حماية الأطفال وإعطاؤهم حقوقهم مسؤولية مجتمعية
إعداد / بشير الحزميتمكين الطفل من العيش في بيئة آمنة وإيجابية تمكنه من إظهار قدراته والتغلب على إعاقته إن وجدت وإدماجه مع أقرانه من حوله في تحقيق حياة أفضل له ولغيره هي مسؤولية مجتمع بكامله وتقع من ضمن سياسة حماية الأطفال وتأمين حقوقهم.وقد أظهرت الإحصائيات وفق ما أورده دليل الرسائل الصحية الأساسية للتثقيف المجتمعي أن الإساءة للأطفال في اليمن تحدث بأشكال متعددة منها الإهمال بواقع 60 % والتعرض للإساءة البدنية بواقع 23 % والإساءة النفسية المتمثلة في حرمان الأطفال من الرعاية والحب والحنان الناجمة عن الطلاق أو تغيير مكان السكن أو الدراسة بواقع 4 % أما الإساءة الجنسية فقد أصبحت تزداد يوماً بعد يوم وأصبحت جرس إنذار للمجتمع وتمثل 9 %، والإساءة بأشكال أخرى عدة مثل استغلال الأطفال في أعمال التسول، والأعمال اليومية المرهقة والتي تمثل 4 % من إجمالي حالات الإساءة.والمنهج المقترح لتلبية حقوق الأطفال كما أورده دليل الرسائل الصحية الأساسية للتثقيف المجتمعي تتمثل في (عدم التمييز ضد الأطفال من حيث النوع أو اللون أو المستوى المعيشي) ورعايتهم بفاعلية، وإشراك الطفل في المواضيع المتعلقة به مثل التعبير عن الرأي بفاعلية أو التفاعل مع الآخرين واتخاذ القرارات في المواضيع التي تخص حياته وحياة المجتمع من حوله، والاستفادة من الموارد المتاحة بما يخدم الطفل وتحقيق مصالحه أولاً من حماية وتعليم وصحة وتغذية ورعاية.[c1]الإساءة للأطفال[/c]وفقاً لدليل الرسائل الصحية الأساسية فإن الإساءة للأطفال يقصد بها سوء المعاملة بكافة أنواعها كالعنف الجسدي أو النفسي والإساءة الجنسية والإهمال في المعاملة أو الإستغلال التجاري أو غيره، وكل ما يسبب أذى آنياً أو محتملاً لصحة الطفل أو بقائه أو نموه أو كرامته.وتظهر الإساءة للأطفال بدنياً بأشكال كثيرة كالرضوض والحروق وحدوث خلع في المفاصل وحدوث كسر في العظام وخدوش وجروح واعتداء جنسي .أما الإساءة النفسية فتظهر في تأخر النمو الجسدي والعقلي والعاطفي مثل القلق والتوتر والتأخر في النطق ووظائف الكلام والعدوانية والإدمان أو الهروب من الدراسة أو السرقة أو حدوث تدن ملحوظ في المستوى التعليمي أو الكذب أو ظهور سلوكيات لافتة للانتباه مثل الألفاظ النابية وغير المقبولة إجتماعياً والشعور بالخمول والتعب والإهمال.أما الإساءة الاجتماعية فتظهر في عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية للطفل وانعزاله عن العلاقات الاجتماعية وشعوره بالدونية عن أقرانه وتحقيره.[c1]رسائل قصيرة[/c]ولإيصال الرسائل التوعوية بحقوق الطفل للمجتمع بشكل مبسط ومفهوم حدد دليل الرسائل الصحية الأساسية للتثقيف المجتمعي مجموعة من الرسائل القصيرة أهمها أنه من حق كل طفل العيش في بيئة آمنة من الإساءة بدنياً وعاطفياً واجتماعياً وقد شددت هذه الرسائل على ضرورة تسجيل أسماء الأطفال في السجل المدني وحسن اختيار أسماء الأطفال، ودعت إلى تربية الأطفال بدون عنف جسدي أو ضرب وعدم التلفظ بكلمات تسيء إلى الأطفال بقصد أو بدون قصد، وطالبت الرسائل الصحية تقديم الرعاية للأطفال بدون تمييز بينهم، وتفهم آرائهم أكانوا ذكوراً أم إناثاً، وإشراكهم في اتخاذ القرارات في المواضيع ذات العلاقة بهم، وجعل مصلحة الطفل أولاً من حيث العيش في بيئة أمنة والاهتمام بصحته وتعليمه وغذائه، وكذا حمايتهم من الأعمال الشاقة لهم بدنياً ونفسياً، وحثت الرسائل الصحية إلى اكتشاف قدرات الأطفال والعمل على تنميتها ودمج المعاقين منهم بمن حولهم في المجتمع وعدم إهمالهم.[c1]للفتاة حقوق أيضاً[/c]وركز دليل الرسائل الصحية على حقوق الفتاة أيضاً، حيث تم التأكيد على حق الفتاة في التعليم ومن حقوقها احترامها وعدم التمييز ضدها، ودعت الرسائل الصحية الأساسية المجتمع إلى حماية الفتاة من الممارسات الضارة ومنها الختان، وطالبت بتقديم النصح والمشورة للفتاة حول الصحة الإنجابية، وعدم جعل الفتاة عبئاً على أسرتها وزوجها ومجتمعها بحرمانها من حقوقها، مع التأكيد على أهمية تعاون المجتمع ككل في إعداد الفتاة لتصبح عنصراً مفيداً وفاعلاً في المجتمع ولفتت الرسائل الصحية إلى أن التمييز بين الإخوة والأخوات من حيث التعليم وإبداء المشورة والرأي والتغذية والرعاية يولد لديهم اضطرابات تؤثر على مسار حياتهم مستقبلاً.ومن أهم الأضرار التي قد تحدث (اضطرابات صحية وجسدية مثل: عيوب النطق وضعف البنية وضعف الحواس (السمع، البصر... الخ)، واضطرابات عقلية مثل: قلة التركيز وضعف التحصيل المدرسي والهروب من المدرسة، واضطرابات نفسية مثل: الخمول والانطواء والإحباط وفقدان الثقة بالنفس والاتكالية على الآخرين والعناد والتمرد وعدم الانسجام مع الأسرة والانعزالية والانطواء والشعور بالنقص والمهانة والانحراف، واضطرابات انفعالية مثل: العدوانية والتخريب والغيرة الشديدة ممن حوله والعصبية عند الحديث مع الآخرين.[c1]تعليم الفتاة حق مشروع[/c]وللفتاة حقها المشروع في التعليم مثلها مثل أخيها، فحقوقها متساوية شرعاً وقانوناً وقد دعت الرسائل الصحية في هذا الجانب إلى تعليم الفتاة لتطوير معارفها وبأن ذلك سيعود على الأسرة والمجتمع بالفخر والعزة، وأشارت الرسائل الصحية الأساسية إلى أن تعليم الفتاة حق من حقوقها ويجعلها أكثر نفعاً لنفسها وأسرتها ومجتمعها، ودعت الرسائل الصحية إلى توجيه الطالبات بأساليب تأديبية بدون الإساءة لهن أو جرح مشاعرهن وعدم إرهاق الفتاة بالأعمال المنزلية داخل المنزل وخارجه ما يعيقها عن مواصلة تعليمها، وطالب الأسرة والمجتمع بالمساعدة والعمل على عدم تسرب الفتاة من التعليم.[c1]أهمية تعليم الفتاة[/c]وأكدت الرسائل الصحية الأساسية أن قضية تعليم الفتاة من القضايا الاجتماعية والصحية والتربوية المعاصرة التي يجب على كل فرد في المجتمع أن يهتم بها، لأن الفتاة المتعلمة تعرف حقها وترفع مكانتها وتثقف نفسها وتستوعب دورها الأسري وتنور مجتمعها، وأن مشاركة المرأة في التنمية لا تتم بشكل كامل وناضج إلا إذا تعلمت.وأوضح دليل الرسائل الصحية الأساسية أن تعليم الفتاة في اليمن يواجه مشكلات كثيرة قبل التعليم وأثناء وبعد إكمال مراحله وعلى جميع المستويات ومنها الزواج المبكر أو غياب التفاهم بين الزوجين في مواصلة تعليم الزوجة إذا حدث زواج، جهل وإهمال الآباء حول أهمية تعليم الفتاة لمستقبلها وحياتها.وأورد دليل الرسائل الصحية الأساسية جملة من الأهداف الرئيسية من تعليم الفتاة أهمها فهم دينها الحنيف وعبادة الله سبحانه وتعالى على بصيرة، والقدرة على المشاركة في الحياة العملية وتنمية المجتمع وتحسين وضعها ووضع أسرتها، وفهم المخاطر المرضية والاجتماعية التي قد تؤثر عليها وعلى أسرتها، مساعدة أبنائها في التحصيل العلمي، انسجام العلاقة الزوجية والأسرية. [c1]التغذية السليمة للفتاة[/c]وفيما يتعلق بالتغذية السليمة للفتاة الطفلة والمراهقة أوضح دليل الرسائل الصحية الأساسية أن الفتيات اللاتي يتمتعن بصحة جيدة ويحصلن على غذاء جيد أثناء فترة طفولتهن ومراهقتهن يعشن حياة صحية سليمة في كبرهن.وأكد أن الفتاة في سن المراهقة تحتاج إلى كميات كبيرة من المواد البروتينية والمعادن والفيتامينات لسد حاجة البدن المتزايدة، مشيراً إلى أن ما يحدث في الواقع هو عكس ذلك حيث تميل الفتاة في هذه المرحلة إلى العزوف عن التغذية المتنوعة والميول إلى وجبات خفيفة فتصاب أحياناً بسوء التغذية، لافتاً إلى أن التغذية السليمة تساعد على بناء جسم قوي قادر على الحمل والولادة والقيام بعملية الرضاعة الطبيعية بنجاح مراحل العمر المتأخرة.