المكان والتي تتضمن الكثير من السراديب. من بين الأعمال السابقة تمت زراعة مروج خضراء بالمنطقة التي ضمت في السابق المقاعد الخشبية الطويلة المميزة للكنائس. وما زال رصيف برايتون محتفظاً بمكانته باعتباره واحداً من أعظم الأرصفة البحرية على مستوى إنجلترا. ويمكن التنزه على الممشى الخشبي الذي يبدو ممتداً بلا نهاية. إن أقرب مطار كبير من برايتون هو لندن غاتويك. ومن مطار جاتويك، يستغرق القطار الجنوبي قرابة نصف ساعة للوصول إلى برايتون، وتبلغ تكلفة هذه الرحلة 20 جنيهاً استرلينياً. من مطار هيثرو، عليك أن تستقل المترو حتى محطة فيكتوريا بوسط لندن ثم اللحاق بالقطار الجنوبي الذي يصل إلى برايتون خلال ساعة، وتبلغ تكلفة هذه الرحلة 30 جنيهاً استرلينياً تقريباً.
